TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > جاسوسة النجف وعلم إيران

جاسوسة النجف وعلم إيران

نشر في: 9 مايو, 2016: 06:23 م

كنت أتصور أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد نكتة، أو محاولة لإسعاد الناس وإضحاكهم، خصوصا وأن صالة المسرح الكوميدي  "البرلمان" مغلقة إلى إشعار آخر، وجميع نجوم "الفارس" السياسي  يتمتعون باجازة استجمام بعد ان  الفصل "البطولي" الذي قدموه تجاه الشعب "الزومبي"،  غير أنه بات من الواضح أن منطق الجهل في كل شيء، لا يزال هو المسيطر على المشهد السياسي، وسيظل يلازمنا مادامت الناس تصدق هذه الخلطة المشوهة من المسؤولين والسياسيين ممّن يصرون على اللعب على مشاعر الناس البسطاء، ويستخفون بمعاناتهم وحاجتهم الى الأمن والاستقرار والعمل، من ذلك مثلا أن البسطاء الذين يحاصرهم الإحباط والعوز من كل اتجاه،  نجد من يريد ان يقايض سنيّ معاناتهم بقصة طريفة عن الجاسوسة "الصهيونية"  التي  جازفت ودخلت مدينة النجف بجواز سفر اسرائيلي ، وحاولت ان تحصل على خرائط المفاعل النووي الذي  تقوم ببنائه المحافظة ، ودفعت الرشا ، من اجل معرفة سر التطور العلمي والتقني الذي تعيش فيه النجف . سيقول البعض وما الغريب في الأمر ، ففي كل الأزمنة نقرأ ونسمع  قصص الجواسيس وحكاياتهم الغريبة ؟ ، كان هذا ياسادة في زمن مضى قبل ان ندخل عالم السيد غوغول  ، والذي تستطيع من خلاله ان تحصل على أدق تفاصيل حياة العاملين في البنتاغون الأميركي ، فما بالك بالعراق الذي  لايحتاج الى جواسيس  ، وفي مؤسساته الحكومية من يقايض الوطن من اجل  رضا دول الجوار لم تعد الإمبريالية  هي العدو الوحيد للشعوب ، فهناك عدو اكثر شراسة ووقاحة ، هو الانتهازية السياسية  ، والجهل والاصرار على إعلان شأن الخرافة والطائفية  . هذه  ياسادة هي التي تتجسس علينا ، لقد انتقلت الجاسوسية ، من  مغامرات وأسرار وخفايا ، إلى سياسيين ومسؤولين يرفضون ان يصدقوا أنهم ارتكبوا كل هذه الفظائع بحق مواطنيهم ، لم يبقَ سياسي او مسؤول ، إلا وخاض حرب المصالح والمطامع  ، انقسموا إلى جبهات وأحزاب تتقاتل وتتنافس فيما بينها ، على أرض يفترض أنها أمانة في أعناقهم.
الجزء الأكبر من أخبارنا مؤسف ان لم يكن مضحكاً، وما بين الضباط الإسرائيليين الذين عثرت عليهم حنان الفتلاوي في الحويجة قبل أشهر  ونظرية حاكم الزاملي الأمنية التي أرعبت أميركا  ، نجد مسؤولين  يتمتعون  بمخيلة خصبة، نراهم في  أزمنة الخراب، لايرددون سوى مفردات من عيّنة:عملاء وأجندات خارجية، ضد كل من يعترض على رفع علم إيران في البصرة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. د عادل على

    الاسرائيليون ليسوا باغبياء--لو كان الاسرائيليون اغبياء لما استطاعوا بناء دولة فى قلب الامه العربيه الواسعه من المحيط الاطلسى الى الخليج الامريكى والحفاظ على هده الدولة المحاطه شمالا وجنوبا وشرقا وغربا- بالعدو ---------ادا كان الموساد يريد ان يرسل موظفه فى

  2. بغداد

    أستاذ علي حسين شنكول وشنحجي بعد في وصف الواوية كمبارس المسرحية المقبورون في زريبة مجلس الدواب في محمية بول بريمر اللي جمع هل الهتلية ونصبهم حكام قشامر على الشعب لا غيرة ولا ضمير ولا شرف ولا حياء مجرد وحوش بشرية دموية حطوا جرائم صدام بجيس تتن حسب المثل الع

  3. د عادل على

    الاسرائيليون ليسوا باغبياء--لو كان الاسرائيليون اغبياء لما استطاعوا بناء دولة فى قلب الامه العربيه الواسعه من المحيط الاطلسى الى الخليج الامريكى والحفاظ على هده الدولة المحاطه شمالا وجنوبا وشرقا وغربا- بالعدو ---------ادا كان الموساد يريد ان يرسل موظفه فى

  4. بغداد

    أستاذ علي حسين شنكول وشنحجي بعد في وصف الواوية كمبارس المسرحية المقبورون في زريبة مجلس الدواب في محمية بول بريمر اللي جمع هل الهتلية ونصبهم حكام قشامر على الشعب لا غيرة ولا ضمير ولا شرف ولا حياء مجرد وحوش بشرية دموية حطوا جرائم صدام بجيس تتن حسب المثل الع

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناديل: يكتب كي لا يموت العالَم

 لطفية الدليمي في حياة كلّ كاتب صامت، لا يجيدُ أفانين الضجيج الصاخب، ثمّة تلك اللحظة المتفجّرة والمصطخبة بالأفكار التي يسعى لتدوينها. الكتابة مقاومة للعدم، وهي نوع من العصيان الهادئ على قسوة العالم، وعلى...
لطفية الدليمي

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram