الاعتصام في ساحة الاحتفالات، وفر فرصة لاعداد كبيرة من الشباب زيارة الساحة للمرة الاولى في حياتهم ، التقطوا الصور، ونشروها عبر مواقع شبكة التواصل الاجتماعي ،فوثقوا ذكرى يراها بعضهم فقاعة لابد من تصويرها قبل ان تنفجر ، وسط احتمال بغلق الساحة نهائيا ، باضافة سور جديد حول المنطقة الخضراء لتكون قادرة على منع تكرار دخول حصان طروادة ، الخضراء او الغبراء بحسب وصف الناقمين على العملية السياسية ، خصصت لتكون مقرا للحاكم المدني بريمر ثم الحكومات المتعاقبة ، ومجلس النواب فضلا عن سفارات اجنبية ابدت قلقلها على بعثاتها الدبلوماسية مع انفجار اول فقاعة ذكرى في ساحة الاحتفالات .
لقطات عين الطائر يستخدمها رجال السينما لتصوير مشاهد على الارض باختيار زاوية من الاعلى ، تمنحهم امكانية اقتناص تفاصيل كثيرة ، المنطقة الخضراء المحصنة بعين الطائرتبدو بأسوارها قلعة حصينة بابراج مراقبة باستطاعتها رصد حركة قط يحاول الوصول الى حاوية نفايات بقرب مبنى حكومي ، ليستفرد بوجبة غذاء دسمة من فضلات مأدبة ، لم تتوفر لقطط دول العالم المتحضر في التاريخ المعاصر .
مراقبة المشهد العراقي من الاعلى يمكن ان تحدد مكان انعقاد اجتماعات القادة السياسيين لترصد انبعاث الدخان الابيض ، ليطل المذيع عبر شاشة التلفزيون الرسمي معلناّ زف بشرى احتواء الازمة السياسية وقتلها في مهدها ، داعيا الشعب العراقي الى التعبير عن فرحه بهذه المناسبة التاريخية خارج المنطقة الخضراء وساحة الاحتفالات ، فالاوضاع الامنية مازالت تحتاج الى المزيد من اليقظة والحذر ، وليس لدى صاحب القرار ادنى استعداد لسماع انفجار فقاعات الراغبين في تصوير ذكرياتهم .
ما تخزنه الكاميرا من لقطات بعين الطائر ، يعطى دليلا واضحا على استعداد رجال الامن لملاحقة القطط والكلاب السائبة التي استطاعت التسلل الى المنطقة الخضراء عبر فتحات في الجدران المقابلة لنهر دجلة ، عكرت مزاج سكان المنطقة ، ومعظمهم من السياسيين واعضاء مجلس النواب يحتاجون الى اجواء الراحة والاسترخاء للمشاركة في الاجتماعات الخاصة المتعلقة بتجاوز الازمة السياسية في اقرب وقت ممكن .
في تموز المقبل يمر عام كامل على اندلاع التظاهرات الاحتجاجية المطالبة بتوفير الخدمات ، ثم تبني رئيس الحكومة تنفيذ مشروعه الاصلاحي ، فانقلب الاصلاح الى" نطاح" عقدت اجتماعات لرؤساء السلطات الثلاث بحثت المستجدات واصدرت البيانات ، والتحالف الوطني الساعي الى تحقيق المأسسة ، هو الآخر ابدى استعداده لعقد اجتماعات متواصلة للخروج بنتائج ايجابية تنقذ الخضراء من اقتحام الراغبين في تفجير فقاعات ذكرياتهم في ساحة الاحتفالات .
عين الطائر رصدت استعداد المحتجين لتكرار اقتحام المنطقة الخضراء ليكون الضغط الشعبي بثقل العملية السياسية الجاثمة على صدور العراقيين ، مقابل ذلك استعد الطرف الآخر لمنع انفجار الفقاعات وسد جميع ثغرات الخضراء، استنادا الى قاعدة المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين .
"الخضراء" بعين الطائر
[post-views]
نشر في: 6 مايو, 2016: 09:01 م