TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > عمائم ليبرالية ومصلحون عراقيون.. منسيون

عمائم ليبرالية ومصلحون عراقيون.. منسيون

نشر في: 24 يناير, 2010: 06:02 م

مصطفى الكاظمي يتقن الشرقيون لعبة اخفاء الكبار .. تناسيهم وتجاهلهم وتحييد طروحاتهم حتى عندما يكون استحضارهم مهمة مصيرية لتكريس الوعي الثقافي لشعوبهم.فتذكر الكبار المؤثرين وربما لانقفز على المفاهيم حين نقاربهم بمصطلح "عقول الظل" .. ليس حدثا اختياريا ومن المؤكد انه لايعنى فقط بالسلوك الاعتباري على مستوى الذاكرة الجمعية بل هو في واقع الحال حدث يتعلق بصيرورة الحياة , وعملية الخلق المتجددة.
رجال علم وعمائم ليبرالية وفلاسفة ومثقفون امدوا حياتنا بنسائم استمراريتها , لكن الظروف , زجت ببعضهم قسراً في لعبة الاخفاء المؤلمة.  في نطاق المقاربة الحضارية فان الحضارات الغربية اجمالاً لاتخصص مساحة واسعة في وعيها الجمعي لمبدعيها وروادها فقط بل تضيف في الوصف والتفصيل لأعمالهم على العكس من نزعتنا العجيبة نحو التجاهل والإهمال.السيد مهدي الحكيم وطه جابر العلواني وعبد الجبار الرفاعي و كنعان مكية و عادل عبد المهدي وسواهم رموز معرفية اثرت الفكر السياسي والديني والاجتماعي والثقافي في العراق وهي في جوهرها تشكل منارات لما تراكم عليها من تفاعلات حديثة في خضم البحث عن اجابات شافية، ومن أجل تقديم عطاء جديد يخدم الفكر والانسان.وعلى الرغم من ان احد هذه الاسماء له اليوم دور سياسي فاعل في العراق , الا ان عادل عبد المهدي السياسي في السلطة التنفيذية يقف في ظله عبد المهدي المفكر. في عقدي الخمسينات والستينات من القرن المنطوي شهدت الساحة انتشاراً سريعاً وغير مسبوق للافكار الشيوعية والقومية بتيارات واتجاهات مختلفة وكان الاتجاه الديني رد الفعل الطبيعي لوقف هذا الزحف الفكري الذي لم يكن بمقدوره اصلاً الاستمرار بحكم التناقض المباشر مع البنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي كانت سائدة في المجتمع العراقي انذاك.هنا بالتحديد ظهرت الاسماء الكبيرة التي تحملت مسؤولية الحفاظ على الانتماء الاصيل للمجتمع وتحولت بالممارسة المباشرة الى الاصلاح بمبتغاه الاجتماعي والثقافي والسياسي , متصدين لمسؤولية الانقاذ في مواجهة صراع ارادات مبني على مصالح شخصية ضيقة.برز السيد مهدي الحكيم في تلك المرحلة المعقدة بفكر نير وقلب مفتوح فأستحق ما اطلق عليه من لقب مكاريوس العراق لدوره في التعريف بمظلومية العراقيين مرة ودعوته الى اسلام انساني متكامل مع الاخر ومهما كان هذا الاخر  وتشهد على ذلك ساحة دبي ولندن حينما كان يحضر الشهيد مهدي الحكيم نشاطات المسيح والهندوس والبوذيين، ويروي السياسي والمنسي الاخر سعد صالح جبر رفيق درب الحكيم، كيف ينتظر رؤساء الطوائف في لندن في بيت سعد صالح جبر، مهدي الحكيم بلباسه الصوفي البسيط، ليستمعوا رؤساء الطوائف برؤية الحكيم  المتسامحةحول الاسلام والاخر، بعد ان رأوا اسلاماً اخر،  واغنى الحكيم الفكر الحر المعاصر بطروحات راقية ومتطورة ما دفع الى اغتياله اثناء حضوره المؤتمر القومي الاسلامي في السودان بدعوة من الشخصية السياسية الفكرية السودانية المعروفة حسن الترابي , فكان هذا الاغتيال اعترافاً بعجز البعث عن مجاراة مشروع الاصلاح الوطني الحر البعيد عن التعصب.وفي مرحلة الانتشار الفكري الافقي ذاتها اطل الفقيه طه جابر العلواني رجل الدين الذي اثرى الفقه الاسلامي الديموقراطي من خلال جهده ومنجزه المعرفي في ماليزيا وفي الولايات المتحدة حينما كان يدير اهم المراكز الاسلامية  المعهد العالمي للفكر الاسلامي.عبر مشروع، المنهجية في الفكر والاستدلال، لأنّ مراجعة التراث والتجديد ينبغي أن يكونا أولاً في منهجية التفكير والاستدلال.وبالخصوص ان الامة تعاني حسب تعبير العلوني من منهجية سائدة في كثير من الدراسات غير الجادّة، وعلى وجه الخصوص الدراسات الموجهة، التي تستند إلى فكرة مسبقة يراد ترويجها ضد الاخر.وضمن ذات المسار الإصلاحي الوطني ظهر ابن جنوب العراق الداعية والمفكر عبد الجبار الرفاعي الذي تنقل بين الحوزة العلمية والكويت ودمشق وعواصم واماكن اخرى ينشر فكره الحر النير عبر اصدارات هائلة من اهمها( مجلة قضايا اسلامية معاصرة، سلسلة كتاب فلاسفة الدين وعلم الكلام الجديد، سلسلة كتاب فلسفة وتصوف، وسلسلة كتاب افاق التجديد وسواها) وكان هدف الاصلاح  هو كل ما يصبوا  اليه من كل هذه المشاريع لتصحيح مفهوم الدين  حيث يقول الرفاعي "لا سبيل الى جني معطيات النزعة الانسانية في الدين, الا بالخلاص من التفسيرات المتعسفة القمعية للنصوص، وتخطي المفاهيم والمقولات النمطية المغلقة في اللاهوت الكلاسيكي. وانما يتحقق ذلك بفتح باب الاجتهاد في علم الكلام، وتحديث التفكير اللاهوتي، ومحاولة بناء لاهوت عقلاني مستنير".ثم تطور المنحى النقدي عند الرفاعي الى نقد النظام التعليمي في الحوزة العلمية  منذ 1986 حتى 1989، وهو ما حاز على جانب من اهتمامه سواء في كتابه  "تطور الدرس الفلسفي في الحوزة العلمية،  الصادر في العام 2000، ام في اطروحته للدكتوراه والموسومة " تحديث الدرس الكلامي والفلسفي في الحوزة العلمية،2005، والتي ناهزت صفحاتها الألف،  وحازت على الجائزة الاولى للشهيدين الصدرين صيف 2009، والتي نظمها مكتب الشهيد الصدر في قم.المنسي الاخر المثقف كنعان مكية كان من بين المصلحين المهمومين

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram