TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مشكلة العبادي إنه " يبوّظ "

مشكلة العبادي إنه " يبوّظ "

نشر في: 15 مايو, 2016: 07:12 م

كنتُ أتمنى لو كان عنوان مقال اليوم " مُشكِل " . وهو تلخيص لكلمة مشكلة التي أسمعها كل يوم من العامل البنغلاديشي مجيب ، وهو يشاهد التلفزيون  ولايصدّق أنّ  العراقيين يموتون بهذه الأعداد ،  فيما نحن نتجادل ، هل سينتصر سليم الجبوري أم النصر محسوم مقدماً لجبهة الإصلاح ؟ فلنتحدث عن المشكل إذن لا نريد أن نضيّع وقتكم  .
رغم قتامة الصورة في بلاد الرافدين، إلا ان هناك أشياء تبشّر بالخير وتدعو إلى الفرح والسعادة.
في يوم واحد فقط، تجمعت سحب البهجة في سماء العراق عبر خبر مثير ومدهش زفّه إلينا النائب عباس البياتي ،  الذي اخبرنا ان مجلس النواب  سيتسامى على جراحه وآلامه وسيمدّد الفصل التشريعي شهراً كاملاً، طبعا لا أحد سيسأل  البياتي أين هم اعضاء المجلس ؟ وهل انتهت عالية نصيف من رحلة التسوق في عمان ؟ وما أخبار الويك اند اللندني الخاص  بالنائب " المدني " فائق الشيخ علي ؟
وكنت أنوي  قبل أن أقرأ معلّقة عباس البياتي  أن أكتب عن مذكرات فاتن حمامة التي صدرت مؤخرا  ، لكن كيف يمكن أن أفعل ذلك من دون أن أقول للقارئ العزيز عن أي برلمان يتحدثون ورئيسه  يُعيّن 12 مستشارا  له من  المقربين  .
كلّما وقعت جريمة في هذه البلاد المستباحة بأعلام دول الجوار  ، بحث كل فريق سياسي عما سيجنيه من فوائد فيها. مهرجان خطابي متنوع  للحواة  مقابل جنازات بلا ملامح . فجأة يكتشف فرسان اتحاد القوى انهم يدافعون عن الاستحقاق السنّي  ،  و كلما كبرت مأساة الفقراء من الشيعة  ، عظم نصر ساستهم  ومكاسبهم  الدولارية  .
في مذكراتها  التي كنت انوي ان اخصص لها هذه السطور  ، تقول فاتن حمامة عن فيلمها الاول وكانت في عمر التاسعة: اذكر انني كلما  تكلمت مع محمد عبد الوهاب يضحك ، وكنت اقول له لايوجد شيء يجعلك تضحك  وكان لابد من إعادة المشهد اكثر من مرة ، واتذكر انني ذهبت الى المخرج محمد كريم  وقلت له : إيه رأيك غيّر محمد عبد الوهاب ،  بممثل آخر فهو دائما يضحك و الشغل "  يبوّظ  " .
هذا هو مختصر الكلام  لايهم ان البلد "  يبوّظ  " بالمصري  او يخرب بالعراقي  ما دامت القوى السياسية محافظة  على  مكاسبها ومناصبها ، وتنشغل بتأمين مقاعد الوزارات لسياسيين أكل الدهر عليهم وشرب ، وما دامت جبهة الاصلاح تبشرنا بأنها قاب قوسين او ادنى من النصر ، وما دام العبادي مصراً على ان " يبوّظ " كلّ شيء ، مع الاعتذار للراحلة فاتن حمامة لانني حشرتها  في موضوع لاناقة لها ولا جمل فيه  .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram