TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الأزمة.. بالمال ولا بالعيال

الأزمة.. بالمال ولا بالعيال

نشر في: 10 مايو, 2016: 09:01 م

البنك الدولي ابدى استعداده  لمساعدة الحكومة العراقية بقرض مقدارة 15 مليار دولار ، على  ان يتم تسديده بعد مرور ثلاث سنوات من تاريخ منح القرض ، لكنه اشترط ضمان استقرار الاوضاع الامنية والسياسية وتجاوز الازمة الحالية ، فضلا عن توفير بيئة مناسبة لعمل مؤسسات الدولة .
 منتصف الشهر الجاري سيتوجه وفد حكومي الى العاصمة  الاردنية عمان،  وحتى حلول الموعد  "ألف عمامة" تنقلب كما يقول العراقيون ، لتضمن الحكومة الحصول على القرض لتبدأ بتنفيذ برامجها التنموية ، فضلا عن اعادة اعمار المدن المحررة من سيطرة تنظيم داعش ، ولكن السؤال هل تستطيع القوى السياسية التوصل الى حلحلة  الأزمة  الحالية  باعتماد شعار بالمال ولا بالعيال  لحسم خلافاتها  ، لتعكس صورة ايجابية ناصعة للبنك  الدولي ، تجعله يقتنع بان الاوضاع في العراق اصبحت  نسخة طبق الاصل من سويسرا.
المعروف عن البنك الدولي،  انه  يعتمد جملة معايير في منح القروض في مقدمتها قناعته  بحرص  الحكومات على   مكافحة الفساد ، وصرف الاموال على مشاريع  استثمارية لتنمية الاقتصاد ، وليس لاغراض الانفاق الحكومي بشراء سيارات  بموديلات حديثة توزع بين كبار  المسؤولين والقادة الامنيين ، وتغطية نفقات عقد مؤتمرات المصالحة الوطنية ، ورعاية مجالس الاسناد العشائرية .
العراق في سنوات سابقة في ظل ارتفاع اسعار النفط في الاسواق العالمية لم يحسن  استخدام موارده المالية في تنفيذ مشاريع استثمارية ، تبددت مليارات الدولارات  ، فيما  تضاعفت اعداد القابعين تحت خط الفقر ، فاضطرت الحكومة الحالية الى مناشدة الدول المانحة لمساعدتها في توفير مواد اغاثية وغذائية لملايين النازحين ، تركوا  مناطق سكنهم في المدن  الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش ، منتظرين رحمة الله  للعودة الى منازلهم .
الحكومة الحالية قد تضطر الى رفع  اسعار الوقود ، وفرض المزيد من الضرائب والرسوم لتضمن الحصول على قرض البنك الدولي ، والمبلغ لا يعادل  ماسرقه مسؤولون سابقون من المال العام خلال سنوات سابقة ثم غادروا البلاد معززين مكرمين  ،  عجز حتى الانتربول  من ملاحقتهم  وتقديمهم للقضاء .
على وفق مبدأ المال مقابل حل الازمة السياسية الراهنة ، لابد ان تستجيب القوى السياسية لشروط البنك المركزي ، لتحقق منجزا تاريخيا ، يتلخص بحصول العراق على 15 مليار دولار فالقرش الابيض ينفع في اليوم الاسود ، جراء تناسل الازمات حتى اصبحت خارج السيطرة ،  خيارات الحل  تتطلب تنازل الاطراف  عن مواقفها المتشددة  خدمة للمصالح الوطنية ، وشروط البنك الدولي .
 يقال في القاموس الشعبي العراقي،  ان همة الرجال تهد الجبال ، في ضوء هذا القول الشائع سيصل  "رجال الدولة" الى  توافق لحلحلة الازمة استجابة لوحي البنك المركزي ، وفي ساعة رحمانية ترضخ القلوب لنداء  المشاعر الوطنية ، من دون توقيع وثيقة شرف جديدة  ، اجعلوها بالمال وليس بالعيال،  وانقذوا شعبكم من الانقراض .   

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram