TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عارٌ مجلس النوّاب

عارٌ مجلس النوّاب

نشر في: 27 إبريل, 2016: 05:36 م

لديّ، كما كثيرين غيري، ألف ملاحظة وملاحظة على أداء رئيس الوزراء حيدر العبادي منذ تولّيه منصبه قبل أزيد من سنة ونصف السنة حتى الآن، وعندي أيضاً مئة ملاحظة وملاحظة على أدائه بخصوص الأزمة الأخيرة المتعلقة بتشكيل الحكومة الجديدة، "حكومة التكنوقراط".
نعم لديّ كلّ هذا العدد من الملاحظات، لكنني بالتأكيد أُدين بأعلى نبرة وبأشدّ لهجة وبأقوى لغة، وأعبّر عن بالغ قرفي واشمئزازي حيال الطريقة التي تعامل بها بعض أعضاء مجلس النواب، وبخاصة حنان الفتلاوي وكاظم الصيّادي، مع السيد العبادي عندما حضر أول من أمس إلى قبة البرلمان لتقديم تشكيلته الحكومية الجديدة، فعمدوا إلى رميه بقناني الماء وبكلّ ما وقع بين أيديهم، بما في ذلك سمّاعات مقاعد الأعضاء! وطال هذا السلوك سليم الجبوري ونائبيه.
إدانتي وقرفي واشمئزازي مصدرها أنّ تصرّف هؤلاء النواب، وبخاصة الفتلاوي والصيّادي، لا يتّصل، بأيّ شكل وأيّ مستوى، بتصرفات البشر الأسوياء .. إنه سلوك دوني وتصرّف منزوع اللياقة والأخلاق ولا يدخل في باب حسن السير والسلوك، ولا يتوقعه المرء إلا من بعض نزلاء المستشفيات المتخصصة بعلاج المصابين بالأمراض العقلية والنفسية، أو ممن يوصفون بأنهم أبناء شوارع.
هؤلاء النواب، المتشبِّهون في سلوكهم بالمرضى العقليين والنفسيين وبأبناء الشوارع، أظهروا بفعلتهم استخفافاً بحرمة البرلمان واستهتاراً بالقواعد والأنظمة التي تحكم عمل مجالس النواب وأعضائه. وامتدّ هذا الاستخفاف والاستهتار إلى خارج قبة البرلمان ليشملنا جميعاً بارتداداته، فالمشهد الذي تابعناه رغماً عنّا لا يختلف في شيء عن المَشاهد المحظور بثّها بموجب أخلاقيات مهنة الإعلام، كمشاهد العنف والقتل والتمثيل بالجثث، حتى لو كانت لحيوانات، والإهانة الشخصية والتلصّص على الآخرين والتعرّي والاتهام من دون دليل، وما إلى ذلك.
بحدود معيّنة، يمكن إعطاء بعض الحقّ للنائب في أن يرفع صوته داخل قبة البرلمان، وأن يضرب على الطاولة بيديه، احتجاجاً أو لفتاً للانتباه، لكن لا يوجد في طول العالم وعرضه وعلى مدى التاريخ البشري، قانون يُبيح لأحد أن يتصرّف بالطريقة المعيبة التي تصرّف بها الصيّادي والفتلاوي وسواهما، أول من أمس، تحت قبّة بيت الشعب. هذا فعل من المفترض أن يُجرّم تماماً، كما يُجرّم الفعل الذي يُقدم عليه ابن الشوارع وهو يتعدّى على الآخرين رمياً بالحجارة أو حتى بقنينة الماء.
لن يكون من الحكمة في شيءغضّ النظر عمّا جرى في جلسة مجلس النواب على هذا الصعيد، فممّا يهمّنا أن تكون مؤسسات الدولة مُحترمة، وأن يُصان فيها حقّ كلّ مَن يقصدها، مسؤولاً كبيراً أو مواطناً عادياً، في أن يكون محترماً.
إنه لعار حقيقي أن يكون أصحاب السلوك المشين، من النوع الذي شهدناه أول من أمس، أعضاء في أهم وأخطر مؤسسة في الدولة، مثلما هو عارٌ أن يتمتّع بعضوية مجلس النواب إرهابيون صريحون من أمثال مشعان الجبوري.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 18

  1. ابو سجاد

    ياسيدي هل برايك ان العبادي الذي تحمل معك عنه هذا الكم الهائل من الملاحظات جديرا بالاحترام وهل براييك ان سليم المحتمي بالاجنبي والمهين لشعبه جديرا بالاحترام وهل في رايك هناك من في هذا البرلمان او ماتسمى بالحكومة جديرا بالاحترام بالتاكيد لايوجد احدا جدير ب

  2. سالم رشيد صافي

    أحسنت استاذ عدنان حسين على هذا الطرح المسؤول والغيور. أرجو منك أن ترفع دعوى قضائية ضد هذين النائبين اللذين قدّما مثالاً سيئاً ومقرفاً واحسنت ايضاً في وصف سلوك كهذا بسلوك أولاد الشوارع.

  3. حامد اسماعيل حسين

    الاستاذ عدنان حسين المحترم.....انا اتفق قلبا وقالبا مع ما تطرقت في مقالك الراءع وانا كإنسان بسيط متابع للشان العراقي عندما شاهدت للوهلة الاولى اعتصام شلة المالكي الذين كانوا في يوم من الأيام عبارة عن نكرات مجهولة وبقدرة مختار الزبالة نوري الطويرجاوي أصبح

  4. فيصل قدري

    ومن يستطيع محاسبة الفتلاوي والصيادي على إنتهاكاتهم يا سيد عدنان؟؟ المشكلة ليست في الأفراد وتصرفاتهم وأخلاقياتهم وقيمهم وتربيتهم..الخ.. المشكلة في ضياع الحساب..لا يوجد مؤسسات محايدة وغير مسيسة تحاسب الجميع على نفس المساواة.. والسلوك الجيد ضاع بسعر الردئ.

  5. سامي عادل البدري

    تشبيه السلوك اللاأخلاقي بالسلوك المرضي النفسي فيه تبرءة للمعني من سلوكه، وفيه إساءة للمرضى النفسيين. سوء الاخلاق ليس مرض نفسي، انه اختيار إرادي لذلك السلوك.

  6. مجيب حسن محمد

    الاستاذ الفاضل / عدنان حسين المحترم بعد التحية ... كنت من المؤيدين للتظاهرات والاعتصامات التي قام بها العراقيون ضد شلة الفساد منذ 2013 ولغاية الوقت الحاضر ، ولكني اصبت بالقرف وبشئ من الذهول عندما وجدت ان من بين المعتصمين ( اصهار المالكي ، عبد ا

  7. عامر

    أيهما يسوجب إعتراضك وغضبك أستاذ عدنان رمي قناني الماء كسلوك دوني وتصرف منزوع اللياقة والأخلاق أم تزوير عدد النواب الحاضرين ورفع العدد من 106 الى 170 الذي هو جريمة خطيرة يعاقب عليها القانون تحدث داخل البرلمان وتمارسه رئاسة البرلمان والبرلمانيون المصطفين مع

  8. ييلماز جاويد

    لك كل الحق في إستجانك للأعمال غير اللائقة سواء في مجلس النواب أو حتى في أيّ مكان لأن ذلك ليس من عمل الإنسان المتحضر السوي . عتبي عليك أنك كتبت مقالتك بعد أن تم رشق العبادي وليس بعد رشق عالية نصيّف جاسم .

  9. د عادل على

    ما حدث فى مجلس النواب اشارة لحرب داخليه--الحرب ستبدا بين مناصرى المالكى ومناصرى حيدر العبادى فى مجلس النواب-ثم تنتشر فى الكتل الشيعيه الاخرى----وبعدها يدخل السنه والكورد فى المعركه------------الظاهر نحن لا تليقنا الديموقراطيه----ومن الممكن ان يقوم ضبا

  10. ابو سجاد

    ياسيدي هل برايك ان العبادي الذي تحمل معك عنه هذا الكم الهائل من الملاحظات جديرا بالاحترام وهل براييك ان سليم المحتمي بالاجنبي والمهين لشعبه جديرا بالاحترام وهل في رايك هناك من في هذا البرلمان او ماتسمى بالحكومة جديرا بالاحترام بالتاكيد لايوجد احدا جدير ب

  11. سالم رشيد صافي

    أحسنت استاذ عدنان حسين على هذا الطرح المسؤول والغيور. أرجو منك أن ترفع دعوى قضائية ضد هذين النائبين اللذين قدّما مثالاً سيئاً ومقرفاً واحسنت ايضاً في وصف سلوك كهذا بسلوك أولاد الشوارع.

  12. حامد اسماعيل حسين

    الاستاذ عدنان حسين المحترم.....انا اتفق قلبا وقالبا مع ما تطرقت في مقالك الراءع وانا كإنسان بسيط متابع للشان العراقي عندما شاهدت للوهلة الاولى اعتصام شلة المالكي الذين كانوا في يوم من الأيام عبارة عن نكرات مجهولة وبقدرة مختار الزبالة نوري الطويرجاوي أصبح

  13. فيصل قدري

    ومن يستطيع محاسبة الفتلاوي والصيادي على إنتهاكاتهم يا سيد عدنان؟؟ المشكلة ليست في الأفراد وتصرفاتهم وأخلاقياتهم وقيمهم وتربيتهم..الخ.. المشكلة في ضياع الحساب..لا يوجد مؤسسات محايدة وغير مسيسة تحاسب الجميع على نفس المساواة.. والسلوك الجيد ضاع بسعر الردئ.

  14. سامي عادل البدري

    تشبيه السلوك اللاأخلاقي بالسلوك المرضي النفسي فيه تبرءة للمعني من سلوكه، وفيه إساءة للمرضى النفسيين. سوء الاخلاق ليس مرض نفسي، انه اختيار إرادي لذلك السلوك.

  15. مجيب حسن محمد

    الاستاذ الفاضل / عدنان حسين المحترم بعد التحية ... كنت من المؤيدين للتظاهرات والاعتصامات التي قام بها العراقيون ضد شلة الفساد منذ 2013 ولغاية الوقت الحاضر ، ولكني اصبت بالقرف وبشئ من الذهول عندما وجدت ان من بين المعتصمين ( اصهار المالكي ، عبد ا

  16. عامر

    أيهما يسوجب إعتراضك وغضبك أستاذ عدنان رمي قناني الماء كسلوك دوني وتصرف منزوع اللياقة والأخلاق أم تزوير عدد النواب الحاضرين ورفع العدد من 106 الى 170 الذي هو جريمة خطيرة يعاقب عليها القانون تحدث داخل البرلمان وتمارسه رئاسة البرلمان والبرلمانيون المصطفين مع

  17. ييلماز جاويد

    لك كل الحق في إستجانك للأعمال غير اللائقة سواء في مجلس النواب أو حتى في أيّ مكان لأن ذلك ليس من عمل الإنسان المتحضر السوي . عتبي عليك أنك كتبت مقالتك بعد أن تم رشق العبادي وليس بعد رشق عالية نصيّف جاسم .

  18. د عادل على

    ما حدث فى مجلس النواب اشارة لحرب داخليه--الحرب ستبدا بين مناصرى المالكى ومناصرى حيدر العبادى فى مجلس النواب-ثم تنتشر فى الكتل الشيعيه الاخرى----وبعدها يدخل السنه والكورد فى المعركه------------الظاهر نحن لا تليقنا الديموقراطيه----ومن الممكن ان يقوم ضبا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram