اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > مذكرات مدمن.. متّ وعدت للحياة مرة ثانية!

مذكرات مدمن.. متّ وعدت للحياة مرة ثانية!

نشر في: 9 مايو, 2016: 12:01 ص

 بغداد/ المدىتوالت الأيّام وكبر ( م )  في عائلة لم تبخل عليه بشيء، فما هي إلّا أربع سنوات حتى ولدت شقيقته الوحيدة، فكبرا معًا وحلما بالمستقبل. كانت الأم ترى ولديها وتحلم بمستقبل جميل لهما. لكن لم تكن تعلم أنّ ( م )  ببلوغه عامه السابع عشر

 بغداد/ المدى
توالت الأيّام وكبر ( م )  في عائلة لم تبخل عليه بشيء، فما هي إلّا أربع سنوات حتى ولدت شقيقته الوحيدة، فكبرا معًا وحلما بالمستقبل. كانت الأم ترى ولديها وتحلم بمستقبل جميل لهما. لكن لم تكن تعلم أنّ ( م )  ببلوغه عامه السابع عشر سيضيع منها. ستسرقه المخدّرات، وسينزعه الإدمان من أحضانها .
• حصلت على كلّ ما احتاجه ...
يروي ( م )  قصّته لي   ويستهلّ كلامه بالقول : "لا أحد يتعاطى المخدّرات لمجرّد التعاطي، بل هناك تراكمات في حياته تجعله يصل إلى هذه المرحلة. المخدّرات لا تميز بين فقير وغني، لا كبير ولا صغير . منذ صغري، كان أهلي يظنّون بأنّهم لو وفّروا لنا كلّ الحاجات الماديّة، سنكبر بطريقة صحيّة وصحيحة. لم أسمع كلمتيْ "لا" أو "ممنوع" يومًا. لكن في الوقت نفسه، كان والدي يعنّفني جسديًا ومعنويًا. لم يكن يضيّع فرصة ليسمعني كلامًا جارحًا، وليقول لي إنّ هذا الشخص أفضل مني، وذلك إنسان ناجح، بينما أنا فاشل".
ويضيف : "لم ينقصني شيءٌ منذ صغري، كنت أرتدي أجمل الثياب، وأحصل على أحلى الألعاب، وأدرس في أحسن المدارس... لكني رغم ذلك لم أشعر يوماً بأنني كغيري. كنت أشعر دوماً بأنني دون المستوى وكلّ من حولي أفضل مني. لم يكن لديّ انتماء إلى المجتمع ".
• هكذا أدمنت المخدّرات
وعن الأسباب التي دفعته إلى تعاطي المخدّرات وكيفيّة الإدمان عليها، يقول: "عندما بلغت الخامسة عشرة، تعلّمت قيادة السيارة . حصلت على سيارة، وصرت أذهب إلى أماكن معيّنة تعرّفت فيها إلى أشخاص يشعرون بأنهم منبوذون من المجتمع. بدأت التدخين ، لأظهر للجميع أنني رجل وأقوم بأمور لا يقوون عليها. في السابعة عشرة، تعرّفت إلى شلّة من الشباب  وأصبحنا من أفضل الاصدقاء في يوم ما كنا نتسكّع أنا وصديقي  وعرض عليّ تدخين سيجارة. عرفت أنّها سيجارة حشيش لكنني لم أرفض، دخّنتها كي لا أخسر صديقي . دخّنت السيجارة الثانية بعد أسبوع، لتصبح عادة يوميّة .
لكن فجأة تراجعت صحّة والده، وتدهورت أوضاعهم الماديّة ولم يعد يحصل على كميّة المال نفسها، ويقول: "فجأة، شعرت بمسؤوليّة كبيرة تلقى عليّ، خصوصًا بعدما مرض والدي وتراجعت أوضاعنا الماديّة، وبتنا نعيش في فقر. لم أتحمّل الوضع ولم أتأقلم معه. كنت وقتها قد بلغت الثامنة عشرة من عمري، تعرّفت إلى الهيروين ومن النفس الأوّل شعرت أنني ملك الكون. صحيح أنّها أزعجتني وأفرغت ما في معدتي، لكنّها أمدّتني بشعور جميل وأنستني كلّ ما في الحياة".
• السجن ثمّ رحلة الشقاء
كيف عرف أهلك بالأمر، وما كانت ردة فعلهم؟ يردّ ( م )  : " أحدٌ من أهلي لم يلحظ سوى أمي، لكن لم يكن لديها إثبات قاطع. لكن في يوم ما، وبعد عودتي إلى المنزل من إحدى السهرات، كانت أمي مستيقظة تشاهد التلفزيون بانتظاري. جلست وخلعت حذائي ناسيًا أنني أخبئ المخدّرات هناك. فرأتهم أمي وبدأت تطرح الأسئلة وتحاسبني، وأنا أبرّر لها وأقنعها بأنّني أخذت المخدّرات من صديقي كي لا يتعطاها. لكنّها لم تقتنع".
ويضيف : "تطوّرت الأمور وزاد إدماني. قبض عليّ متلبساً وسجنت ست مرّات على مراحل في السجن تعلّم ( م )  الكثير، لكن هل تاب؟ يردّ: "في السجن، عرفت من هي عائلتي ومن هم اصدقائي . لم يسأل عني أحد من الاقارب والاصدقاء . كانت أمي تزورني وأختي. والدي لم يزرني يومًا ولا حتى أعز اصدقائي . وقفت العائلة كلّها ضدّي وقالوا لأمي أن تتركني في السجن لأنني فاشل وسأجعلها تبيع البيت بسبب إدماني. لكن والدتي لم تستسلم وبقيت ورائي، دفعت أموالاً طائلة حتى تراني الرجل الذي لطالما أرادته أن يقف أمامها وإلى جانبها".
وعن المراحل التي مرّ بها للشفاء من الإدمان، يقول : "زواج أختي الوحيدة وعدم قدرتي على حضور زفافها نظرًا لتواجدي في السجن، كان بمثابة صفعة لي. خرجت من السجن بعدها وقرّرت التوقّف عن تعاطي المخدّرات لكنني ضعفت مجدّدًا. لكن عندما حملت شقيقتي قالت لي : "هل ترضى أن يقول الناس لابنتي أنّ خالها حشّاش وخريج سجون ؟ . هنا صحا ضميري  .ثمّ دخلت إلى أحد مركز الادمان  في تركيا  وبقيت هناك لمدّة 15 شهرًا. دخلت في الأوّل من كانون الثاني 2011 إلى المركز وشفيت من الإدمان مرّت ثلاث سنوات ولم أضعف بعدها .
• لست نادمًا... لقد ولدت من جديد
وإن كان نادمًا على ما حصل معه في حياته، وهل هناك من إمكان لأن يضعف مجدّدًا، يردّ: "لن أضعف، لو أردت تعاطي المخدّرات لكنت فعلتها فأنا أعمل في صيدليّة حيث هناك كثير من الأدوية التي يتعاطاها المدمنون.لا أندم على شيء، أنا فخور بنفسي. أنظر أين كنت وأين أنا الآن، أدرك أن أحدًا لا يمكنه تخطي ما مررت به، وأنّ يبقى حيًّا ليتكلّم عنها. متّ وعدت إلى الحياة مجدّدًا. صار لديّ خبرة في الحياة. الآن أعرف كيف عليّ تربية أولادي وكيف أساعد المجتمع حولي".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram