بغداد/ مريم محمد جعفراغفل المجتمعان العراقي والدولي مشكلة النساء على نحو واسع خلال الفترة التي تلت عام 2003 وتشكلت عناوين الاضطهاد والعنف ضد المرأة مواضيع تتعلق بالنزاع السياسي والاضطراب الاجتماعي والامني، الامر الذي نجم عنه اغفال متعمد للحالة المتردية لواقع النساء في العراق.
واكد محللون سياسيون مراقبون للوضع المحلي ان النزاعات التي سادت الواقع العراقي خلفت انهيارا في المنظومتين الاجتماعية والخدمية مخلفة تشتتا في تجمع العائلات ووقعت النساء بشكل خاص ضحايا لتبعات هذه الحروب والصراعات، واضافوا في تصريحات لـ(المدى): ان هذه التحديات اضطرت النساء في العراق لمواجهتها والتاقلم معها لتوفير متطلبات المعيشة الاسرية. واشار الى ان اغلب النساء اللواتي تعرضن لحوادث استثنائية دخلن في دوامة طوارئ صامتة فرضها الوضع الامني الهش في عموم البلاد. يشار الى ان ربات الاسر من النساء اللواتي تعرض ازواجهن للقتل يعشن في ظروف شديدة القساوة، كما اشتد خلال الاعوام السابقة استهداف النسوة ممن دخلن الى معترك العمل في دوائر الدولة والشركات وممارسة العنف والتهديد والخطف معهن بتهم عملهن مع جهات اجنبية او العمل مع الحكومة، الامر الذي جعلهن عرضة للتهديد والقتل من قبل الجماعات الارهابية المسلحة. اسماء فريد تبلغ من العمر 14 عاما تسكن في البصرة تساعد امها في جمع الاكياس الفارغة من محلات بيع المواد الغذائية لتوفير قوت اسرتها اليومي بعد ان فقدت والدها في احد اعمال العنف التي دارت بين مسلحين والقوات الامريكية. اكدت لوالدتها انها تعرضت الى التحرش الجنسي من قبل اصحاب المحال الا انها اثرت الصمت خوفا من فقدان لقمة العيش. اما ليلى سعد/ 15 عاما قالت: انها تسكن منطقة البتاويين والتي تشهد اعمالاً مشبوهة وتكثر فيها احداث العنف على الرغم من تواجد القوات الامنية فيها، اشارت الى ان احوال هذه المنطقة ساءت بشكل مروع فهي مكتظة بالسكان ولا تتوفر فيها الخدمات الصحية وشبكة المجاري غالبا ما تكون متكسرة. وافادت انها وعائلتها المكونة من خمسة افراد اربعة منهم اطفال لم يتجاوزوا الاعوام العشرة، اضطروا الى السكن في هذه الاحياء الفقيرة بسبب انخفاض اجور السكن فيها، اضافة الى كونها توفر لها ولاخوتها العمل في بيع الاطعمة الشعبية والحلويات. وبينت ان هذه المنطقة شهدت تغيرا كبير في سكانها السابقين نتيجة لممارسات العنف المتواصلة والوضع السيء نتيجة لانتشار الاوبئة والامراض والمياة غير الصحية. وقالت السيدة نور بشير/ 40 عاما من اهالي مدينة الصدر انها تعيل ثلاثة ابناء منذ مقتل زوجها في حرب الخليج عام 1991، مؤكدة انها توفر كل مدخولاتها لتؤمن بقاء اولادها في المدرسة واملها الاكبر في تخرجهم وان يتفادوا ما مرت به. وتضيف ليلى ان انعدام الامن ما زال الاثر المدمر لسلامة النساء الجسدية وانه يقيد حياتهن اليومية الى حد كبير كما زاد بشدة بفقر الكثيرات من النساء وعائلاتهن لانهن فقدن معيلهن نتيجة العنف فوقعن ضحايا له. فيما اعربت نوال سالم/ 34 عاما عن املها في ان تعمل الحكومة على تحسين اوضاع النساء ممن تعرضن للعنف الاسري او المجتمعي للنهوض بواقع البلاد على اعتبار ان النساء تشكل مانسبته 50% من المجتمع العراقي. وقالت: انا من عائلة فقيرة تقدم لخطبتي شاب فقير وتزوجته وانا لم ابلغ من العمر الخمسة عشر ربيعا، اسكنني غرفة بسيطة في دار في محافظة ديالى وشهدت حياتنا الزوجية منذ وهلتها الاولى نكبات عديدة ابتدأت بتناول زوجي الخمر الذي افقده فيما بعد عمله ما حدا به الى اجباري على امتهان الدعارة وعندما رفضت عمد الى سجني في سرداب مظلم في بيت جاره ويضع لي الخبز والماء فقط وبعد توسلاتي بصاحبة الدار اشفقت علي وساعدتني على الهرب والعودة الى بغداد. واضافت: لجأت الى المحكمة وحصلت على التفريق وعمري 17 عاما ولدي طفلان منه عشت في بيت اهلي عندما تقدم احدهم لخطبتي فوافقت فورا بسبب ضعف حال اهلي اكتشفت بعد الزواج ان زوجي يتناول حبوب الهلوسة والخمور ويجبر ولدي على التسول وكان يعاشرني بعد ان يضربني ضربا مبرحا ويسمعني كلاما يتهمني فية بشرفي وعلمت بعدها انه سبق لة الزواج اربع مرات. واشارت الى انها طلبت الطلاق من زوجها وتنازلت عن كل حقوقها مقابل الاحتفاظ باولادها الثلاثة الذين انجبتهم منه وعادت الى دار اهلها، مؤكدة انها تعتاش حاليا من عمل ولديها اللذين يعملان في غسل السيارات، كما وان زوجها احتفظ بالبطاقة التموينية ورفض اعطاءها اياها. وبرغم تدهور الاحوال المعيشية لاغلب النساء اللاتي هن ضحايا اعمال العنف والارهاب الا ان الحكومة لم تقدم المساعدات المالية الكافية للفئات المستضعفة كالارامل والنساء المعرضات للخطر اللواتي هن بحاجة الى المعونة الانسانية. امل شوقي/ 50 عاما: تقول لم اتمكن من الحصول على الماء الساخن منذ ان ارتفع سعر قنينة الغاز الى 20000الف دينار عراقي الذي يعادل اجري لمدة 20 يوم من العمل ولاتوجد مرافق صحية في منزلي لكن مالكي المصانع القريبة يسمحون لنا باستخدام مرافقهم الصحفية. وتضيف انني اراهن ان حظيرة الحيوانات تبدو افضل بكثير من منزلنا وتقول انني اريد تقديم المياه النظيفة والباردة لاولادي ولا اضطر للتسول الط
نســاء العراق يواجهن التحديات بقولهن: كرامتنا هي مـا نملك
نشر في: 23 يناير, 2010: 06:42 م