اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أهل القانون وأهل الثرثرة

أهل القانون وأهل الثرثرة

نشر في: 13 مايو, 2016: 06:29 م

ذهبتُ إلى المتنبي كعادتي كلّ صبيحة جمعة، وكان الشارع مزدحماً بالأصدقاء والكتب كالمعتاد. ولا أدري لماذا يتحول دخول الشارع عندي الى نوع من الطقوس، وقد تذكرتُ مرة ان بورخس قال إن " كل العالم خارج مكتبتي فراغ لا يطاق". أول ما طالعني بين بسطيات الكتب طبعة جديدة من رواية البرازيلي جورج أمادو " طفل من حقول الكاكاو " وهي أشبه بسيرة ذاتية لصاحب الأربعين الرواية التي ترجمت الى 54 لغة، كان أمادو من الاهمية في بلاده جعلت منه أكثر من روائي، حتى أنّ هناك عبارة شعبية شهيرة في البرازيل تقول "إذا أردت أن يكرهك كلّ سكان البرازيل أدخل في صراع مع جورج أمادو وأشتمه " في حقل الكاكو التي قرأتها منذ سنوات نتجول مع بطلها في البرازيل، التي كانت تنام على انقلاب عسكري وتصحو على آخر، لكن بعد عام واحد من رحيل أمادو انتخب الرئيس "لولا دا سيلفا" ليشكل عهده انتقالة مهمة في حياة البلاد، مشروعه الاقتصادي الذي حوّل البرازيل من دولة تعتمد على مساعدات البنك الدولي الى إمبراطورية مالية، تمنح البنك الدولي قروضا مليارية.
سيقول قارئ عزيز حتماً ما لنا وللبرازيل يارجل، هي بعيدة ولا علاقة لها بتجربتنا الديمقراطية. نحن قدّمنا النموذج الأمثل. وقفنا وقفة رجل واحد من اجل هيبة البرلمان، أما هيبة المواطن فمسألة فيها نظر.اسمحوا لي ان أحيلكم الى تصريح مستشار رئيس الوزراء وليد الحلي الذي بشرنا ان " التفجيرات الاخيرة ستكون حافزاً لنا للقضاء على داعش "، ما قبلها مجرد بروفة لمعرفة قدرة هذا الشعب على الصمود.
وأعود معكم الى الى البرازيل التي صحونا اليوم على خبر إقالة رئيستها ديلما روسيف من قبل مجلس النواب، وتعيين ميشال تامر اللبناني الأصل رئيسا مؤقتا، لم يطلب أحد منه ان يقدم كشفاً بأعمامه "البرازيليين" ولا سألوه أنت من أي عشيرة، تقول الرئيسة المقالة لمنافسيها: إنها لم تخسر المعركة بعد، لكنها لن تتهرب من الاعتراف في الفشل، وأتمنى ان تنتبهوا معي لعبارة "الاعتراف بالفشل"، هذه الكلمة لاوجود لها في قواميس ساستنا " المجاهدين "
في اليوم الذي عزلت فيه الرئيسة البرازيلية، كان وزير خارجيتنا إبراهيم الجعفري يلتقي بالسفير التركي ليُذكّره بأن مهلة الـ "24" ساعة لخروج القوات التركية قد انتهت، لاتظنوا ان المهلة كانت يوم امس، لاياسادة ان تاريخها هو 07‏/12‏/2015.
يكتب جورج أمادو: أليست كاذيب الساسة  هي أصل الداء في زماننا؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram