تضطلع اللجنة الأولمبية الوطنية بمسؤولية جسيمة في الأشهر المقبلة استعداداً لمشاركة البعثة العراقية في فعاليات دورة ريو دي جانيرو الأولمبية التي تضيّفها البرازيل في آب المقبل آملة أن تؤتى خواتيم المسابقات بنتائج تنسجم مع الجهود المبذولة إدارياً وفنياً وإعلامياً والميزانية المنفقة في ظروف خانقة تتطلع شرائح عدّة من الشعب الى تحسين مواردها المالية وإنقاذها من عُسر الأحوال.
نشدُّ على يدِ كل مَن يُسهم في تعزيز تحضيرات الابطال ودفعهم للتقدم في مراكز المنافسات بحسب أمكانات كل رياضي ومدى انسجام المجموعة لتحقيق الفوز المؤمّل في محفل عالمي ترنو له الملايين، وهي فرصة للتمثيل المشرّف وتأكيد استحقاق الرياضة العراقية لأن تكون في طليعة الأبطال العرب والآسيويين متى ما حرصت البعثة على استغلال الدورة بأفضل تمثيل.
في خضم تلك الاستعدادات ينبغي أن لا تنتقي اللجنة الأولمبية من الضوابط واللوائح ما يُناسبها، تتدخل بما تشاء في التوقيت والتصرّف، وتعتكف عن الظهور وممارسة دورها كراعية لجميع الاتحادات كما تشاء، الأمر الذي يدعونا لسؤالها عن سرّ الإزدواجية في التعاطي مع القضايا الرياضية لاسيما تلك التي تختص بشؤون اتحاد معين يُفترض أن يأخذ على عاتقه تهيئة جميع مستلزمات التحضير لمنتخب اللعبة لكي يتحمّل رئيسه وأعضاؤه المسؤولية الكاملة عن أية نتيجة أو سوء إختيار أو نقص في الأدوات الضرورية لإنجاح المشاركة؟!
حسناً فعلت اللجنة الأولمبية بعقد اجتماع تداولي مع رئيس اتحاد الكرة ونائبيه ورئيس لجنة المنتخبات لتوضيح اسباب تهميش الاتحاد واللجنة المتخصصة بمصير المنتخب الأولمبي في الدورة عن مرحلة إعداده لاسيما أن اثنين من مسؤولي الأولمبية الأمين المالي سرمد عبدالإله والمدير التنفيذي جزائر السهلاني اصطحبا مدرب المنتخب عبدالغني شهد في رحلة أوروبية بحثاً عن المعسكر المثالي والفنادق المناسبة والمباريات الودية، ولم توضح الأولمبية سبب تواجد السهلاني في الرحلة لاسيما أن لديه واجبات عدة تُحتم عليه إنجازها في مقر اللجنة ، ثم اذا كان عبدالإله يرى في تسنمه مهمة رئاسة البعثة مبرراً للتواجد في الرحلة فضلاً عن مهمته كأمين مالي فهو الآخر لا لزوم لمرافقة المدرب شهد طالما ان دوره الرسمي يبدأ بانطلاق فعاليات الدورة وبإمكانه إنجاز كل متطلبات البعثة عبر تنسيقه مع ممثلي المنتخب وهما (المدرب والمدير الإداري) كما يحدث في جميع اتحادات الكرة في العالم.
من دون شك لن نتفاجأ إذا ما خرجت الأولمبية ببيان يُبرر تدخل مسؤوليها التنفيذي والأمين المالي، فما تحدث به الأخير عبر فضائيتين مستعرضاً أدق تفاصيل شؤون كرة الأولمبي ومشاكل المدربينِ المتعاقد معهما وفشل الحصول على موافقات أندية خارجية لمشاركة لاعبينا المحترفين وإحراج مدرب المنتخب الوطني راضي شنيشل في زاوية ضيقة لم يكن امامه سوى رفض التعاقد مع مدرب اللياقة الإسباني غونزالو الذي اسهم في جلبه للعمل مع كرتنا، كل ذلك يعني سحب البساط من لجنة المنتخبات التي نستغرب صراحة موقف رئيسها فالح موسى يوم اعلن استقالته لمجرد ان رئيس الاتحاد لم يُبلغه بحضور اجتماع تشاوري يخص مصلحة المنتخب الوطني بينما لزم الصمت أمام تدخّل الأولمبية في صميم واجبات لجنته ولم تعر أية أهمية لها، حتى وجد فالح في مشكلة الشركات الراعية للمنتخب فرصة للاعتراض برغم أن الموضوع ليس من تخصصه!
يبقى المدرب عبدالغني شهد المسؤول الأول عمّا جرى، فالرجل تحكمه ضوابط مهنية مع اتحاد كرة القدم طوال تواجده في مهمته الوطنية، لا يمكنه الانفصال بمعزل عن توجيهات الاتحاد ولجنة المنتخبات في أية خطوة مثلما كان عليه أن يعزز ستراتيجيته للمسابقة بمشاركة صميمية قولاً وفعلاً مع اللجنة المذكورة بدلاً من تجاهلها وكأنها غير معنية بمهمته، فالنجاح خلاصة تعاون الجميع معه أما إذا فشل فلن يجد مَن يواسيه باتصالٍ وليس بزيارة!