يسعى رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم سلمان بن إبراهيم الى تدشين أولى مبادرات الإصلاح الشامل لمنظومة الاتحاد الدولي للعبة التي تبناها رئيسه جياني انفانتينو حيث يترقب الأول ترشيح ثلاثة أسماء من ضمنهم إمرأة للفوز بعضوية مجلس ( فيفا ) عن قارة آسيا ليصبح عددهم سبعة بدلاً من أربعة في اللجنة التنفيذية السابقة.
خطوة كهذه يجب أن تحثَّ اتحاد الكرة على تسارع الخطى لترشيح شخص ذي سيرة حافلة بالخدمة النظيفة للعبة وحقق مُنجزات حقيقية رفعت من شأنه دولياً ويتمتع بعلاقات قوية مع المحيطين العربي والقاري ويحظى بـ"كاريزما" مؤثرة في العمل لبلورة القرارات والدفاع عن حقوق كرة آسيا وكل ما يتعلق بشأن اتحاداتها.
منذ مغادرة رئيس اتحاد الكرة الأسبق حسين سعيد المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي ولجنة الملاعب والأمن في (فيفا) عام 2011 بعد خسارته الانتخابات في الدوحة، شهد العراق غياباً واضحاً في لجان الاتحادين الدولي والقاري ولم يُولِ الاتحاد الحالي وسلفه أية أهمية لهذا الموضوع إذ اقتصر دورهما على تشكيل تحالفات مؤيدة ومضادة في اللعبة الانتخابية لم يستفد منها العراق في استرجاع حقوقه الضائعة ، بل تسبب التخندق مع هذه الكتلة أو تلك الى محاربة كرتنا على صُعد عـدة لا مجال لذكرها ضمن المساحة هذه.
وبجردة واحدة لأسماء العاملين من غرب آسيا في لجان (فيفا) حالياً نجد أن هناك 28 منصباً يمارسه اعضاء ينتمون الى دول عربية هي: البحرين والإمارات ولبنان والسعودية وفلسطين والأردن وسلطنة عُمان والكويت وقطر وسوريا واليمن، ويتصدّر سلمان بن إبراهيم القائمة بتوليه أكثر من منصب ضمن اللجان، وفي المقابل نجد الحضور الفقير لثلاثة عراقيين هم علي جبار ( لجنة المسابقات ) ويحيى كريم (الانضباط ) ود.صباح محمد رضا ( التسويق والتلفاز) ضمن لجان الاتحاد الآسيوي ، الأمر الذي يدعو اتحاد الكرة الى وقفة جادة في الاجتماع المقبل لاستثمار فرصة زيادة التمثيل العراقي خارجياً من خلال ترشيح عضو لمجلس ( فيفا ) بعد دراسة ملفات العاملين سابقاً وحالياً من جميع الأوجه.
ثمّة أمر مهم آخر، ألا تكفي هيمنة بعض ممثلي الدول العربية على لجان ( فيفا ) والآسيوي، هل أن مواصفات المرشحين مفقودة في العراق ليتم ترشيح ممثلين من تلك الدول وغيرها، أين تأثير العلاقات المهنية الرسمية التي كثيراً ما تفاخر بها رئيس الاتحاد ومَن سبقه لدعم ملف ترشيح ممثل عن العراق في لجان مختلفة ومنها ما يخص مجلس ( فيفا ) لاسيما اننا لا نغمز للوساطة أو المساومة أو أي تفسير يثلم من استحقاق العراق التواجد في الاتحادات الدولية؟
حقاً، إن إغفال التحرّك الفاعل خارجياً في هذه القضية يُعد شراكة في جُرم التآمر على الكرة العراقية بتغييب العناصر الكفوءة عن تسنّم مسؤوليات خارجية تُشرّف السمعة وتخدم قضايا البلد شرعياً، ولهذا لم نتفاجأ بعدم وجود ضيف واحد يمثل الاتحاد الآسيوي أو الدولي أو أي اتحاد عربي يقصّ شريط افتتاح ملعب كربلاء برغم أهمية الحدث الذي يأتي في خضم تأكيد ( فيفا ) ممانعته طرح موضوع الحظر المفروض على ملاعبنا، فضلاً عن أزمة اختيار منتخبنا الوطني الأرض الإيرانية لمواجهة منافسيه في تصفيات كأس العالم 2018 وتداعيات رفض السعودية اللعب هناك ترقباً لكلمة الفصل من الاتحاد الدولي.
صراحة ، إذا لم يجد مجلس إدارة اتحاد الكرة مرشحاً من بين أعضائه يستحق تمثيل العراق في انتخابات 27 أيلول المقبل بمدينة غوا الهندية للفوز بمقعد مجلس ( فيفا ) فلا مناص من دراسة سير خمسة اسماء من أهم العاملين سابقاً في الاتحادات الدولية أو من تتوفر فيه ملامح الاختيار المطلوب والثقة الكبيرة للفوز سواء كان يعمل داخل البلد أو خارجه بغض النظر عن المواقف والعلاقات التي تكدّرت في يوم ما نتيجة ظروف الصراع الانتخابي أو بدافع التكيّف للمعيشة في الخارج حتى ما قبل عام 2003، فالجميع يطمح لخدمة كرتنا وردّ الطعنات التي تلقتها على مـرِّ السنين.
عراقي في مجلس (فيفا)
[post-views]
نشر في: 14 مايو, 2016: 03:59 م