في ظهيرة أحد أيام الصيف الحارقة ، حرارة الشمس اللاهبة ترسل سهامها بلا هوادة، ولفحات السموم تؤذي بلذعاتها من تسول نفسه أن يقف أمامها، جلس الصبي ذو الإثني عشر عاما على الرصيف ، بعد أن أضناه التعب من عمله في تنظيف أرصفة الشارع تحت ظل شجرة الدفلى الممتلئ
في ظهيرة أحد أيام الصيف الحارقة ، حرارة الشمس اللاهبة ترسل سهامها بلا هوادة، ولفحات السموم تؤذي بلذعاتها من تسول نفسه أن يقف أمامها، جلس الصبي ذو الإثني عشر عاما على الرصيف ، بعد أن أضناه التعب من عمله في تنظيف أرصفة الشارع تحت ظل شجرة الدفلى الممتلئة أغصانها بالعصافير بعيدا عن تلك الألسنة اللاهبة، بخطوات حذرة مرتقبة إقتربت منه قطة تموء بدلال وتغنج ، تتمسح ساقيه بجسدها..إبتسم .. مد راحة يده ليمررها فوق فروة جسدها بحنين إستمر بملاعبتها .. مقررا أخيرا أن يتقاسم رغيف الخبز معها ، فرمى لها بعض القطع ...فجأة أثار إنتباه الصبي إقتراب سيارة سوداء فارهة الطول من الرصيف.. توقفت ، فتح باب السيارة ببطء لتنزل منه سيدة ذات هيئة تشير إلى العز والرفاه، تعتمر قبعة بيضاء اللون ، وفستاناً أزرق مطرزاً بخيوط بيضاء من الحرير ، تحمل بيدها طبق ُزيّن بما لذ وطاب ، بخطوات بطيئة ثابتة توجهت السيدة إلى حيث يجلس الصبي مع القطة.
تغيرت ملامح وجه الصبي فرحاً، إرتسمت الإبتسامة على شفتيه الضامئتين، لهاثه في تزايد مستمر، عظام قفصه الصدري البارزة في صعود وهبوط ، توالت نبضات قلبه متسارعة لتهز جسده الهزيل فهناك من القلوب من رّقت وحنّت إليه وتذكرته أخيراً.
إقتربت السيدة أكثر لتحني جسدها إلى الأمام تثني ركبتيها قليلا ..تواضعا ربما وتقدم الطبق بكلتا يديها إلى..إلى.............. القطة.
أراد الصبي أن يغالط نفسه بأن الموضوع كان سهوا وإن الأمر فيه خطأ ما ، مسألة وقت قصير ليس إلا وتعود الأمور إلى حقيقتها ويمنح الطبق له، لكن ما كتب على الطبق قد حسم تشابك الأفكار ورجح الأمور حقا إلى واقعها ....
كتب عليه( حقوق الحيوان).