كثر الحديث الوارد عن الأريكة ( القنفة ) . الضحية الصامتة ، الدالة الصمت ، البليغة العبارة . التي ضبطت متلبسة بالجرم المشهود تحت قبة البرلمان .
القنفة البيضاء ، الناصعة البياض التي سفح — فاعل مجهول الاسم والهوية —على أديمها البهي ، لون قرمزي ، حار في تفسر دلالته أهل النهى والحجى .
لطخة مريبة ، هل هي سيلان قلم كاتب موجوع ، لم يجد ورقاً للكتابة ، فسفح عليها حبره الدامي احتجاجا ؟ هل هي لطخة استقراء شبيهة بلطخة ( روشتاخ ) الشهيرة في اختبار علم النفس ، يراها كل بمنظار دواخله ويفسرها كل حسب دفين هواجسه ؟
هل هي مسارب وضربات ريشة فنان مبتدئ آثر ان يجرب حظه في سيرك برلمان جده هزل ،وهزله هزل؟
(القنفة ) التي ياما احتضنت برفق وترحاب مؤخرات مسوولين كبار ، او كانت مضجعاً لنفر داهمته سنة من نعاس ، او راودته شططا أحلام يقظة .
( القنفة ) التي ستدخل التاريخ من أضيق أبوابه ، استفزت مشاعر البعض من كبار المسؤولين . وقف أمامها مأخوذاً ، رئيس وزراء ، وذرف لمرآى اغتصابها غيظاً ، رئيس برلمان ، وصعق لرؤيتها أهل التقى والتقية . واستهجن الفعلة الدنيئة الصحفيون .و…و.
هؤلاء وأولئك ، لم تستفزهم البيوت المفخخة المهدمة ، ولا الجسور المقطوعة بكتل الكونكريت
ولا ملايين النازحين من بيوتهم الآمنة نحو المجهول . ولا المستشفيات المفتقرة لأجهزة التشخيص الحديثة ، ولا الفساد المستشري في أوردة الدولة وشرايينها ، ولا ، ولا …..
……….
اقترح استدعاء خبراء دوليين لاستكناه سر اللطخة ! هل هي لدم بشري أم دم طير مذبوح ؟ هل الدم لرجل او امرآة أم اللطخة لفنان مبتدىء استهواه البياض فوضع بصمته المميزة بلونها القاني ؟
اقترح ألا يُعاد تنجيد الأريكة إلا بقماش غامق اللون ، يخفي اللطخات الجديدة !
اقترح ضم (القنفة) لمقتنيات المتحف الوطني لتغدو إرثاً ، وشهادة لا تقبل الدحض على ما جرى تحت قبة البرلمان !
………
ما سرُّ القنفة الخفي ؟
سيظل أمر القنفة المغتصبة لغزاً ،،، وحتى إشعار آخر!!
ماذا وراء القنفة؟!
[post-views]
نشر في: 8 مايو, 2016: 09:01 م