اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حتى لا نذهب إلى الحرب الأهليّة

حتى لا نذهب إلى الحرب الأهليّة

نشر في: 20 مايو, 2016: 06:19 م

 

ما حدث في بغداد أمس مروّع .. وكيف لا يكون مروّعاً إذ ينطوي على سقوط قتلى وجرحى ومصابين بالاختناق وسط لعلعة الرصاص ودويّ انفجار القذائف وقنابل الغازات المسيلة للدموع؟

كيف حصل ما حصل؟ ولماذا حصل ماحصل؟ .. أسئلة من هذا النوع هي غير منتجة، بالتعبير القضائي، في اللحظة الراهنة، فأسباب ما حصل أمس ودواعيه تضرب بجذورها في عمق ثلاث عشرة سنة. وما حصل أمس على أبواب المنطقة الخضراء أو الغبراء وفي داخلها هو مشهد متكرّر حصل غير مرّة ليس في بغداد وحدها وإنما في عدة مدن أخرى.

السؤال المهم والمنتج الآن هو : كيف السبيل لمنع وقوع ما وقع أمس في بغداد وما وقع قبل أمس في مدن عراقية عدة؟ بل كيف السبيل للحؤول دون الذهاب الى الفوضى والحرب الأهلية التي لن تبقي ولن تذر هذه المرّة؟

اقتحام المنطقة الخضراء، أو الغبراء، يُمكن تفهّمه بحدود، مع أنّ الوقت لم يكن مناسباً، لكن اقتحام مكتب يخصّ رئيس الوزراء، كما اقتحام أيّ مكتب من مكاتب دوائر الدولة، أمر غير مبرَّر وغير مقبول البتّة.. لا معنى له ولا فائدة ترتجى منه، بل إنّ مردوده على الحركة الاحتجاجية الشعبية سلبيٌ للغاية. مع ذلك فإن استخدام السلاح الحيّ والغازات وكلّ وسائل العسف الأخرى ضدّ المتظاهرين هو أيضاً غير مقبول وغير مبرّر ولا معنى له ولا فائدة ترتجى منه. بالتأكيد كان يمكن الحوار مع المتظاهرين لإقناعهم بالبقاء في أماكنهم وتضييف ممثلين عنهم إلى مقرّ رئيس الوزراء أو مَن ينوب عنه، مثلاً.

اللحظة الراهنة لها متطلبات من الصعب التصور بأنّ الطبقة السياسية المتنفذة في الحكم قادرة على تلبيتها. الحكمة والتعقل والتفكر في مصير الشعب والوطن ليست مما تتحلى به هذه الطبقة السياسية، ولكن لابدّ من التذكير بأن اللحظة الراهنة تتطلب من هذه الطبقة، على وجه الخصوص الحكومة والتيار الصدري، أرفع درجة وأعلى مستوى من الحكمة والتعقل والتفكّر بمصير الشعب والوطن.

واللحظة الراهنة يتعيّن أن تكون، بالنسبة للطبقة السياسيية المتنفذة، بكلّ أحزابها وائتلافاتها وتكتلاتها، هي لحظة الحقيقة .. لحظة القرار الذي تأخر اتخاذه كثيراً جداً فأدى الى ما حصل أمس في بغداد وإلى كل ما حصل قبله،بما فيه احتلال داعش الإرهابي ثلث مساحة البلاد وخراب الاقتصاد الوطني ونظام الخدمات العامة... قرار إطلاق عملية إصلاح حقيقي، لا مناورة ولا مداورة فيه ولا احتيال ولا تسويف .. الآن يتوجب اتخاذ القرار بتشكيل حكومة إنقاذ وطني تتكفل بتحرير ما تبقى من المناطق المحتلة وتعديل الدستور وتشريع قوانين بناء الدولة المؤجلة وتعديل قانون الانتخابات وقانون الأحزاب وتشكيل مفوضية جديدة للانتخابات بمعونة وإشراف الأمم المتحدة ومن ثم إجراء الانتخابات عند الانتهاء من هذا كله.

لا قرار آخر غير هذا القرار يمكن أن يمنع ذهابنا الى الفوضى والحرب الأهلية التي لا تُبقي ولا تذر، بطابعها الشيعي – الشيعي على الأغلب هذه المرّة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 6

  1. ابو سجاد

    لانعرف بالضبط ياسيدي ما معنى قولك كان اقتحام مكتب يخصّ رئيس الوزراء، كما اقتحام أيّ مكتب من مكاتب دوائر الدولة، أمر غير مبرَّر وغير مقبول البتّة.. لا معنى له ولا فائدة ترتجى منه، -- هل كنت تقصد المكتب كبناية مثلا ام كنت تقصد سيادة فاذا كان قصدك مجرد بنا

  2. د عادل على

    البارحه ارسلت الى على حسين او اليكم MESSAGEعن اهمية قتل قائد القوة الجويه الشهيد جلال الاوقاتى فى الصبح المبكر وكاول شهيد فى الثامن من شباط عند الامريكان---ان جلال الاوقاتى كان قادرا على ابادة المرتزقه البعثيين وفى اوائل ساعات اليوم الاحمر ودلك عن طري

  3. خليلو ...

    عن آخر سطر في مقالك أقول : إطمئن يا أستاذ فلن تكون ثمة حرب أهلية لأن ما يجري ، يجري بين الرؤوس والأذيال أما الملايين فسيدخلون بيوتهم ويغلقون الابواب على انفسهم وأهليهم بالرتاج...........ومع ذلك ارجو أن لا يحصل ما تحذر منه

  4. ابو سجاد

    لانعرف بالضبط ياسيدي ما معنى قولك كان اقتحام مكتب يخصّ رئيس الوزراء، كما اقتحام أيّ مكتب من مكاتب دوائر الدولة، أمر غير مبرَّر وغير مقبول البتّة.. لا معنى له ولا فائدة ترتجى منه، -- هل كنت تقصد المكتب كبناية مثلا ام كنت تقصد سيادة فاذا كان قصدك مجرد بنا

  5. د عادل على

    البارحه ارسلت الى على حسين او اليكم MESSAGEعن اهمية قتل قائد القوة الجويه الشهيد جلال الاوقاتى فى الصبح المبكر وكاول شهيد فى الثامن من شباط عند الامريكان---ان جلال الاوقاتى كان قادرا على ابادة المرتزقه البعثيين وفى اوائل ساعات اليوم الاحمر ودلك عن طري

  6. خليلو ...

    عن آخر سطر في مقالك أقول : إطمئن يا أستاذ فلن تكون ثمة حرب أهلية لأن ما يجري ، يجري بين الرؤوس والأذيال أما الملايين فسيدخلون بيوتهم ويغلقون الابواب على انفسهم وأهليهم بالرتاج...........ومع ذلك ارجو أن لا يحصل ما تحذر منه

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram