فنلانديا هي قصيدة سيمفونية ألفها الموسيقار القومي الفنلندي الكبير جان سيبيليوس (1865 – 1957)، تعد بين أشهر أعماله. أتحدث عنها اليوم بسبب المفارقة "القومية" في الموضوع. لأن سيبيليوس فنلندي الجنسية لكنه ينتمي إلى القومية السويدية. فالساحل الغربي
فنلانديا هي قصيدة سيمفونية ألفها الموسيقار القومي الفنلندي الكبير جان سيبيليوس (1865 – 1957)، تعد بين أشهر أعماله. أتحدث عنها اليوم بسبب المفارقة "القومية" في الموضوع. لأن سيبيليوس فنلندي الجنسية لكنه ينتمي إلى القومية السويدية. فالساحل الغربي لفنلندا تسكنه منذ زمن طويل أقلية سويدية صغيرة العدد تشكل اليوم نحو 6% من سكان فنلندا. في الحقيقة نجد بين أسلاف سيبيليوس أجدادا فنلنديين وسويديين، لكن لغته الام وتربيته كانتا سويديتين. فهو لم يبدأ تعلم اللغة الفنلندية إلا في سن الثامنة. لكن سيبيليوس يعد في نفس الوقت أهم الموسيقيين القوميين الفنلنديين. وحقيقة لا يوجد تعارض هنا سوى لدينا نحن العراقيين والعرب بصورة عامة، بسبب طغيان التفسير المشوه للقومية خلال العقود الماضية وخلق فجوة أو حتى تعارض بين القومية والوطنية. لأن سيبيليوس كان فنلنديا بالدرجة الأولى، والانتماء الاثني عنده لا يعلو على انتمائه الفنلندي بحكم الجنسية.
ولد باسم يوهان يوليوس كريستيان سيبيليوس، وكان أقرانه يسمونه يان أو يانّه (على الطريقة السويدية)، لكنه بدأ يستعمل اسمه بصيغة جان الفرنسية حتى الأخير.
ألف سيبيليوس هذا العمل "القومي" في الفترة التي كان القيصر الروسي نيقولاي الثاني يهدد بتقليص صلاحيات دوقية فنلندا الكبرى. وتنتمي القصيدة السيمفونية إلى ثماني "لوحات" موسيقية تصور التاريخ الفنلندي، قدمت مع سيمفونيته الاولى سنة 1899 دعماً لصحيفة فنلندية اغلقت بسبب انتقادها السلطات القيصرية، وآخر اللوحات كانت بعنوان "فنلندا تستيقظ" حازت نجاحاً كبيراً فأصبح سيبيليوس بطلا قومياً فنلنديا على الفور. أجرى سيبيليوس بعض التغييرات على هذه القطعة لتصبح القصيدة السيمفونية التي نعرفها اليوم باسم فنلانديا. لم يعدها المؤلف أفضل أعماله، لكنها بالتأكيد أشهرها بسبب شحنتها القومية. ولعل كونشرتو الكمان أو سيمفونياته أو متتابعاته وقطعه القصيرة الاخرى تفوق فنلانديا في أهميتها.