" لايهم ان كان الحاكم ظالما أم عادلا ، المهم ان هناك حاكما لهذه الأمة " ، هذه الفقرة هي الأخطر في حديث الشيخ جلال الدين الصغير القيادي في المجلس الاسلامي الاعلى ، خلال خطبته التي ألقاها قبل أيام ، واعلن فيها ان الخروج على سلطة الحاكم أياً كان شكله ولونه خطيئة كبرى
من وجهة نظر الشيخ الصغير ، فإن الأمة تحتاج الى حاكم أياً كانت نوعيته ، وان الذين يثيرون الاحتجاجات ضده، معظمهم من الذين لايريدون الخير والاستقرار لهذه البلاد.
لو أن المجلس الاعلى يؤمن بمثل هذه الشعارات ، فلِم التغيير إذن ، ولماذا يريدون منا كل عام ان نحتفل بسقوط نظام صدام ، ولهذا أتمنى ان يشرح لنا الشيخ جلال الدين ، ماذا كان يريد من خطبته هذه ، وإلا فان ما قاله ، وما تفعله حكومة العبادي من اجراءات أمنية " قرقوشية " وقطع للجسور وتحويل بغداد الى المعسكر، لايرى المواطن فيها سوى المدرعات والدبابات وناقلات الجنود والحوائط الاسمنتية ، كل هذا في نهاية الامر يعد انقلابا على التغيير ، الذي تتمتع الطبقة السياسية فقط " بخيراته "
للأسف ما كان يقال بالسرّ ، وعلى خجل أصبح يجهر به وبالصوت العالي ما دامت هناك أسلاك شائكة يمكن ان تفصل بين السياسيين وهذا الشعب المغلوب على أمره
وانا استمع لحديث الشيخ جلال الدين الصغير، تذكرت المرحوم "ميكافيللي" الذي اخبرنا ذات ليلة ان السياسة هي فن الكذب والقدرة على إيهام الناس.
وبمناسبة الحديث عن ميكافيللي فقد احتفلت ايطاليا ومعها العديد من دول أوروبا بمناسبة مرور 500 عام على صدور كتاب الامير الذي يفتخر باراك أوباما بامتلاكه نسخة نادرة منه ، وكذلك يفعل ولي أمر كوريا الشمالية ، وهو ايضا الكتاب المفضل عند الروسي فلاديمير بوتين، وعلى مدار الخمسمئة عام الماضية ، ظل ميكافيللي مرادفاً لمعاني الدهاء وغياب المبادئ، وتفضيل الحاكم على الناس ، وهي القاعدة التي سادت عندنا منذ عقود وترسخت أكثر خلال حكم ساسة الطوائف ، فقد غاب السياسيون الذين يحبون ارضهم، بدليل ان الحكومة سمحت يوم الخميس بانطلاق تظاهرة تحمل اعلام الجارة ايران ، وضيقت الخناق بعد يوم واحد على تظاهرات شباب عراقيين يحملون علم بلادهم ، للأسف فَقد العبادي ومعه القوى السياسية حاسة الادراك بما يجري من حولهم ، وأما المعايير الوطنية فقد غابت من الصورة .
أزمتنا اليوم ان الدولة ومعها الاحزاب لا تدرك أن التنمية السياسية مهمة مثل التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، وأن مساعدة الشعب على إفراز بدائل جيدة فى إطار دولة المواطنة ، هو الضمانة الأكثر نجاحا من كل الحواجز الكونكريتية ، التي حوّلت بغداد الى مدينة اشباح ..
المجلس الاعلى والشيخ .. ميكافيللي
[post-views]
نشر في: 6 مايو, 2016: 06:15 م
جميع التعليقات 4
محمد سعيد
ليس غريبا يااخي الكاتب ان قائدا في المجلس الاسلامي الاعلي يبرر كافه خطايا الحكم القائم ويعتبرها امرا محتوما, لان هدفهم السيطره و تولي زمام السلطه في البلاد باعتباره حق شرعي وهدف نبيل سامي مرتجي , بالتالي يحاولون اضفاء المشروعيه لجميع السبل وال
ابو سجاد
يااستاذ علي ان حكامنا اليوم اغلبهم ان لم نقل جميعهم مؤمنون بالافكار الميكافيلية وكثيرا ما تطرق لها - سيباويه الجعفري- في احاديثه العامة والخاصة وما الصغير وما عمار وما العبادي والمالكي وغيرهم من النكرات الا من تلك المدرسة التي اللهة الحكام واستعبدت العبا
محمد سعيد
ليس غريبا يااخي الكاتب ان قائدا في المجلس الاسلامي الاعلي يبرر كافه خطايا الحكم القائم ويعتبرها امرا محتوما, لان هدفهم السيطره و تولي زمام السلطه في البلاد باعتباره حق شرعي وهدف نبيل سامي مرتجي , بالتالي يحاولون اضفاء المشروعيه لجميع السبل وال
ابو سجاد
يااستاذ علي ان حكامنا اليوم اغلبهم ان لم نقل جميعهم مؤمنون بالافكار الميكافيلية وكثيرا ما تطرق لها - سيباويه الجعفري- في احاديثه العامة والخاصة وما الصغير وما عمار وما العبادي والمالكي وغيرهم من النكرات الا من تلك المدرسة التي اللهة الحكام واستعبدت العبا