بغداد / علي الكاتبتشير الكثير من التقارير الى تراجع معدلات الثروة السمكية في العراق برغم امتلاك العراق لاكبر مسطحات مائية في المنطقة واطلالته على اكثر من منفذ بحري ووجود نهري دجلة والفرات الشهيرين واللذين يعرفان بالرافدين وعدد من البحيرات الداخلية المنتشرة في جميع مناطقه شمالاً وجنوباً،
فيما تؤكد الحقائق الحالية تحوله الى اكبر مستورد للاسماك الحية والمجمدة في ظل تاثيرات الاوضاع الراهنة وتحول اسواقه الى جاذبة للمنتجات والسلع المصدرة من الدول الاخرى بما فيها الاسماك واللحوم ، وبعد ان كانت الاسماك في السابق الاكلة المفضلة التي بمقدور الجميع تناولها لرخص ثمنها اصبحت هي الاخرى متاثرة بارتفاع الاسعار وحالات العرض والطلب التي لم تكن في السابق متاثرة بها كثيرا، برغم وجود كميات كبيرة من السمك المجمد والحي المستورد في الاسواق. يقول الدكتور فاضل دشر استاذ كلية الزراعة بجامعة بغداد: ان واقع حال الثروة السمكية يشير الى واقع مأساوي ينذر بانقراض انواع كثيرة من الاسماك المعروفة التي تعيش في المياه العراقية للانهار والبحيرات وشواطئ الخليج العربي، وبرغم عدم وجود احصائيات دقيقة للثروة السمكية في العراق الا ان هناك دلائل تشير الى تراجع الانتاج المحلي بشكل خطير،والتي قد نرجعها الى عوامل كثيرة منها استعمال الطرق القديمة في الصيد وعدم استعمال الطرق الحديثة التي توفر الحصول على كميات كبيرة من الاسماك مع استخدام اساليب الصيد الجائر مثل استخدام السموم والكهرباء والقنابل وغيرها وعدم قيام الاجهزة الحكومية المختصة باجراءات لمنع استخدام هذه الاساليب واتخاذ الاجراءات القانونية الرادعة بحق من يستخدمها، فضلا عن عوامل اخرى اثرت كثيرا على انتاج الثروة السمكية في العراق كعوامل الجفاف وانحسار الامطار التي كانت تمثل المصدر الاساس للكثير من الانهار والمسطحات المائية والتي تعد البيئة المناسبة لنمو وتكاثر الاسماك بانواعها. فيما يقول الصياد رافد الشيخ علي ان الثروة السمكية شهدت تراجعا كبيرا في الاونة الاخيرة ومن اسبابه ضعف الاهتمام الحكومي بهذا المجال المهم وغياب المشاريع الحيوية التي من شانها انتعاش واقع الثروة السمكية في العراق وما توفره من موارد مالية للبلد ومصدر يعيل بها الصيادون وباعة السمك وغيرهم عائلاتهم، وعلى الجهات الحكومية الالتفات الى مربي الاسماك وتقديم الدعم لهم بشكل اكثروتشجيع مربي الاسماك على استخدام الطرق الحديثة في زيادة كميات الاسماك وتحسين طرق الصيد واطلاق كميات اكبر من الاصبعيات في الانهار والبحيرات على حد سواء خاصة من النوعيات التي لا تتكاثر بسرعة مما يجعلها في مأمن من خطر الانقراض لان الصيادين عادة عندما يقومون بالصيد لايعرفون نوع السمك الا بعد اخراجه من المياه لفترة وتمييزه وفقا للنوع الذي يتكاثر بكثافة ام العكس هي معلومة لا تتوفر لمعظمهم ما يجعل امر اعادته الماء يكلف موت الاسماك ليبقى امام امر مفروغ منه هو ابقائه في الشباك وبيعه للمواطنين والاستفادة منه في الاستهلاك على اقل تقدير. ويضيف لقد كان الصيادون في السابق يتسلمون اغلب معدات الصيد والمستلزمات الاخرى الضرورية في عملهم بموجب اجازات الصيد التي كانت تمنح لهم من قبل الاجهزة الحكومية المختصة مثل الزوارق وشباك الصيد القانونية وغيرها،في حين الواقع الحالي جعل الصيادين امام واقع مرير في الاعتماد على انفسهم في شراء جميع تلك المستلزمات الضرورية للاستمرار في عملهم بما في ذلك القبول بشراء شباك غير قانونية بسبب رخص اسعارها وبالتالي اصطياد الانواع الصغيرة من الاسماك وهو الذي يعرف بالصيد الجائر للاسماك والذي يؤدي الى انقراض انواع كثيرة من الاسماك. المواطن عبد الواحد 52 عاما يقول: ان اكلة السمك هي المفضلة لدى غالبية العراقيين خاصة تلك التي تحضر وفق طريقة الشواء (المسكوف) اذ غالبا ما يكون العنصر الرئيس في المائدة لاكثر من مرة في الاسبوع بما يتوفر فيها من فائدة غذائية وصحية كبيرة تتميز بها عن غيرها من انواع اللحوم الاخرى اذ ان الاطباء دائما ماينصحون بتناول السمك وبصورة مستمرة لوقاية من الامراض والمحافظة على الصحة بشكل عام ،خاصة ان اسعاره كانت الى وقت قريب مقبولة الى حد ما الا ان إرتفاع سعر الكيلو الواحد من السمك الحي الى سعر11 ألف دينار بعد ان كان سعره اقل من ذلك بكثير جعل الكثير من المواطنين خاصة من ذوي الدخل المحدود يعزفون عن شرائه واللجوء الى الاسماك المجمدة ذات الاسعار الاقل نسبيا وان شابها بعض الامور التي لا يفضلها المواطن كونها مجمدة لفترات طوال او وجود بعض الاشكاليات الشرعية في اصطيادها وتناولها. ويضيف: لقد افقدنا ارتفاع اسعار السمك الحي الاجواء التي يفضلها العراقيون في تناول السمك المشوي والمسكوف على ضفاف نهر دجلة في بغداد على وجه الخصوص ،حيث كنا غالبا ما نتوجه برفقة العائلة الى المطاعم المنتشرة في شارع ابي نؤاس اذ لا تكلفنا ثلاث سمكات متوسطة الحجم اكثر من 20 الفا وهو سعر مقبول اما الان فسعر ذات الوجبة يتراوح بين المئة والمئة وعشرين الفا ،الامر الذي جعلنا نغير وجهتنا الى مكان اخر وتناول اكلات لا تكلفنا هذا السعر الباهظ.
أسعار الأسماك في ارتفاع مستمر!!
نشر في: 25 يناير, 2010: 05:16 م