TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "عمامة" جاسم الحلفي

"عمامة" جاسم الحلفي

نشر في: 13 مايو, 2016: 09:01 م

 بروح  رياضية يحسد عليها ، أعاد الناشط المدني جاسم الحلفي، نشر صورته مرتديا العمامة السوداء على حسابه في شبكة التواصل الاجتماعي، ليبعث برسالة الى جهات سياسية  لطالما أبدت قلقها من تنامي حركة الاحتجاج الشعبية ، تتضمن مواصلة تنظيم التظاهرات في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد ومحافظات اخرى.
 زملاء جاسم الحلفي من الناشطين اصحاب الحضور الدائم في التظاهرات الاحتجاجية يتداولون معلومات تفيد بأن ما يعرف بالحشد الالكتروني استهدفهم بحملة تشوية بإيعاز من جهات سياسية متنفذة ، تمتلك منظومة اطلاق الشتائم في محاولة للنيل من خصومها ، والحلفي لم يكن في موقع الخصم لأية جهة سياسية بقدر ايمانه بضرورة تحقيق مطالب شريحة واسعة من العراقيين تعاني الفقر والبطالة ، دفعت ضريبة سوء الأداء الحكومي والسياسي طيلة السنوات الماضية  بالمزيد من الضحايا جراء حوادث التفجير .
 قبل ايام قليلة من اندلاع  تظاهرات شباط عام 2011 تبلورت فكرة تشكيل فريق يرتبط بقادة المطعم التركي المطل على جسر الجمهورية القريب من ساحة التحرير لرصد  ابرز الناشطين لملاحقتهم  بتهمة الاساءة للرموز الوطنية ، وتنفيذ اجندات خارجية تستهدف النظام السياسي  وافشال التجربة الديمقراطية الفتية في العراق . منذ ذلك التاريخ تحول الفريق الى ما يعرف حاليا بالحشد الالكتروني ، ليقدم خدماته لأسياده مقابل الحصول على مرتبات شهرية وامتيازات السفر، ومرافقة الوفود الرسمية المشاركة في مؤتمرات  تعقد في عواصم خارجية لتغطية نشاط رئيس الوفد بلحاف سميك نفرين محلي الصنع وبطانيات جلد النمر ، أمام هذه المغريات انضم الى الحشد الالكتروني من يجد في نفسه الكفاءة في استخدام برامج الفوتو شوب وترويج الاكاذيب عبر وكالات الانباء  والمواقع الالكترونية  ليحتل  موقعه في المطعم التركي.
الحشد الالكتروني يتصاعد نشاطه طرديا مع تنامي حركة الاحتجاج ، فحين تكون تظاهرة ساحة التحرير بمشاركة واسعة ،  تستعيد منظومات توجيه الشتائم  للناشطين حيوتها  بحركة دوران سريعة  تشغل مواقع  التواصل الاجتماعي بصور وتعليقات ، مع نشر وثائق مفبركة ،  لتشويه سمعة المتظاهرين ، ينال جاسم الحلفي مع زملائه الحصة الاكبر منها ، لكنهم يتعاملون معها بسخرية ،  لأنها من وجهة نظرهم،  تمنحهم المزيد من الإصرار على مواصلة التظاهر  لكشف مستوى العقل السياسي المسؤول عن ادارة البلاد والعباد .
تصنف الدول في العالم الى متقدمة ونامية وثالثة متخلفة  طبقا  لانتعاش اقتصادياتها ، وبرامجها التنموية ، في ظل انظمة مستقرة استطاعت دول من الصنف الثالث  تحقيق النمو بخطوات متسارعة انتقلت من مراحل الصراع على السلطة الى بناء الدولة ، بتعزيز الديمقراطية واحترام حقوق الانسان ، جاسم الحلفي منذ انضمامه الى فصائل الأنصار  لم يكن يسعى  للانضمام الى قائمة اصحاب الخدمة الجهادية ، تركها لغيره ، فاختار الشارع  ميدانا لمواجهة سراق الديمقراطية ، لعله مع آلاف المحتجين يستطيع ترميم الخراب  في الوطن المستباح ، مع ادراكه بأن الحشد الالكتروني سوف يستعين بالبعران لتفريق المتظاهرين بطريقة الرئيس المصري  المخلوع حسني مبارك ، أبشر أيها الحلفي جاءك المدد.     

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram