اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مسرح > المسرح العربي وتحديات الراهن..التاريخ.. الأرشفة.. التنوع.. التحدي.. الإرهاب

المسرح العربي وتحديات الراهن..التاريخ.. الأرشفة.. التنوع.. التحدي.. الإرهاب

نشر في: 26 إبريل, 2016: 12:01 ص

3-4وتثير القراءة الهادئة لورقة الدكتور الشوابكة عدة أسئلة : ما الذي نريده من المسرح ؟ وهل يمتلك المسرح عصا سحرية لتغيير الأنظمة؟ وهل مهمة المسرح سياسية بالمقام الأول؟. إن المسرح مهمته تنويرية، وتثقيفية، وجمالية ترتقي بالوعي الجمعي داخل المجتمع، ولا ي

3-4

وتثير القراءة الهادئة لورقة الدكتور الشوابكة عدة أسئلة : ما الذي نريده من المسرح ؟ وهل يمتلك المسرح عصا سحرية لتغيير الأنظمة؟ وهل مهمة المسرح سياسية بالمقام الأول؟. إن المسرح مهمته تنويرية، وتثقيفية، وجمالية ترتقي بالوعي الجمعي داخل المجتمع، ولا يمتلك تأثيرا سياسيا على صراع القوى. نعم هناك قوى ظلامية تريد تدمير الإرث الثقافي وإغراق المنطقة بعتمة الجهل والتخلف، وليست من مهمة المسرح تغييرها، بل مهمة السياسي لأن العرض المسرحي لا يتعاطى مع الظاهرة كما السياسي، فهناك مساحة للخيال لعدم الوقوع بالسطحية والمباشرة والشعارات، وهناك المنظومة العلامية والرمزية التي ينتجها العرض المسرحي، ومن خلالها يتم التعاطي مع الظاهرة بشكل جمالي بصري. ولا يمكن إغفال دور المسرح في تنمية الوعي الجمعي داخل المجتمع، وفي هذه الخصيصة تكمن أهمية المسرح. كما يجب أن لا نغالي أكثر من ذلك وأن نحمل المسرح أكثر من طاقته. فرغم أن اغلب العروض المسرحية التي تقدم على مسارح المنطقة العربية تتناول موضوعة الإرهاب والقوى الظلامية، فإنه لا يمكن أن يكون تأثيرها داخل المجتمع أكثر تأثيرا من خطاب سياسي محنك، أو انتصارات الجيوش على هذه القوى. والمسرح ليس بعيدا عن تداعيات الفعل الإرهابي داخل المنطقة العربية، لكن يكمن خلل التناول- حسب زعمي- في كيفية التناول والاشتغال، إذ لا يمكن أن يكرر العرض المسرحي خطاب الساسة، ولا يمكن أن يكون مركز أخبار كما في القنوات الفضائية، بل يتوجب عليه أن يكون مغايرا في طريقة التناول والتعاطي مع الظاهرة برمتها بشكل جمالي بصري خلاق، فلا ينقل لنا الواقع بفوتغرافية بشعة، فمهما كانت الصورة المجسدة على الخشبة، فإنها لن تكون أكثر تأثيرا من الواقع.
بينما يرى الدكتور حافظ الجديدي ، التنوع الذي يمارسه المسرحيون التوانسة جزءا من تحدي الراهن ،جاءت ورقته: (المسرح وتحولاته عبر الزمن: خصوصية التجربة التونسية). فرغم أن ورقة الجديدي تكرر ارشفة العروض التونسية، إلا أننا توسمنا خيرا لما عُرف عن الجديدي من مكانة نقدية وأكادمية، وكذلك لأهمية المسرح التونسي في المنطقة العربية. فقد انتظرنا من ورقته رصد تحولات المشهد المسرحي التونسي بعد الثورة والإشارة إلى المتغيرات السياسية وأثرها على التجربة المسرحية، لكن لم يحدث ذلك واتجهت الورقة إلى الأرشفة وتقديم ببلوغرافيا العروض، مع استخدام وسائل توضحية (صور) عبر الداتوشو(الشاشة البصرية). وتشير الصور المعروضة إلى أزمنة متفاوتة. وهي صور عروض قبل الثورة وبعدها، وهي في أغلبها عروض مسرح الشارع وكرنفالات تلقائية تقام على هامش المهرجانات، كما في تونس العاصمة والمنستير وسوسه وغيرها من المدن.
يتجسد موضوع ورقة الجديدي في استعراض تحولات المسرح التونسي. وهو استعراض غير مبرر، حتى تساءل الكثير من الحضور: ما الذي يريده الدكتور الجديدي؟ وما هو هدف ورقته؟ وأين خصوصية المسرح التونسي التي أشار إليها والتي يريد أن ينقلها للملتقى؟ وأين هي الاشتغالات الجديدة التي تحدثها المتغيرات المتسارعة في المنطقة العربية التي أشعل شرارتها الأولى جسد بوعزيزي التونسي؟. فرغم أنه أشار إلى أنه سيتطرق إلى (وضعية المسرح كفنّ في تواصل مع التقاليد ومقاييس وضعت منذ حقب تاريخية تمتد إلى عهد الإغريق وإلى التحولات الكبرى التي عرفها المشهد الفرجوي عموما في علاقته بالتكنولوجيا الحديثة والكيفية التي تعامل بها المسرح مع هذه المستحدثات واللبس الحاصل اليوم في الأجناس الفرجوية التي تحاول أن تنخرط في الشكل المسرحي)، لكن كل ذلك لم يحدث، ولم تشر الورقة إلى فعالية التكنولوجيا في العرض المسرحي الحديث، وتأثيرها على شكل العرض المسرحي التونسي. بينما وجد الدكتور التقي سعيد في ورقته المعنونة بـ: (المسرح العربي وزمن التحديات)، الأزمات المتسارعة التي تعاني منها المنطقة العربية ، سببا في تدجين دور المسرح، وتأثيرها الأكبر على وقع المسرحيين والمثقفين بشكل عام، بعد بروز ثقافة جديدة في الساحة العربية تطغى عليها (الزبونية والشللية). ويرى التقي سعيد بأن (الأزمات التي عاشها الوطن العربي تركت أثرها العميق على الثقافة والمثقفين فهاجر الكثير من المسرحيين وحوصر العديد منهم. ومنهم من تم اغتياله  فطغت ثقافة موازية فيها الكثير من الزبونية وتشويه الحقائق ولم تعد العروض المسرحية تحمل تلك القيمة الفنية الراقية التي تعبر عن وعي المبدع العربي بقضاياه ومصيره انطلاقا من واقع أمته وما تواجهه من مؤامرات وأخطار؛ فاختفى العديد من التنظيمات العربية التي كانت تهدف إلى تنمية وتطوير المسرح العربي كاتحاد المسرحيين العرب. وكذلك اختفى العديد من المهرجانات التي كانت مناسبة يلتقي فيها المبدعون العرب فتمكنهم من الاطلاع على مختلف التجارب في كافة أنحاء الوطن العربي واختفت كذلك الملتقيات والندوات المتخصصة خاصة في مجال النقد والكتابة).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته
مسرح

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته

فاتن حسين ناجي بين المسرح الوطني العراقي ومهرجان الهيئة العربية للمسرح في تونس ومسرح القاهرة التجريبي يجوب معاً مثال غازي مؤلفاً وعماد محمد مخرجاً ليقدموا صورة للحروب وماتضمره من تضادات وكايوسية تخلق أنساق الفوضوية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram