TOP

جريدة المدى > عام > رواية (مثلث الموت) في البيت البابلي

رواية (مثلث الموت) في البيت البابلي

نشر في: 14 مايو, 2016: 12:01 ص

يؤكد الروائي علي لفته سعيد أن روايته الجديدة ( مثلث الموت) ليست رواية خارج الواقع وليست واقعية لأن نقل الواقع يقتل الإبداع. لذا فإن هذه الرواية بقدر تعكزها على المحلية إلا أنها استغلت الواقع لنقله لكي يكون المتلقي عارفا بواقعه من جهة ومتأثرا بما لم ي

يؤكد الروائي علي لفته سعيد أن روايته الجديدة ( مثلث الموت) ليست رواية خارج الواقع وليست واقعية لأن نقل الواقع يقتل الإبداع. لذا فإن هذه الرواية بقدر تعكزها على المحلية إلا أنها استغلت الواقع لنقله لكي يكون المتلقي عارفا بواقعه من جهة ومتأثرا بما لم يره ورآه من خلال الرواية.
سعيد تحدث خلال الأمسية الاحتفائية التي اقامها له البيت الثقافي البابلي بمناسبة صدور روايته (مثلث الموت) وقدمها الناقد زهير الجبوري ، الذي قال فيها ان الروائي سعيد واحد من أهم الأسماء السردية العراقية الحاضرة واستطاع أن يحصد الجوائز المحلية والعربية.. واضاف انه يكتب بلوعة ويصور الأحداث بطريقة جميلة وهو يلامس الواقع في كتاباته ، إضافة إلى تميزه بأسلوب خاص ..احسب انه يتفرد به وقرأت له رواية ( الصورة الثالثة) وكتبت عنها نقدا. وهو يعد واحدا من أهم أدباء الجيل الثمانيني كتب الشعر والقصة والرواية إضافة إلى ممارسته كتابة النقد وله بعض المخطوطات التي سترى النور لاحقا.
سعيد تحدث عن روايته وقال انها تأتي تطويرا لتحقيق صحفي كتبه في سنوات الحرب الاهلية ما بين أعوام 2005 و2007 في منطقة اللطيفية والتي كان معه فيها الشاعر الشهيد أحمد آدم والصحفي الشهيد نجم عبد خضير اللذان استشهدا في نفس المنطقة..واضاف انها ربما تكون الرواية الأولى التي تتناول حياة شاعر شهيد ذهب ضحية الحرب الاهلية ..واشار الى ان موضوعة الرواية شغلته كثيرا وكانت تحاول ان تجيب على سؤال: لماذا يحصل في العراق الذي حصل ؟ لماذا كل هذا الموت والحرب والقتل والارهاب؟
واشار الى ان الموضوعة ارتبطت بالتحقيق من خلال محاولة اربعة صحفيين يبحثون بطريقة الاستقصاء عن الاسباب ولهذا فإن الواقع ارتبط بالمخيلة رغم ان الشخوص واقعيون وان اصحاب الجماعات المسلحة اكثر واقعية من العمل الصحفي الا ان الرواية لم تتعكز على الواقع ولم تخرج منه أيضا لان نقل الواقع كما هو سيفقد هوية الرواية ، والفن لا يعني نقل الواقع بحذافيره.. وبين ان الرواية العراقية لم تعد في مرحلة المخاض بل هي الان تعبر الحدود من الداخل الى الخارج وان هناك نقادا عربا يكتبون عن الرواية العراقية ، ولكن المشكلة تكمن في النقد العراقي الذي يذهب الى الاصدقاء او الاسماء ويبقى يراوح حتى على مشهدية كاتب لم يزل محاصرا بما انتجه في السبعينات وقبلها إلا انه حتى الان رغم عدم نشره لشيء جديد الا ان النقد يعده فاتحا..
 وشهدت الأمسية تقديم قراءات نقدية بدأها الدكتور علي حسين يوسف بقوله : ان رواية "مثلث الموت" تأتي في سياق الحدث العراقي الذي يصطرع منذ ما يزيد عن ثلاثة عشر عاما ويمكن من هذا الوجه عد الرواية وثيقة ادانة لمرحلة قاتمة مر بها البلد  لكننا نجد قيما مضافة كثيرة في الرواية تمكن الكاتب بمهارته من توظيفها الى الحد الذي جعلنا نستشعر الحدث وكأنه يعيد نفسه مع كل قراءة موضحا ان هذه القيم بالأساس قيم فنية تجسدت في لغة الرواية الواقعية التي كانت صورة منقولة من حدث قاس فضلا عن التلاعب بالزمان من خلال تكثيفه في ساعات محدودة لكنها غنية جدا بالأحداث ولذلك كانت رواية "مثلث الموت" مؤشرا دراميا على حركية الصراع في العراق إبان أعوام 2005 و 2006.
 فيما قرأ القاص حمودي الكناني ورقة قال فيها إن الروائي في روايته التي تشابكت فيها الاحداث جعلته يصف الخوف والصبر والعزم والتحمل الاستثنائي من اجل ان يتمكن من نقل الحقيقة التي يتوجب على الاعلامي فعلها من غير تحريف او تزييف او تهويل او ايهام . واضاف ان الواقع المعاش يجب ان يوصف بدقة وبلغة آسرة ، لهذا قدم سعيد لنا في "مثلث الموت" صورة كاملة غير مشوهة لما تبلور في ذهنه من معطيات حقيقية بنى عليها مشروعه الابداعي هذا.
فيما تداخل الباحث حسن عبيد عيسى بقوله: إن أصل الرواية تحقيق صحفي استقصائي يقوم به الصحفي سلام. وهنا يبدأ العمل الاكثر سخونة في الرواية ولهذا كان الكاتب جريئا صريحا مباشرا ووفيا ، هذه السمات هي التي تجسدت بوضوح في الرواية ..
فيما قال الناقد حيدر جمعة العابدي في ورقته : ان رواية "مثلث الموت" تأخذنا إلى عمق المأساة العراقية يسردها لنا بلسان سارد عليم مشارك وفق تساؤل يرسم أكثر من علامة استفهام فكرية تنفتح على عدة إجابات تتناسل من خلالها الكثير من الحقائق والوقائع لنكون على تماس مع الموت داخل مثلث الموت تتخذ أحداث الرواية خطا بيانيا تصاعديا اي حدث طبيعي ثم توتر فذروة لكن سرعان ما ينتهي هذا الحدث بتأجيل الحسم.
وتساءل الشاعر رياض الغريب: هل استطاع التعبير عن افكاره في هذه الرواية وهل ابتعد عن الواقع وتنقل بنا الى واقع آخر؟ وقال ان هناك روايات كتبها صحفيون في العالم وهي عبارة عن مشاهدات فهل نجح سعيد في التخلص من المباشرة وهل انتقل بنا الى الداخل في الحالات النفسية وليس ما نقلته الصحفة.. ولفت : نحن بحاجة الى فن روائي والعالم الان عالم من السرد المهيمن..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

"مُخْتَارَات": <العِمَارَةُ عند "الآخر": تَصْمِيماً وتَعبِيرًاً> "كِينْزُو تَانْغَا"

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي

كلمة في أنطون تشيخوف بمناسبة مرور 165 عاما على ميلاده

مقالات ذات صلة

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا
عام

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا

ديفيد سبيغنهولتر*ترجمة: لطفية الدليميقريباً من منتصف نهار التاسع عشر من آب (أغسطس) عام 1949، وفي محيط من الضباب الكثيف، عندما كانت طائرة من طراز DC-3 العائدة لشركة الخطوط الجوية البريطانية في طريقها من بلفاست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram