بدأت المدرسة الرومانتيكية في الموسيقى من العقود الاولى للقرن التاسع عشر، ووصلت ذروتها بين 1830-1850، وأخذ الباحثون يستعملون مصطلح الرومانتيكية المتأخرة لوصف موسيقى النصف الثاني من القرن التاسع عشر. امتد تأثيرها حتى في القرن العشرين، فيوصف مؤلفو
بدأت المدرسة الرومانتيكية في الموسيقى من العقود الاولى للقرن التاسع عشر، ووصلت ذروتها بين 1830-1850، وأخذ الباحثون يستعملون مصطلح الرومانتيكية المتأخرة لوصف موسيقى النصف الثاني من القرن التاسع عشر. امتد تأثيرها حتى في القرن العشرين، فيوصف مؤلفون كبار مثل غوستاف مالر وكلود ديبوسي وحتى دمتري شوستاكوفيتش بأنهم من أتباع المدرسة الرومانتيكية المتأخرة. تعني الرومانتيكية بالدرجة الاولى اعطاء العواطف والنزعة الفردية الأهمية الأساسية، واستلهام الطبيعة. وترافق صعود هذه المدرسة مع انتصار البرجوازية وسيادة الرأسمالية، فهي موسيقى (وفن) العصر الصناعي الأول، بالتالي نلمس تأثيرها كمدرسة فكرية على الليبرالية والراديكالية وبالدرجة الأولى الفكر القومي الأوروبي في تلك الفترة. وقد ارتبط مصطلح الرومانتيكية بالألمان بالدرجة الأولى.
أول مؤلف موسيقي رومانتيكي هو الفرنسي أتيين نيكولا ميول Étienne Nicolas Méhul (1763 – 1817)، حسبما جرى الاتفاق. وهو مؤلف أوبرات اشتهر في فترة الثورة الفرنسية وبعدها أثناء حكم نابليون الذي حافظ على علاقة صداقة معه، وكان ميول أول من تسلم وسام جوقة الشرف إثر تأسيسه. ألف ميول عدداً من الأناشيد الوطنية الفرنسية في فترة ما بعد الثورة.
لدى ميول 40 أوبرا، أشهرها "يوسف" (1807) التي تم تسجيلها مبكراً في ثمانينات القرن العشرين. اتبع في أعماله الاوبرالية النهج التقليدي في الاوبرا الفرنسية وخاصة الاوبرا الهزلية، مع ادخاله عناصر جديدة، مثل استعمال الكورس بطريقة جديدة واعتماده على الأدوات الموسيقية الواطئة (مثل الفيولا على حساب الكمان)، وكذلك على الأصوات الغنائية الواطئة.لديه أعمال غير اوبرالية كثيرة، منها سوناتات للبيانو وخمس سيمفونيات، بينها الأولى في صول الصغير(1808 - 1809)، التي يقارنها الباحثون بسيمفونية بيتهوفن الخامسة التي كتبت في نفس الفترة. فهي اتبعت الخطوط العامة لسيمفونيات هايدن وموتسارت في ذلك العصر الكلاسيكي، إلا أنها تميزت بعنفوانها واستعمال التنافر الصوتي، وهو اسلوب غير معتاد في ذلك الوقت، وفي فرنسا بالذات التي بقيت بعيدة عن التأثير الألماني – النمساوي في التأليف الموسيقي نسبياً.