TOP

جريدة المدى > عام > استعادة الطرب العراقي من خلال استذكار سليمة باشا مراد

استعادة الطرب العراقي من خلال استذكار سليمة باشا مراد

نشر في: 18 مايو, 2016: 12:01 ص

للطرب العراقي تأريخٌ ورسالة ، انتقلت إلى أنحاء العالم كافة ، بصوتٍ مميز ، وأيقونة متفردة ، ومقامٍ يصعُب أداءه على الآخرين ، وبهذا استطاعت الأغنية العراقية أن تثبت سطوتها ووجودها آنذاك وكانت بمثابة منافس للأغاني العربية . ففي فترة الثلاثينات امتاز عدد

للطرب العراقي تأريخٌ ورسالة ، انتقلت إلى أنحاء العالم كافة ، بصوتٍ مميز ، وأيقونة متفردة ، ومقامٍ يصعُب أداءه على الآخرين ، وبهذا استطاعت الأغنية العراقية أن تثبت سطوتها ووجودها آنذاك وكانت بمثابة منافس للأغاني العربية . ففي فترة الثلاثينات امتاز عدد كبير من رواد الأغنية العراقية وخاصة المطربات النساء اللاتي أثبتن أن للمرأة دورا اساسيا وكبيرا في مجال الطرب والفنون والثقافة . وكانت من بين أبرز المطربات العراقيات في الثلاثينات الفنانة سليمة مراد ، التي عُدّت من الأصوات العظيمة ، والتي قيل عنها إنها وازت أو نافست كوكب الشرق أم كلثوم ، إضافة إلى أن ما ميز مراد عن أم كلثوم هو أداؤها لإيقاع الجورجينا والذي لاتستطيع تأديتهُ إلا الاصوات العراقية .
فذاكرة مراد ، ومنجزها الفني ، وتأريخها الذي شهد العديد من الأغنيات العظيمة ذات الأصالة العراقية والتراث العراقي كانت جديرة باستذكارها من قبل مؤسسة "بيتنا الثقافي" ،صباح يوم السبت الفائت ، وبحضور فرقة عشتار للأغاني التراثية. حيث أدت الفرقة أبدع أغنيات مراد بحضور واسع وكبير من الفنانين والمختصين في مجال الفن والموسيقى العراقية .
حيث ذكر الاكاديمي والموسيقي الدكتور هيثم شعوبي أنه " كان للأغنية العراقية في مطلع الثلاثينات دور كبير وفعال ، كما أن هنالك ملحنين كبار ، خصوصاً وأن الأغنية العراقية اشتهرت بإيقاع الجورجينا الذي صعب على الكثيرين أداؤها من المطربين العرب ."
ويضيف شعوبي قائلاً : "قبل الثلاثينات ظهرت الأغنية العراقية بشكل موشحات قصيرة وبستات ، وكان من روادها آنذاك الملا عثمان ، الذي استطاع خلق أغنية عراقية أصيلة وبعدها ظهر ملحنون عراقيون اضافوا الكثير الى الأغنية العراقية ، وفي فترة الثلاثينات ظهرت الفنانة سليمة مراد التي يتوجب أن نؤكد أنها نافست ووازت الفنانة أم كلثوم بحضورها الواسع ."
وعن انتشار الأغنية العراقية ،والبغدادية بالذات، يذكر شعوبي قائلاً :"ساهم رواد الأغاني التراثية في نشر الأغنية العراقية وبالأخص منها البغدادية ، في حفلات ومهرجانات عالمية وعربية ، خصوصاً أن اللون العراقي يصعب اداؤه على الكثير من المطربين ."
من جانبها ، ذكرت مسؤولة فرقة عشتار المطربة هيلا بسام عباس ، وعازفة آلة السنطور ومؤدية الأغاني العراقية "أن حضورها إلى هذا الحفل أمر مهم ، وان مشاركة الفرقة باستذكار الراحلة سليمة مراد أمر كبير سيضيف للفرقة الكثير ، خاصة أن مراد تاريخ للفن والطرب العراقي وهي علامة فارقة لأي مطرب ."
وتؤكد هيلا "أننا بحاجة اليوم لجلسات استذكارية لكبار المطربين العراقيين امثال مراد ، ومطربين آخرين لأنها تعمل على اضافة الكثير للمطربين الجدد ، وهي كفيلة بتطوير قدراتهم  ."
بينما يبين الوكيل الأقدم لوزير الثقافة فوزي الاتروشي "أن الفعالية مقامة بالتعاون بين دائرة الفنون الموسيقية ودائرة العلاقات الثقافية وهي استذكار لواحدة من أهم أعمدة الطرب العراقي ومؤسسيه ، وهي مع الجيل الذي رافقها أمثال  الملحن صالح الكويتي والمؤلف عبد الكريم العلاق الذين أبدعوا أغاني عراقية بغدادية ذات طعم بغدادي وهي انسانة دؤوبة اشتهرت شهرة عظيمة وكانت سفيرة الغناء العراقي ويشهد على ذلك كل من ام كلثوم ومحمد عبد الوهاب."

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

"مُخْتَارَات": <العِمَارَةُ عند "الآخر": تَصْمِيماً وتَعبِيرًاً> "كِينْزُو تَانْغَا"

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي

كلمة في أنطون تشيخوف بمناسبة مرور 165 عاما على ميلاده

مقالات ذات صلة

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا
عام

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا

ديفيد سبيغنهولتر*ترجمة: لطفية الدليميقريباً من منتصف نهار التاسع عشر من آب (أغسطس) عام 1949، وفي محيط من الضباب الكثيف، عندما كانت طائرة من طراز DC-3 العائدة لشركة الخطوط الجوية البريطانية في طريقها من بلفاست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram