حيثما يرد إسم المعماري محمد مكية)تستعيد الذاكرة مرأى ذاك الصرح الثقافي في كوينز واي)، وتتناهى من مسامات الذاكرة، شميم القهوة المدافة بالهيل، مضمخة بصدح قيثارة، بأنين ناى.ديوان الكوفة.في قلب لندن.رحبة انيقة الطراز و المعالم، إعتادت جمهرة من العلماء والمثقفين وطلاب المعرفة — العرب والعراقيين وبعض المستشرقين —، إرتيادها، سيما في أماسي الأربعاء، للحظوة بقبس من معارف شتى: علوم، وتاريخ، وتراث، حلقة دراسية، معارض فنون تشكيلية، معارض كتب، ندوات …إلخ. حتى صارت البناية أيقونة حضارية ضمن معالم لندن الثقافية.. زادتها غنى ، محاذاة مكتبة الساقي، كلما عن— بتشديد النون — للزائر ان يقتني كتابا او يسآل عن وصول كتاب.أكثر ما حز في النفس، إغلاق ذاك الصرح الثقافي العملاق. وسد كوى الضوء التي كانت تجدد الأمل في إنبعاث المعرفة ، وما زاد في الطين بلة، ما توارد في الصحف.- (المدى ) وبعض المواقع الثقافية عن بيع إرث محمد مكية، - وهو إرث ضخم فخم - في المزاد العلني!!مزاد؟! يا إلهي.وعلني؟؟ ندري— يقينا — إن المشترين قلة، لكنهم آسخيآء عند الدفع. ومحمد مكية وإرث محمد مكية، لا يمكن ان يتكرر مرتين. ف،، بكم من الجنيهات سيفتتح بازار المزاد؟اما كان بإمكان اولي ا لأمر في بلدي ، دعاة ومدعي الثقافة، صيانة إرث ( مكية) ومنع بيع هذا الصرح الثقافي بالمزاد؟؟ آما كان بإمكان منظمة الثقافة والعلوم والفنون في الجامعة العربية — إن كان قد بقي لها ثمة وجود — ان تتدخل، وتغدو حاضنة أمينة لإحتواء كنوز ارث نادرا ما تتكرر مفرداته، كتب، مخطوطات، لوحات فنية فريدة، منحوتات،، إلخ. ليست همسة عابرة بطرة، تتلقفها الريح، لكنها صرخة ملتاعة، ان لا يفرط بإرث العراقيين المتميز، والمناداة بعالي الصوت، لعل النداء يمس آسماع الذين صارت آرصدتهم، هوياتهم، وهواتفهم النقالة وسيلتهم الوحيدة للتواصل مع الأغيار.
إرث نفيس للبيع
[post-views]
نشر في: 24 إبريل, 2016: 09:01 م
جميع التعليقات 2
هادي الحافظ
ما شأن حكام دولتنا بالفن والثقافة وغيرها من أدوات بناء الشخصية المعرفية للأنسان أو تشييد دور الفن والمعرفة ، بعضهم من اهماماته جمع كتب تراثية مثلا ، لا ليقرأها بل لتكون خلفية لصورة تلتقط له ، ليظهر للمتلقي أنه مثقف ولو سالته ما هي قراءته من هذه الكتب ؟
هادي الحافظ
ما شأن حكام دولتنا بالفن والثقافة وغيرها من أدوات بناء الشخصية المعرفية للأنسان أو تشييد دور الفن والمعرفة ، بعضهم من اهماماته جمع كتب تراثية مثلا ، لا ليقرأها بل لتكون خلفية لصورة تلتقط له ، ليظهر للمتلقي أنه مثقف ولو سالته ما هي قراءته من هذه الكتب ؟