اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > صحة وعافية > الضوضاء تقصّر العمر

الضوضاء تقصّر العمر

نشر في: 7 مايو, 2016: 09:01 م

 تنوعت الأبحاث الطبية التي وضعت الضوضاء على طاولة التشريح باعتبارها من العناصر المضرة بالصحة العامة ومن العوامل المقصرة للعمر والمسببة للأمراض، وبشكل منفصل قدمت كل الدراسات براهين علمية على خطورة التعرض اليومي للضوضاء، وساقت أمثلة كثيرة لأناس تع

 تنوعت الأبحاث الطبية التي وضعت الضوضاء على طاولة التشريح باعتبارها من العناصر المضرة بالصحة العامة ومن العوامل المقصرة للعمر والمسببة للأمراض، وبشكل منفصل قدمت كل الدراسات براهين علمية على خطورة التعرض اليومي للضوضاء، وساقت أمثلة كثيرة لأناس تعرضوا لمشكلات صحية معقدة بسبب ظروف أعمالهم التي تفرض عليهم التواجد في مواقع تتسم بالضجيج، أو بسبب وجودهم ضمن مجتمع يتسم بالضوضاء بطبيعته، غير أن أحسن الظروف التي تسببها الضوضاء يعتبر الاكتئاب الحاد، وأسوأها الوفاة بالسكتة الدماغية. طبقاً لأطباء الجهاز العصبي والدماغ فإن التواجد في مكان عمل مثل المكتب مثلاً يؤدي إلى تكرار الاستماع إلى ضوضاء مصدرها مناقشات الزملاء أو رنين أجهزة المحمول وربما طنين جهاز المكيف المركزي أو العادي، وفي بعض الأحيان يكون عمال النظافة والخدمات المعاونة هم مصدر الإزعاج حيث لا يجيدون التفاهم بالنبرة الهادئة، وأخيراً يكون مصدر الإزعاج المكتبي أصوات الطابعات وطقطقة المقاعد والطرق كل فترة على الأبواب وعلى الرغم من اعتياد معظم الموظفين العاملين في مكاتب مكتظة بأعداد كبيرة من البشر ممارسة أعمالهم ضمن تلك الظروف، إلا أن ذلك لا يعني أنهم في مأمن من الأمراض العصبية التي تصيب 18% من العاملين طبقاً لدراسة ألمانية متخصصة في أضرار الضوضاء، بعضهم يصاب بأضرار عصبية والبعض الآخر يقع فريسة لأمراض السمع وربما مشكلات الذاكرة.
أبرزت الدراسات الحديثة علاقة وثيقة بين الضوضاء الناتجة عن التمدن واستخدام الوسائل الحضارية في المدن وبين أمراض الدم، ووثقت الدراسة نتائج خطرة تفيد أن 63% من سكان المدن معرضون للإصابة بارتفاع ضغط الدم، حيث تتنوع مصادر الإزعاج وأهمها وسائل المواصلات الجماعية مثل الترام والقطارات والحافلات والمترو، كذلك أبواق السيارات خاصة الشاحنات الضخمة، وطرق تشييد المباني والأبراج الضخمة بما تتضمن من حفر عميق يسبب ضوضاء عارمة، كذلك آلات الرصف المستخدمة في تعبيد الطرق، أيضاً يعتبر القرب من المطارات مشكلة لأن مستويات الضوضاء في هذه المناطق تفوق المعايير العالمية التي حددتها منظمة الصحة العالمية والتي يجب ألا تزيد على 60 ديسيبل (وحدة قياس الصوت)، كما يجب ألا تزيد المعدلات الزمنية للتعرض إلى الحد الأقصى من المستويات الصوتية على 3 أيام أسبوعياً، وأخيراً ينال الضرر كل من يعيش بالقرب من مرفأ بحري حيث تستخدم السفن أبواقاً عالية النبرة للتنبيه بالقدوم أو بقرب الرحيل، علاوة على أصوات الباعة الجائلين في الأسواق الشعبية ورواد المطاعم الذين يحتلون أرصفة الشوارع تحت أبنية يسكنها أناس معرضون لخطر الضوضاء في كل وقت، ومولدات الكهرباء المنزلية التي ربما يلجأ إليها بعض السكان للحصول على الطاقة، علاوة على المناسبات الاجتماعية الصاخبة التي تجمع الناس في مكان واحد للاحتفال مع استخدام مكبرات الصوت ذات الطاقة الكهربائية المرتفعة والتي تسبب أحياناً الصمم المؤقت لمن يتعرض بصورة مباشرة لها، علاوة على أصوات الآلات الموسيقية التي يستخدمها العازفون والتي يتضاعف صوتها من خلال مكبرات الصوت.
وأوضحت الدراسة أن مصادر الإزعاج التي تنشط ليلاً مثل أبواق السيارات يمكن أن تسبب السكتة الدماغية إذا كان المريض مؤهلاً لذلك، بمعنى أن يكون مصاباً بارتفاع في ضغط الدم مثلاً أو زيادة في معدلات الكوليسترول الضار أو السكري، في هذه الحالات يتأثر أكثر من غيره إذا استمع إلى أصوات بصورة مفاجئة خلال نومه، لأن العضو المسؤول عن تحليل الصوت هو العقل الباطن، ما يعني أن النائم ربما يتعامل تلقائياً مع الصوت على اعتبار أنه تهديد أو مصدر خطر، فيتولى الجسم إعداد الدفاعات التلقائية الاعتيادية فيرتفع ضغط الدم وتزداد معدلات النبض ومرات التنفس، فإذا كان الشخص يعاني تضيقاً في الشرايين أو تصلباً فيها لا تستوعب الأوعية الدموية ما يضخ القلب من دماء وربما تعيق تدفقه خثرة متجولة فيصبح الشخص في هذه الحالة ضحية للسكتة الدماغية. تعتبر الضوضاء الليلية مصدر مشكلات عدة أهمها إتلاف خلايا الجهاز العصبي، فالنائم في أجواء هادئة ينعم بتجديد اعتيادي لخلايا الجسم، وتلك العملية لا يمكن إقامتها خلال وقت الاستيقاظ، والأرق أو قلة ساعات النوم بسبب الإزعاج الحسي أو المعنوي يعني تراجع منظومة البناء الخلوي للجسم ويحرمه إعادة تعويض ما استهلك من تلك الخلايا أثناء الحركة النهارية، علاوة على ذلك اعتبر العلماء الضوضاء التي توقظ النائم أكثر من مرة خلال الليل مصدر خطر للإصابة بعوارض الانهيار العصبي وتتلخص أعراض تلك المنظومة في الشعور الدائم بالإجهاد والتعب وعدم الرغبة في تناول الطعام أو ممارسة الحياة اليومية علاوة على العصبية الشديدة في التعامل مع الغير بحيث يصاب الشخص بالغضب لأتفه الأسباب وتزداد حساسية المواقف بسبب ذلك العارض، فلا يمرر الأحداث الطبيعية التي يمكنه تمريرها في الظروف العادية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

تناول هذه الأطعمة بكثرة سيجعلك تعاني الصداع

تناول هذه الأطعمة بكثرة سيجعلك تعاني الصداع

معظم آلام الرأس التي يعانيها الإنسان هي آلام الرأس التوترية، وبالنسبة لبعض الأشخاص، فإن الأجواء المثقلة مثلاً بدخان السكائر أو بالعطور القوية، قد تسبّب لهم صداع الرأس، أما عند آخرين، فإن التوتر المفرط وقلة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram