استطاع أن يبرز بأعماله الفنية المبتكرة، التي عمل خلالها على تحويل النفايات إلى مواد فنية ذات طابع جمالي، يسعى من خلال هذه الإعمال الى زيادة الوعي لدى المجتمع بأهمية حماية البيئة وترك لمسات جمالية عليها، الفنان الشاب عقيل خريف التقته المدى مع فنجان قهوة وكان لنا معه هذا الحوار:
*متى كانت بداية عقيل خريف مع هذا النوع من الفن؟ ومن دعمه؟
- كانت بداية ممارستي لهذا النوع من الفن في المرحلة الرابعة في كلية الفنون عام 2010، حينها كنت اعمل على بحث يتناول القضايا التي تخص المجتمع مثل موضوع التعيينات في دوائر الدولة وموضوع الطائفية، باستخدام التعبير الصوري لكونه اسرع وصولا الى المتلقي من الكلام المباشر، وعرضت الاعمال في معرض الكلية.والتقيت المهندسة سوزان البناء من وزارة البيئة حينما زارت المعرض، وقالت لي انها اعجبتها الفكرة، وذهبت لوزارة البيئة وطرحت عليهم فكرة تحويل النفايات الى اعمال فنية، في البدء استهجنوا المقترح ولكنها اصرت وحصلت الموافقة في النهاية.
*متى قمت بأول معارضك؟
-المعرض الاول اقيم بدعم من وزارة البيئة في الشهر الخامس من عام 2011، وزارته العديد من وسائل الاعلام المختلفة، وحضره عدد من اساتذة قسم الهندسة البيئة في جامعة المستنصرية مثل الدكتورة فائزة عز الدين، الذين طرحوا عليه إقامة معرض وأعطي درس للطلبة في الفن البيئي. وأقيم المعرض الثاني في الشهر الرابع من هذا العام، في قسم هندسة البيئة جامعة المستنصرية والذي شهد مشاركة من بعض الطلاب، وشهد حفل الافتتاح حضور وزيرة المرأة وممثلين من وزارة الرياضة والشباب وأمانة بغداد وغيرهم. وحضر المعرض جمهور فني وغير فني، لأن هذا الفن موجه للمجتمع وليس موجها الى فئة معينة، انه فن يهدف الى توعية المواطن البسيط.
*كيف وجدت الإقبال على معارضك الفنية؟
- في البداية واجهت صعوبة حيث كان الطالب في الهندسة مرتبك في البداية، ولكنني حببت له الجمال والفن، وكما معروف أن كل المعارف هي متعلقة للفن بما فيها الطب والهندسة.
*ما هي ابرز الصعوبات التي واجهت عملك؟
- واجهت صعوبات كبيرة، كان اولها من المجتمع المغلق المحيط بي، فقد كانوا يقولون ان عقيل خريف فنان تشكيلي ورسام، لماذا ينزل لمكب النفايات ويعمل أعمالا فنية؟
وحتى الذين كانوا يعملون في مكب النفايات كانوا يستهجنون عملي، وغالبا ما كانوا يقولون نحن نعمل على جمع المواد الصالحة لعادة تصنيعها او تحويلها الى طاقة، بينما انت تعمل على تحويلها الى عمليات فنية. ولكن استطعت بعد تحويل النفايات الى اعمال فنية، تقبل الناس أعمالي واصبح مستوى الوعي لديهم اكبر، وكثير منهم اصبح يقول لا يمكنني ان ارمي شيء إلا بعد ان افكر بماذا استطيع ان اعمل بها قبل ان ارميها، استطيع القول إن الوعي بدأ يزداد وحتى الإعلام بدأ يركز على مثل هذه الأشياء.
*على ماذا تستوحي أفكارك؟
- المواد الخام هي التي تحركني، وهناك ضوابط لدى كل إنسان يتحرك عليها، هي الموروث الاجتماعي والوعي بالحاضر والثقافة المكتسبة، وهذه الضوابط اذا عرف الشخص كيف يحركها استطاع ان ينتج أعمالاً فنية.
انا استخدمت الوعي والموروث الذي اعيش به، ورأيت هذا الكم الهائل من النفايات الذي اوصلني الى حالة من الهستريا، ووجد أفكارا رائعة في مكب النفايات تصلح لتكون أفكارا او خامات اعمال فنية.
وحتى الابنية العشوائية تصلح لتكون أجمل وكذلك الحواجز الكونكريتية "الصبات" التي فرضتها الأوضاع الامنية، حيث قمنا بتزينها وتحويلها إلى لوحات فنية تريح المواطن منها، الأفكار دائما تأتي من فكرة تلحقها فكرة ثانية.
*ماهي مشاريعك المستقبلية؟
-نخطط لاقامة نشاط في قسم هندسة البيئة بكلية الهندسة جامعة المستنصرية، نقدم فيه لطالب الهندسة كيف يتعامل مع التلوث بصورة فنية، مثل التلوث البصري والتلوث الهواء، وان لا يكتفي بتشخيص المشكلة انما ايجاد الحلول لها بصورة فنية وجمالية.
*هل تعتقد انك وصلت الى نتيجة؟
- الناس اعتادت على الازبال وانا عندما دخلت هذا المعترك كنت اعرف النتائج انها معركة خاسرة، ولكنني اطمح ان احقق هذا العام زيادة الوعي بنسبة 1%، وخلال السنة الثانية تصل الى 2% وسوف يأتي شخص ثان يزيد هذه النسبة رقما اكبر.وهناك نقطة مهمة هي قلة توفر سلات النفايات في الشارع، ونحن نطالب المواطن بالوعي والدولة أيضا محتاجة الى هذا الوعي.
عقيل خريف: تحويل النفايات إلى أعمال فنية دليل على ثقافة المجتمع
نشر في: 30 أكتوبر, 2012: 11:00 م
جميع التعليقات 1
الرسام عادل
مبدع وربي مبدع الله يوفقك