TOP

جريدة المدى > سينما > ثلاثية المراحل الجدلية في فيلم "بتوقيت القاهرة "Cairo Time"

ثلاثية المراحل الجدلية في فيلم "بتوقيت القاهرة "Cairo Time"

نشر في: 5 مايو, 2016: 12:01 ص

اتخذ المؤلف والمخرج" أمير رمسيس"  في فيلم بتوقيت القاهرة (Cairo Time) من المواقف الاجتماعية الرافضة لانتهاكات انسانية عدة فيلما سينمائيا يحاكي بـه جيلين من دون أن يُغيـِّر من الأمر الواقع شيئاً ، انما لتتخذ مساراته التأليفية والاخراجية  ثلا

اتخذ المؤلف والمخرج" أمير رمسيس"  في فيلم بتوقيت القاهرة (Cairo Time) من المواقف الاجتماعية الرافضة لانتهاكات انسانية عدة فيلما سينمائيا يحاكي بـه جيلين من دون أن يُغيـِّر من الأمر الواقع شيئاً ، انما لتتخذ مساراته التأليفية والاخراجية  ثلاثية لمراحل جدلية، اولا الزهايمر الذي نحتاج له في الحياة لإكمال المسيرة المحفوفة بالصعوبات والذكريات،  بتحديات تؤمن بالوصول الى مبتغاها،  واختلاف كل منا في القبول او الرفض للواقع الذي يفرض نفسه في رسم المسير الذي يتخذه الشباب بعد تربية نقش مفاهيمها الجيل القديم نفسه الذي ينتقد الزمن

ويحاول اعادته اما بالهروب عبر الزهايمر او خلق مبررات اجتماعية تقوم على رفض التمثيل والحكم على الاشخاص بالأمر الظاهر، وثانيا المخدرات التي تفتك بالشباب واساليب عيشهم ومحاولتهم الخروج من حالة الفقر باتخاذ خط الممنوعات ، وثالثا  برِّ الوالدين المبطن عبر صفعة ابن لأبيه، وهذا إسلامياً يخالف  الدين أكثر من تناول الكحول، واهمال شؤون الأب المريض ، غير المدرك للوعي .  بينما تحافظ الأم على ان تكون المثل الأعلى أمام بنتها، فتوازن المواضيع او الجدليات تركت العديد من التساؤلات،  عن نمو الحدث والتفاوت النسبي بين التأليف والإخراج. اذ فتح الذهن امام الواقع من دون حلول لتكون من الواقع والى الواقع بلغة سينمائية خفيفة كوميديا بمواقفها الاجتماعية المضحكة،  كقصة الافتاء غير المدروس والتشريع البعيد عن المنطق،  وباسلوب تشويقي نجح به المؤلف "امير رمسيس"  بنسبة جيدة ، فهل استطاع اخراجياً التفرد في هذا الفن؟
موسيقى "خالد حماد " ومفردة نغمية تآلفت سمعياً مع المشهد بنعومة أغرقت المشاهد بالهدوء والرومانسية مع التوقف التأملي في الحدث الصغيراو الثانوي الناتج عن ردات فعل لها رديفها الموسيقي المثير لدهشة الحس الفني،  بروحية منحت الفيلم حساً جمالياً مضافاً لمشاهد امسكها "أمير رمسيس"  اخراجياً بتطلعات واقعية لها من التعبير التمثيلي للراحل "نور الشريف" ما يرفع من قيمة الفيلم تمثيليا بمقارنة بين القديم والجديد في استرجاع للذاكرة السينمائية مع الفنان " سمير صبري"  الذي حافظ على روح الكوميديا بضحكة ساخرة انتقادية موجوعة جداً،  وما بين الدمعة والضحكة برز الحزن  في عيون الفنانة "ميرفت أمين"  عبر مواجهة لممثل من الماضي لعبت معه أدواراً عدة ، والزمن ترك كل منهما يفتش عن مؤنس لعمر لم يبق منه الا القليل،  فهل جنّد المخرج " امير رمسيس"  النص لخدمة الفنان الذي يتم نسيانه وانتقاده من المجتمع عوضا عن تقديره وتكريمه وتقديم الاعمال الفنية التي تُليق به بشكل دوري؟
لا يمكن وصف الأدوار القديرة للمثيلين "ميرفت أمين "و"سمير صبري" و"الراحل نور الشريف" إلا بالإبداع،  وهذا ربما يُؤرق الممثل من الجيل الجديد ويضعه في امتحان مباشر مع القدرة التمثيلية التي يختزنها كل من الفنان "سمير صبري" والفنانة" ميرفت أمين" والفنان الراحل" نور الشريف".  الا ان هذا لا يشفع للفنانة "دُرّة " أنها أمسكت انفعالاتها ولم تحررها على الوجه  الأفضل بشكل فعال، بل تركتها في جمود تعبيري ذي تساؤل فني يجعلنا في حيرة عن مدى اختزانها لفهم العمل والقناعة به، ولا أدري لماذا هذا الانفصال الجزئي عن الشخصية بينما لعب الفنان "شريف رمزي"  بتلقائية وتجسيد تمثيلي أتقن إظهاره بجمالية لها بصمتها مع فنان قدير مثل "نور الشريف"  وبتناغم انصهر معه "شريف رمزي" ببراعة لها تميزها في الفيلم،  وايضا" كندة علوش" عبر طلتها الصغيرة التي لم يمنحها المخرج الا القليل لتكون ضيفة شرف أبدعت في دقائقها التمثيلية.
جدليات ذات خيوط تتصل كل منها بفكرة لها منحى استنكاري عالجه المؤلف"  أمير رمسيس "حواريا بسلاسة وبساطة محبوكة بالهدف،  لكنها غير محصورة باللقطة الداخلية اخراجياً بشكل كامل، لان المخرج" امير رمسيس "لم يستطع الوقوف بين الممثل والمؤلف لأنه المخرج والمؤلف معا،  ان اظهار معاناة الممثل المشهور قديماً ، وصراعاته المختلفة بين قبول المجتمع له ووضعه تحت جراحة الواقع المرّ للمرأة التي أظهرته  الفنانة "ايتن عامر"  بدورها السهل الممتنع من خلال العودة الى الطفولة،  ورمزية الدمية للاشارة الى مرحلة الطفولة وأهميتها في البناء النفسي،  وتصحيح مفاهيم العيب، ونظرة المجتمع للبنت والشاب وفروقات كل منهما حتى بالحب والاندماج وتقرير المصير ، ولكن يبقى السؤال الأهم هل استغل المخرج "امير رمسيس "جهد الفنانة دُرّة كما يجب؟
تكريم الفيلم المصري "بتوقيت القاهرة" ضمن عرض أول في لبنان وهو آخر فيلم شارك فيه الفنان الراحل نور الشريف، في مركز العزم الثقافي – بيت الفن الميناء خلال مهرجان الأفلام 2016 الذي يستمر لغاية 27 نيسان 2016.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الأنواء الجوية: ارتفاع في درجات الحرارة الاسبوع الحالي

الكويت تنفي تدهور الحالة الصحية لسلمان الخالدي الذي تسلمته من العراق

ترامب: نريد 50% من ملكية تطبيق تيك توك

القوانين الجدلية على جدول أعمال البرلمان يوم غد الثلاثاء

هل أخطأ البرلمان بعدم حل نفسه مبكراً؟

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram