TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بلاغة الصمت.. عجز الكلمات

بلاغة الصمت.. عجز الكلمات

نشر في: 18 مايو, 2016: 09:01 م

كيف تتهاوى أُسس بناء راسخ وتتصدع أعمدته ليكون نذيراً - لا يقبل الدحض - يُنبئ عن فجائع تُثير أسئلة مصيرية من دون الحظوة  بجواب ؟
متى تسقط الحضارات ؟ وكيف ؟
تسقط حين تتخلى النُخب الواعية عن مهامها الأساسية : تقويم إعوجاج ، جبر ما تكسر او هو موشك على الإنكسار ، رأب صدع قبل أن يستفحل ، لا إكتفاء بإشارة من إصبع ، تنديداً او إستنكاراً من دون فعل ناجز يمنع خرقاً او يوقف شططاً .
……
أقرأ ما كتبه الأستاذ فخري كريم يوم الثلاثاء  الفائت تحت عنوان ( بين اليأس والإحباط مساحة مضيئة للصمت ): أيهما أجدى الكتابة وقد فقدت كل تأثير أم  إلتزام الصمت في زمن إرتقى  فيه  الفساد إلى  مستوى الفضيلة بعد ان تقنّع بالدِّين وتلفع بعباءة المذهب؟ (أُريد ان ألوذ بالصمت ، لعل فيه شفاعة وإيقاعاً خارج سياقات  السرب .)
……….
لا .. ما هذه شيمة مغتفرة تبتغي شفاعة ؟! ممن ؟ لمن تشتكي ممن على مَن ؟ والكل متهم يدَّعي البراءة  او بريء سيق بالسهو او الشبهة .
……….
يراودني – غالبا - ذات الإحساس المرير ، الممض الوجع  بـ (لا جدوى الكتابة في محفل وسيع للصم  والبكم  وكليلي النظر ). واقتراف فعل الكتابة لا يعدو  عبثاً  بلا طائل وما نسفحه على الورق من وجيب القلب ، ودمع العين أحياناً ،  لا آكثر من كومة قش تتناثر هباءً في اول  نشوز للريح او هبوب لعاصفة .
إنها والله لمعضلة حين تكون النخبة مبصرة ، تتصنّع العمى — إتقاءً او تقية — حادة السمع تتظاهر بالصمم — إحتسابا وتحسبا — شديدة الذكاء تتباهى  بالعي والغفلة —هرباً  او تهرباً  .
……… ولكن لا .  .. لا لتسخين البؤر  الساخنة لمجرد الفرجة او تنفيذ مأرب دنيء  ، لا لإشعال  النار- في وطن بهي وبين شعب أعزل  - كي نورث سيجارة او ننعم بدفء. لا لحصد مغانم على حساب المهجَّرين والفقراء .
لا وألف لا لالتزام  الصمت في خضم المعمعة !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram