لا يصلح بيان وزارة الداخلية "الثوري" هذه المرة لتبرير ما حدث من كوارث أمنية، فمن الواضح تماماً أنّ هناك تقصيراً وإهمالاً، والأهم هناك معركة سياسية يريد أصحابها أن يذهبوا بنا جميعاً إلى طريق مجهول.
دم في مدينة الصدر، وآخر يسيل في الكاظمية، واستهداف للحياة في حي الجامعة، وبالامس كانت مناطق في ديالى تذبح، وقبل أيام فاضت أنهار الدم في السماوة، لكنّ أصحاب البيان مصرّون على أن يقولوا لنا إنهم غير مسؤولين عما جرى، هل يعقل أنّ أكبر جهاز أمني في البلاد يخبر مواطنيه أنّ مسؤولية أمن العاصمة والمحافظات بإمرة وخطط قيادات العمليات وليست وزارة الداخلية، وأنا أقرأ بيان وزارة الداخلية تخيلت لو أنّ وزير داخلية فرنسا خرج على الفضائيات، ليقول إنّ وزارته غير معنية بأمن المواطنين ماذا سيحصل؟ لا أريد أنْ أُذكّركم انه بعد ساعة واحدة من تفجيرات بروكسل، قدّم وزيرا الداخلية والدفاع استقالتيهما ووضعا نفسيهما تحت تصرف جهات التحقيق لمعرفة من هو المقصّر!.
ما من شعب، في التاريخ، تحمّلَ كلّ هذا السخف والأذى وكلّ هذه البيانات الكاذبة التي تحاصره كلّ يوم، ما من شعب تتفجر شوارعه ومدنه مع كلّ أزمة سياسية، لماذا مطلوب منّا أن نتفرج على المعركة الدائرة بين الغبان والزاملي، لماذا نعيش في حُمّى الخوف وفقدان الأمن؟ أليست بغداد يقودها ساسة منتخبون ومن " جماعتنا "؟ لا أحد يسأل، والمواطن تتلخّص حياته بين موت مؤجّل، وأيام بلا معنى.
مدن غارقة في الفساد ويريدونها أن تغرق بفوضى الأمن، ومسؤولون لا يمتلكون خبرات في التعامل مع ما يجري من أحداث كارثية، فقط سلاحهم شعارات من نوعية :" كلّ شيء تحت السيطرة ". يريدون منّا أن نتحول الى أسرى خطاباتهم الأمنية، أسرى لمدن محاصرة من الإرهابيين، وتنتظر نهاية معركة كسر العظم بين سليم الجبوري وعالية نصيف.
ليس مقبولاً أن تستمر هذه اللعبة التي أُريد من ورائها السيطرة على كل شيء، وأي شيء. هناك ألغاز مطلوب الإجابة عنها: من المسؤول عما حدث؟ من يتحمل التقصير؟ لماذا تنجح الجماعات الإرهابية في تحقيق أهدافها؟ من هم الذين يُسهّلون لهذه الجرائم أن تحدث؟
هل هناك ما هو أسوأ من بشاعة العنف وجرائم داعش، انها ثقافة الكراهية التي يريد لها الساسة أن تتعزز وتنتشر بين العراقيين! هذا عار يتحمله جميع السياسيين بلا استثناءات. ولا تفتّشوا لنا عن تبريرات وكلام من عيّنة الاستحقاق السياسي والتمثيل الطائفي.ليس مقبولا ان ينعى وزير الداخلية الضحايا، ويلتقط صور سلفي وهو يحاصر تظاهرات الشباب.
متى تعود الداخلية الى رشدها؟
[post-views]
نشر في: 11 مايو, 2016: 06:38 م
جميع التعليقات 2
بغداد
أستاذ علي حسين اليس هذا الذي حصل ويحصل في العراق منذ ان الحصار على العراق وجريمة تجويع الشعب العراقي ١٣ سنة وصدام وعائلته والمقربون تأتيهم طائرات خاصة محملة بأطيب وأللذ انواع الطعام من لندن وباريس حتى هناك شهود عيان وانا اعرفهم كانوا يشاهدون ساجدة طلفاح و
بغداد
أستاذ علي حسين اليس هذا الذي حصل ويحصل في العراق منذ ان الحصار على العراق وجريمة تجويع الشعب العراقي ١٣ سنة وصدام وعائلته والمقربون تأتيهم طائرات خاصة محملة بأطيب وأللذ انواع الطعام من لندن وباريس حتى هناك شهود عيان وانا اعرفهم كانوا يشاهدون ساجدة طلفاح و