TOP

جريدة المدى > عام > مملكةُ "أبو شعير"

مملكةُ "أبو شعير"

نشر في: 9 مايو, 2016: 12:01 ص

حينما تصحو نشوةٌ،عطرُ شبابٍ يحلُمُ برجولةٍتتنكبُ الشواربَ، وسيكارة تعلو المنخرين،نركبُ خطايا بجيوبٍ مفتوقةٍ، خاويةٍإلا من دراهمَ مسروقةٍ من أدراجِالطفولةِ،ودكاكين الحلوى..نحلُمُ على طريقِ السُكارى، ورياح العَرَقِ والصّوداوسجائرَ تسحقُها أحذيةٌ مثقوبة

حينما تصحو نشوةٌ،
عطرُ شبابٍ يحلُمُ برجولةٍ
تتنكبُ الشواربَ، وسيكارة تعلو المنخرين،
نركبُ خطايا بجيوبٍ مفتوقةٍ، خاويةٍ
إلا من دراهمَ مسروقةٍ من أدراجِ
الطفولةِ،
ودكاكين الحلوى..
نحلُمُ على طريقِ السُكارى، ورياح العَرَقِ والصّودا
وسجائرَ تسحقُها أحذيةٌ مثقوبةٌ ملعونةٌ
لمْ تُبقِ عُقباً لشفاهٍ يابسةٍ،
نركضُ ، نختبئُ بظلِ رجالٍ
لا نعرفهُم..
يوحّدُنا الشّبقُ نحو خيامٍ
يرفرفُ فوقَ سماها: الرّقُ؛ النايُ؛ صوتُ كمانٍ مبحوحٍ في آخر ليل..
لا نأبهْ لوجوهٍ لا هثةٍ
أو أصواتٍ غادرَها الأملُ – الفرحُ
نبحثُ عن سيقانٍ تتعرّى فيها
أنوثةُ فتياتٍ يدفعنَ " الشيلةَ"
بأحضان الرغبةِ..
تأتينا بعد نهايةِ كل رقصةٍ
تدغدغُ فحولةَ رجلٍ متصابٍ
أو شابٍ لم يغادره حليبُ الفطام
تهدهدُ فينا طفولةَ نهدٍ..
بينَ الخجلِ؛ وبينَ الخوفِ
خيطُ ٌرفيعٌ من رعشةٍ مجنونةٍ
نتدافعُ..
نقفُ صفوفاً
بانتظارِ الدّورِ،
في مملكةٍ تعرفُ أنّ الحريّةَ:
أن تهبَ النّفسَ ما تشتهي،
في مملكةٍ، لا تأبهْ :للّونِ؛ الجنسِ؛ الدّين؛ الطائفةِ، المذهبِ؛ والحزبِ..
لا واسطةٌ أو محسوبية..
الكـــُلّ ســــــــــــــواء..
في  مملكةِ أبي شعير
تتساوى الأسماءُ الأفعالُ الأعمارُ
ويأخذُ كلٌ حقّه
تستمتعُ الوجوهُ؛ الأجسادُ؛ الأجسامُ
وتنتشي اللّذاتُ
في ليلٍ: سكنٌ..
في ليلٍ: جملٌ..
في ليلٍ: يسترُ وجوهَ السّادةِ والنبلاء والعبيد،
في مملكةِ أبي شعيـــــر؛
أطهرُ ديمقراطيةٍ في اقتسامِ الجنون
بيتٌ يجمعُ الشمالَ والجنوب
مملكةٌ فيها من كلّ زوجين اثنين
ونهرٌ مختلفٌ شرابه يسرّ الشاربين..
مملكةٌ تتماهى فيها كلّ حدود.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

"مُخْتَارَات": <العِمَارَةُ عند "الآخر": تَصْمِيماً وتَعبِيرًاً> "كِينْزُو تَانْغَا"

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي

كلمة في أنطون تشيخوف بمناسبة مرور 165 عاما على ميلاده

مقالات ذات صلة

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا
عام

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا

ديفيد سبيغنهولتر*ترجمة: لطفية الدليميقريباً من منتصف نهار التاسع عشر من آب (أغسطس) عام 1949، وفي محيط من الضباب الكثيف، عندما كانت طائرة من طراز DC-3 العائدة لشركة الخطوط الجوية البريطانية في طريقها من بلفاست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram