اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > الاباء والعقوبات الصارمة... ضد ابنائهم

الاباء والعقوبات الصارمة... ضد ابنائهم

نشر في: 15 مايو, 2016: 09:01 م

شعرت  ( أم عدي ) بالعجز لأنها لم تستطع أن تتخلص من عادات ابنها السلبية، وهو في مرحلة عمرية حساسة للغاية "سن المراهقة"، إذ أصبح يدخن بشكل يومي. وهي تحاول جاهدة أن تخفي الأمر عن والده حتى لا يكون هناك شجار ومشاحنات فيما بينهما، تنعكس فيما بعد على

شعرت  ( أم عدي ) بالعجز لأنها لم تستطع أن تتخلص من عادات ابنها السلبية، وهو في مرحلة عمرية حساسة للغاية "سن المراهقة"، إذ أصبح يدخن بشكل يومي. وهي تحاول جاهدة أن تخفي الأمر عن والده حتى لا يكون هناك شجار ومشاحنات فيما بينهما، تنعكس فيما بعد على أجواء البيت .

وأكملت حديثها معي ( ام عدي )  إن ابنها لم يكن قبل سنوات قليلة فتى "مشاكسا"، إلا أنه مع مرور الوقت وتعرفه على مجموعة من الأصدقاء، لم تستطع السيطرة عليه، كونه أصبح يخرج وحده من البيت دون رقيب، ويعتبر نفسه رجلاً، ولا يقبل أي نوع من التهديد أو العقوبات التي يمكن أن تؤثر عليه . لذلك ، لجأت ( أم عدي ) إلى أحد أعمام  ابنها حيث تعتبره "له كلمة وسيطرة عليه"، علّ تلك الطريقة تنفع في إقناعه بالابتعاد عن التدخين. تقول "الحياة أصبحت مخيفة والأبناء يخرجون عن السيطرة ولا يستمعون إلى النُصح". وتعتقد ( أم عدي ) أنه من الأجدى أن يتخذ الوالدان عقوبة صارمة بحق أبنائهما في الكثير من الأحيان، حتى تسهل السيطرة عليهم فيما بعد، ولا يجوز للأهل أن يتساهلوا في العقوبة أياً كانت، حتى يسهل التحكم بهم فيما بعد .

• العشائرية ومشاكل الابناء
ويرى ( فارس ) وهو أب لخمسة أبناء، اثنان منهم "شابان في سن المراهقة" وآخر في الجامعة، أن العقوبة القوية والصارمة تعود بالفائدة  على شخصية الابن والأب في ذات الوقت، أما صغير السن قد تكون الأمور معه أسهل ممن هم في سن المراهقة أو اليافعين.
وعن تجربته في تعامله مع أبنائه ، يقول ( فارس ) إن أحد أولاده كان يتعمد "سرقة" مفتاح السيارة من الغرفة وقيادتها بين الحين والآخر دون علمه. إلا أن والدته كانت على علم بذلك، ولكن حاولت إقناعه دون جدوى، وعندما علم بذلك حاول ردعه "بالتفاهم" ولكن مع تكرار هذا السلوك اضطر إلى معاقبته بالحبس في المنزل مدة تزيد على الشهر والتشديد على ذلك، وحرمانه من المصروف، ولم يستمع لكلام الكثيرين ممن حاولوا أن يخففوا من ذلك .
ومن الحالات التي دعت ( فارس )  إلى معاقبة أبنائه بهذه الطريقة هو ما حدث مع أحد أقربائه الذي تساهل  في معاقبة أبنائه بسبب سلوكياتهم السلبية، ما أدى لوقوعهم في مشاجرات مع عائلات وامتدادها لتكون في النهاية مشاكل "عشائرية"، تجر خلفها العديد من التبعات، وهو يخشى على أبنائه من أن يكونوا سبباً في مشاكل كبيرة قد يدفعون ثمنها "سنوات في السجن على أسوأ تقدير".

• التربية بين الأمس واليوم
ويرى أخصائي علم الاجتماع الدكتور مازن بشير، أن التربية اختلفت عن السابق، فقد كان الجد والعم والخال في الماضي يتدخلون في تربية الابن ولديهم سيطرة عليه وعلى تصرفاته كافة، أما الآن فقد اختلفت المعايير، وأصبح أحياناً الأم والأب لا يسمحان لأحد من الأقارب بالتدخل في تربية أبنائهم.
كما يجزم دكتور مازن بأن المجتمع اختلف بشكل كبير جداً عن الماضي، وكان لدخول التكنولوجيا إلى أدق تفاصيل الحياة دور في أن يكون الابن "متمردا نوعاً ما، ومستقلا ولا يقبل الانتقاد والعقوبات". كما أصبح هناك أكثر من جهة تتدخل في تربية الابن مع الأسرة مثل المدرسة والشارع والأصدقاء، ومواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الإنترنت، كونها تسهم في إطلاع الأبناء على القوانين والأنظمة التي قد تسهم في تقوية شخصياتهم والدفاع عن أنفسهم في حال تعرضهم للعقوبة بأي شكل من الأشكال . لذلك، يعتقد دكتور مازن  أن العقوبة الصارمة يجب أن تكون متناسبة مع السلوك والذنب الذي اقترفه الابن، وبعيدا عن الإساءة الجسدية أو النفسية، ويحبذ لو كانت بالتفاهم وتعريف الأبناء بأسباب العقوبة علها تكون رادعة فيما بعد.

• القسوة والضرب
وتعترف احدى الامهات  أن زوجها عاقب ابنها في إحدى المرات عقوبة شديدة بعد أن تشاجر مع أحد أقاربه، وأدى ذلك إلى إصابته بجروح طفيفة نتيجة تلك المشاجرة؛ إذ قام الأب بمنع ابنه من النوم في البيت، وضربه، خوفاً عليه، وكردة فعل سريعة من مشكلة كانت يمكن أن تتحول إلى مشاجرة عشائرية بين الأقارب فيما بعد. واكملت  إن ابنها اضطر إلى المبيت في بيت جده مدة أسبوع، بالإَضافة إلى حاجته إلى العلاج من كدمة بسيطة تعرض لها من والده، ولكن، بعد هذه العقوبة قام الابن بالاعتذار من والده، وكذلك والده، الذي بين له سبب العقوبة خوفاً على مصلحته، إلا أنها لا تؤيد بأي شكل من الأشكال أن يكون الضرب وسيلة للعقاب .
هذه الحالات قد يكون سببها ونتائجها لها آثار أسرية وتربوية في الوقت ذاته ؛ أن الضرب لا يمكن أن يكون بأي شكل من الأشكال عقوبة رادعة، فهو عبارة عن ردع لفترة قصيرة ولا يمكن أن يمنع الطفل من تكرار الخطأ فيما بعد، وخاصة لمن هم في سن أكبر من مرحلة الطفولة.
وندعو  الأهل إلى ضرورة التوعية فيما بينهم وبين أطفالهم، وتعويد أنفسهم على أن يكونوا على قدر كافٍ من التحكم بالغضب والحكمة في التصرف، وأن يكون العنف خيارا غير متاح لهم، بل من خلال الكلام والتوجيه.
واخيرا نقول  انه من الضروري أن تكون هناك مساحة كافية للحوار بين الأهل والأبناء وأن يتم فيه توضيح الأسباب دائما لأي تصرف قد ينتج عنهم، وإعطاء كلمات المحبة والود حيزاً في نقاشاتهم، والتخلص من ظاهرة العنف أو العقوبات الشديدة من الأهل والتي تفضي إلى الإيذاء بأشكاله كافة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram