TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > سكن النساء بمفردهن في العراق مطلب للناشطات والمجبرات.. ولكن

سكن النساء بمفردهن في العراق مطلب للناشطات والمجبرات.. ولكن

نشر في: 24 يناير, 2010: 07:01 م

بغداد/ السومرية نيوزتنظر إيمان راسم العزاوي إلى القهوة التي تغلي، في مطبخها الذي تحكي أوانيه ومقاعده صمت إيمان الدائم وحديثها المستمر مع نفسها، وتقول "فكرت بالاستقلال في سكني، بعد أن فكر إخوتي ببيع البيت الذي تركه أبي لنا بعد وفاته".
وتضيف إيمان العزاوي (46 سنة)، وهي تقف على الجانب الأيسر من غرفتها الذي تحول إلى مكتبة مليئة بالكتب والمجلات، في منطقة الكرادة وسط بغداد، أن "ظلم المجتمع يطاردني لحد الآن، حتى في العمل لاني أعيش وحدي، لذلك أفكر أحيانا بالسفر والإقامة خارج العراق".وتنصح إيمان العزاوي العضوة في رابطة المرأة العراقية والموظفة في إحدى الشركات الأهلية، المرأة التي تسكن لوحدها بان "يتردد عليها أهلها من اجل أن تكون في مأمن من نظرة المجتمع لها، كما أن عليها العودة في وقت مبكر وتحديد علاقاتها حتى مع الفتيات من أجل الحفاظ على هدوء المكان وطبيعته". وتؤكد أن "صاحب العمارة التي تسكن فيها فرض على الساكنين عدم سكن الشباب العزاب، يعني ان الساكنين كلهم من العائلات". لم يغب عن إيمان حس الدعابة إذ تقول "أمر جيد أن تكتبوا عني، ربما يتعرف شخص عليّ من خلال كتابتكم لهذا التقرير، ويعتبرني مناضلة ويتقدم لخطبتي".ويؤيد مهند حميد (32 سنة) استقلال المرأة بالسكن لوحدها ويقول انه "أمر لا بأس به لان المرأة الان أصبحت قادرة على إدارة حياتها بالشكل الصحيح والسليم، خاصة المرأة العراقية التي تتمتع بصلابة في مواجهة الظروف"، "انه بالرغم  أن نظرة المجتمع قاصرة لحد الآن للمرأة ،إلا أن على المجتمع أن يحترم قرارها بالاستقلال بالسكن". من جانبها، تؤكد النائبة المستقلة صفية السهيل أن "الظروف المعيشية التي تمر بها المرأة العراقية صعبة، مما يضطرها للخروج والعمل والاستقلال بمسكنها"، مستدركة انه "حتى لو توفر المعيل، أي احد الأقارب، فانه سرعان ما يتعرض إلى ضغط الظروف في الحياة اليومية التي تجعله منشغلا بتأمين لقمة الخبز لعائلته بشكل لا يدع له مجالا للاهتمام بقريبته التي فقدت المعيل والزوج".  وترى السهيل أن استقلال المرأة بالسكن "تأكيد لاستقلالية العائلة، من جهة والاعتماد على النفس من جهة أخرى، وإبراز لشخصية المرأة وهو أمر يجب التشجيع عليه وعدم كبته". وتبين السهيل أن "هناك عددا كبيرا من الموظفات والفتيات غير المتزوجات، لكنهن يسكن بعيدات عن أسرهن بسبب الأمور التي تعرضت لها البلاد من تهجير ونزوح، بالتالي فأن من الطبيعي أن تستقل الفتاة بمسكنها من اجل التأكيد على الاستمرار في طموحاتها في الحياة".فيما تؤكد رئيسة مكتب منظمات المجتمع المدني في العراق فائزة العبيدي، أن "آخر إحصائية دولية تشير إلى أن عدد الأرامل في العراق وصل إلى 3 ملايين و16 ألف أرملة". لكن تقول إن "توجيه المرأة إلى السكن بمفردها نوع من الانفتاح لا أتمناه"، موضحة أن ما تتمناه للمرأة هو "حرية الفكر والدفاع عن حقوق المرأة المعنفة التي يقع عليها الظلم، فالحالة الشائعة ليس استقلالية النساء بالسكن، بل اضطرار العديد منهن للسكن في منزل واحد مع عدد من العائلات التي تجمعها صلة القرابة بسبب العوز وأزمة السكن، وما يفرزه وضع كهذا من أزمات".أما الطالبة الجامعية نيران علي فوصفت المرأة المطالبة بحق السكن المستقل "بالمتهورة"، لان المجتمع العراقي لم يصل إلى "مستوى الفهم لطبيعة حرية المرأة مما يدعها عرضة للاتهامات والاستغلال من الآخرين، وهذا أمر لا ترضاه المرأة الحكيمة والعاقلة"، بحسب تعبيرها.وتشاركها زميلتها لمى مصعب بالقول إن "الاستقلالية شيء جميل، لكن الفتاة التي تفكر بالسكن المستقل تريد  التمرد على الواقع المعاش خصوصا عندما تصل إلى سن النضج  بشكل يدفعها الى التساؤل لماذا يسمح للرجل بالاستقلالية ولا يسمح للمرأة بممارسة هذا الفعل أو ذاك". وتتابع لمى بالقول "إن الكثير من الفتيات يتأثرن بحياة الغرب في كثير من الأمور التي نشاهدها الآن في وسائل الإعلام هو أمر مغلوط"، معللة ذلك بأن "الفتاة لا تفكر ماذا سيحل بها في مجتمع لم يصل بعد حتى الإقرار بحقها باختيار شريك في الزواج فكيف باختيار نمط حياة بدون زواج".أما المدرسة كوثر شاكر فترى أن تأثير بعض من رجال الدين على عقول النساء، "وقراءاتهم الخاطئة للدين"، بحسب توصيفها "تسبب في تقوقع المرأة وتراجعها وعدم مطالبتها بحقها المشروع في سكن مستقل، في حين أنها اليوم تشغل مهمات يشغلها الرجال سابقا في العلم والصحافة والطب وكافة مجالات العمل"، على حد تعبيرها. وتفسر رفض المجتمع لسكن المرأة لوحدها بأنه "تجسيد لرغبة الرجال في الهيمنة على المرأة وغيرتهم من تعلمها وعلو شانها اليوم في مجالات عدة".فيما يرى صفاء محيي موظف وأب لثلاث بنات جامعيات، أن من تلجأ إلى السكن بمفردها في العراق "ستتعرض لانتقادات واتهامات تمس أخلاقها وشرفها، إضافة إلى الظ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram