TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > المالكي " مبتسماً " .. النجيفي "ضاحكاً"

المالكي " مبتسماً " .. النجيفي "ضاحكاً"

نشر في: 18 مايو, 2016: 06:51 م

صباحات بغداد قاسية ومؤلمة هذه الايام ، وشوارعها مكسوّة بالخوف والدماء. ومنذ أيام كلما حاولت تسطير حروف العمود الثامن ، أسال نفسي ماذا أكتب ؟ هل أريد أن أقول للقارئ إنني أعرف لماذا يتصارع رفاق الديمقراطية ؟ وما الذي حصدناه بعد ظهور كاظم الصيادي بدشداشته البيضاء ، لم نعد نسمع سوى الصراخ ، الذي لايعيد روحاً بريئة أُزهقت ولا يهدّئ روع طفل مشرّد، وأمام هذه الهموم الكبيرة يكون همّنا نحن العراقيين أن ننتظر قرار المحكمة الاتحادية التي ستبشّرنا قريباً ، بأن لاغالب ولا مغلوب في معركة كسر العظم بين سليم الجبوري وجبهة الإصلاح " الثورية "

قبل أيام سُئل رئيس البرلمان العراقي عن رأيه بما يجري فقال: "المشكلة أنّ لدينا إعلاماً يُضخّم الأمور، ". جواب مقنع ياسيدي، فكل شيء هادئ على ضفاف دجلة، والدليل ان المالكي والنجيفي تعشّيا أمس وتمشّيا معاً على شواطئ دجلة ايضا ، التي غاب عنها الفرح والمسرة ، وأصر ملّاكها الجدد ان يحوّلوها الى جدار للفصل الطبقي .

هل الكتابة في هذا الزمن المضني عن غياب الفرح والمسرّة ترف ؟ الملايين تعيش في الخيام ، وأنت تريد ان تكتب عن قاعة تأسس فيها اول معهد للموسيقى ؟ ألا تخجل ، الناس يحاصرها الموت ، وانت تتحدث في امور كلها فسق وبهتان ، شكرا ياسيدي للملاحظة القيمة ، لكنني وأنا أقرأ خبر تهديم اول معهد للموسيقى ، رجعت بخجل أبحث عن كتاب صديقي الخبير الموسيقي ظاهر حبيب العباس " الشريف محيي الدين وتلامذته لأقرأ فصلا من التاريخ الثقافي لهذه البلاد ، التي تحاصرها مفخخات داعش وفتاوى سياسيي القرون الوسطى .

العام 1936 كلف الموصلي حنا بطرس بتأسيس أول معهد للموسيقى في العراق ، وحين طلب اليه ادارة المعهد اقترح ان تتم دعوة الموسيقار الشريف محيي الدين حيدر ليصبح اول مدير له .

مرّ الشريف محيي الدين في رحلاته الاغترابية الطويلة بمحطات كثيرة أولها الحجاز التي ولد فيها ، واسطنبول التي تعلم فيها العود ، ونيويورك التي درس فيها آلة الكمان ، ، وبغداد التي قرر نشر البهجة فيها ، ولحناً لن ينساه العراقيون انه " سماعي عراق " الذي تحول الى اشبه بالنشيد الوطني .

في تلك المساحة الصغيرة من الطابوق وأصوات العازفين و ضحكات :

الطلبة ، نازك الملائكة وجميل بشير ومنير بشير ، سلمان شكر ، غانم حداد ، ، وروحي الخماش ، كان الكثير من نور بغداد وألقها ، والكثير من فرح العراق .

قبل أيام عرضت لنا "داعش" كليبها الاخير "إعدام سور الموصل " مع تعليق ظريف يخبرنا نحن متابعي "كليبات دولة الخلافة " من ان هذه الآثار مجرد خرافات ، مثلما يخبرنا مسؤولونا كل يوم ، بأن كل ما يمتّ إلى الفرح والبهجة ، لامكان له في هذه البلاد .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. د عادل على

    السياسيون يفرجون ويبتسمون ---الشعب المظلوم يبكون على ارواح احبتهم ويرعبون عندما ياتى الارهابيون ويدمرون------ان ابتسام الضدين على شواطىء دجلة يبرهن لنا انه ليس هناك سياسيون لهم العقيدة او الايديلوجيه-----ان البعث وصدام جعل من قسم منا انتهازيون----المالك

  2. بغداد

    استاذ علي حسين ونحن على ابواب حزيران من عام ٢٠١٦ وبعد ١٣ عاما من تسلط حرامية ونصابة وهتلية مرتزقة مصاصي دماء الشعوب عصابات شركات النفط المتعددة الجنسيات المقبورون في داخل أسوار حديقة زوو Zoo ( زون) الغبراء اصبح واضحا لكل عراقي يمتلك العقل السليم الذي يرفض

  3. د عادل على

    السياسيون يفرجون ويبتسمون ---الشعب المظلوم يبكون على ارواح احبتهم ويرعبون عندما ياتى الارهابيون ويدمرون------ان ابتسام الضدين على شواطىء دجلة يبرهن لنا انه ليس هناك سياسيون لهم العقيدة او الايديلوجيه-----ان البعث وصدام جعل من قسم منا انتهازيون----المالك

  4. بغداد

    استاذ علي حسين ونحن على ابواب حزيران من عام ٢٠١٦ وبعد ١٣ عاما من تسلط حرامية ونصابة وهتلية مرتزقة مصاصي دماء الشعوب عصابات شركات النفط المتعددة الجنسيات المقبورون في داخل أسوار حديقة زوو Zoo ( زون) الغبراء اصبح واضحا لكل عراقي يمتلك العقل السليم الذي يرفض

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناديل: يكتب كي لا يموت العالَم

 لطفية الدليمي في حياة كلّ كاتب صامت، لا يجيدُ أفانين الضجيج الصاخب، ثمّة تلك اللحظة المتفجّرة والمصطخبة بالأفكار التي يسعى لتدوينها. الكتابة مقاومة للعدم، وهي نوع من العصيان الهادئ على قسوة العالم، وعلى...
لطفية الدليمي

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram