جين إير تحفز الخيال – حتى بالنسبة لكبار المحدثين، ولا يرونها سهلة: انه أمر ساحر قراءة أمور ومخاطر جابهتها برونتي،: احداث صعبة واخرى مفرحة.وقد تحولت قصة حياة تلك الاسرة الى أفلام سينمائية في هوليوود ومنها (فيلم المخرج زيفيريللي في عام 1996 وكان

جين إير تحفز الخيال – حتى بالنسبة لكبار المحدثين، ولا يرونها سهلة: انه أمر ساحر قراءة أمور ومخاطر جابهتها برونتي،: احداث صعبة واخرى مفرحة.
وقد تحولت قصة حياة تلك الاسرة الى أفلام سينمائية في هوليوود ومنها (فيلم المخرج زيفيريللي في عام 1996 وكان فيلما ناجحا. والنقاد يرون غالباً، ان شارلوت برونتي صعبة المنال. وفي الاسبوع الماضي ظهرت مقالة عن هذا الموضوع: عن مدى امتدادات الخيال في افكار شارلوت برونتي، والتي يحتاج القارئ الكثير كي يحاول متابعتها، وخاصة في روايتها الرائعة: "جين اير"، والتي تم طبعها قبل قرنين من الزمن.
ومنذ ذلك الحين، فان الخيال يحتاج الى إمتداد.
ويقول الكاتب: ان الأمر ليس بالسهل ان نتجاهل ما حدث في القرنين السابقين وتغير العادات والتقاليد، وما هي الامور التي تغيرت في خلال القرنين كي يستطيع مد خياله او تقليصه كي يفكر ويستذكر ما هي الامور التي تغيرت في مجتمع الريف الانكليزي وكيف كانت العادات والتقاليد. وما الذي تغير او استجدّ.
وقد كنت (الضمير يعود لكاتب المقالة) باستمرار أقارن ما بين فيرجينيا وولف وشارلوت برونتي. ويعود السبب الى وجود قرن واحد بينهما فقط، ولم تكن ايضاً متآلفة مع تقاليد القراءة والكتابة ونحن عندما نفكر في شارلوت برونتي، علينا ايضا ان نتخيل شخصا لا ينتمي الى عالمنا اليوم، عالمنا الحديث المتمدن، وربما نعود على الاكثر الى خمسينيات القرن الماضي، كي نعود بعيداً الى عالم "يوركشاير" وريفها والأجمات التي فيها والاراضي البور ايضا ونتخيل اناس سعداء
وهناك ايضا الفقراء ومصاعبهم، في عام 1849، عندما تم طبع رواية "حين آير" مرة اخرى، نتخيل، او نستمتع بذلك العالم، قد يكون كله خيالا، او جزءاً منه، في المجتمع الفيكتوري آنذاك، عالم اختفى تقريباً او انمحى من الذاكرة، ولا يمكن ذكره الا عندما يعود المرء الى العصر الفيكتوري. فكان يزوره المرء للفضول والتسلية . وقد وجدت فيرجينيا وولف، ان عليها ان تكتشف ذلك، وعصر جين آير، وليست المسافة طويلة للوصول الى عالم المربية "جين آير". لان المربية آنذاك، كانت تقع في الحب، في البيت الذي تعمل فيه.ومن الجدير بالذكر قراءة مقالة فيرجينيا وولف (والتي تتحدث فيها عن مرتفعات ويذرينك. وهي رواية جيدة، وكاتبتها ايميلي برونتي، حيث يعكس العالم الطبيعي شخصيتهما. "لقد تمسكت الشقيقتان بذلك العالم، وكافة نواحيه، كما ان العالم الطبيعي للارض، والذي كان متجانساً معهن ويعكس شخصيتهما وكذلك العواصف التي تحيط بهما، والتلال، والأماكن التي احببنها، وتجوّلن فيها، وهناك ايضاً الكثير من سمات الطبيعة الريفية الجميلة في انكلترا.
نحن نقرأ شارلوت برونتي لشخصيتها وملاحظاتها الرقيقة، ليست من وجهة نظر الفلسفة في الحياة.
وتقول فيرجينيا وولف في مقالتها: "ان شارلوت رقيقة جداً وذكية التفكير. في حين ان الاخوات برونتي، شاعرات اساساً ، وكاتبات عاطفيات".
نحن نقرأ شارلوت برونتي لشخصيتها الرقيقة، التي لها ملاحظات جميلة، تعبر عن شخصيتها، شخصية لا تعبر عن الفكاهة بل الجدّية، ولكن لديها فكرة عن الفلسفة.
اما شارلوت لكونها ابنة قسيس، تتطلع الى الحياة كإبنة رجل دين، وكانت تميل الى القصائد.
وكوّنها كذلك تبدو لفيرجينيا وولف عقبة امام الفكرة الذكية.
وفي رأي وولف ان الاخوات برونتي هن شاعرات اصلاً، وكاتبات عاطفيات وهناك حقيقة بعد كل هذه الاعوام الطويلة.
فهناك المشاعر هي التي تجذبنا الى "جين إير" والى علاقتها بالسيد روجستر، تطلعاتها الى المعرفة، ولا تحبذ ان تكون على الارض وتقول الكاتبة (جويس كارول اوتز) تكتب عن ذكائها.. فهي في بداية الكتاب عندما تُسحب جين الى الغرفة الحمراء ومانعت طوال الطريق، هو مقطع يشكل قلب الرواية، اذ انها احاسيسها مهمة بالنسبة اليها كونها عاطفية الجذور.
وفكرت جين عبر المواقف، وأحست باخطائها، وفوران مشاعرها بسبب بعض المواقف.
ان رواية "جين آير" مكتوبة عبر مشاعرها واخطائها ايضا. فهذه الرواية توصيف عن النمو الثقافي، كتبتها روائية ذكية، وعقلها هو الذي يغري "روجيستر"، وتدرك انها ستتصرف بشكل أفضل، وسيكون ذلك مفتاحا للزواج، وكانت كمربية لابنة روجيستر، لها دخل مناسب، انه خيار ذكي وهي من العوامل التي جعلت من شخصية "جين" انثى راديكالية.
 عن: الغارديان