هل تسمع الهمسة في سوق للهرج والمرج ؟؟ .
قطعا لا .
وهل يصح توجيه سؤال خافت النبرة في حومة اللغط والضجيج العارم والإتهامات الصارخة في المشهد العراقي الراهن ؟؟
نعم .. ولكن دون إنتظار لجواب شاف .
نسأل ونلحف في السؤال : ماذا إرتكب العراقي البسيط الأعزل ، غير المؤدلج ، من ذنوب لتحل عليه كل هذي الرزايا : فقر وعوز ومرض ، هجرة قسرية ، تهجير قسري ، تقتيل عشوائي ، تهديد ، بطالة ، العمل بعقود إذعان مجحفة . الإستسلام لتمكين الأغراب من الإمساك بخيوط اللعبة وتوزيع الأدوار ، و… و.
منذ عهد طوفان نوح ، وعهود الطواعين والسل والهيضة . مرورا بخروقات العهد العثماني . وقوفا - برهة - عند بوابات العهد الملكي ، وما تلاه من حقب دامية تميزت — في عز إزدهارها بالخوف من المجهول ، والمداهمات الليلية ، والتحسب من إنقلاب أو هاجس إنقلاب … والخلاصة . ما مر عام والعراق ليس فيه خوف .
……….
اقلب صفحات كتاب عنوانه : ((التنكيل بالعراق ، العقوبات والقانون والعدالة)) صادر عام ١٩٩٨ عن مركز دراسات الوحدة العربية ، المؤلف:(( جيف سيمونز )) الذي آهداه إلى المليون طفل عراقي الذين قضوا نحبهم نتيجة الحرب الاميركية في عقد التسعينيات ، وإلى مئات الآلاف الآخرين الذين سيلحقون بهم خلال الأشهر والسنوات القادمة .
نبوءة تتحقق بالحذافير .. !!
يذكر المؤلف : آفلحت الولايات المتحدة بتحويل العراق إلى بلد للموتى والمحتضرين ، ها هي مدينة من مدن العصور الوسطى، اكتب بعد سبعة أعوام من أقسى حصار وحظر إقتصادي مرت به دولة . إن قرار تدمير العراق لا علاقة مباشرة له بإجتياح الكويت ، ولا علاقة له بفرية إمتلاك العراق لآسلحة دمار شامل٠( إعتراف رودلف آكيوس ) واضح ، كذلك ليس له علاقة بإنتهاك حقوق الإنسان بالعراق ، ولا ، ولا ، انما هو حساب دقيق وخطة مدروسة لستراتيجية بعيدة المدى …
نعم …. وبألم ممض لا بد من الإعتراف ، ان آميركا بدأت بعد ان آحكمت الإمساك بخيوط اللعبة ، ولكنها تركت إتمام المهمة لشطارة النخب المختارة ، يدرون او لا يدرون !!
… فإن كنت تدري ، فتلك مصيبة … وآن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم .
مثلث سداسي الزوايا!
[post-views]
نشر في: 11 مايو, 2016: 09:01 م