اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شعب المنطقة الخضراء .. وشعب المفخخات

شعب المنطقة الخضراء .. وشعب المفخخات

نشر في: 20 مايو, 2016: 07:27 م

تصدَّر نشرات الأخبار مساء الخميس ، خبران من يوميات هذا البلد الذي لايريد له البعض أن يتعافى . الأول، تحرير الرطبة من عصابات داعش ، والذي ضاع بسبب أننا منشغلون بتحليل نوع القُبلة التي طبعها المالكي على خد النجيفي . الحدث الثاني كان الضحايا العراقيين على متن الطائرة المصرية التي تحطمت ، سيسخر البعض مني حتما ، ويقول يارجل تكتب عن شخصين ماتا في الجو وتنسى اننا دخلنا موسوعة غينيس في عدد الضحايا ، فخلال اسبوع واحد فقط ، من الجمعة الماضية وحتى جمعة الامس ، سقط 488 عراقياً بين قتيل وجريح ، وهذا الرقم لايشمل 21 تم اغتيالهم بكواتم اصوات الاحزاب المتناحرة ، أما الجثث المجهولة ، فالرقم بسيط 6 فقط ! ماذا نتوقع من حكومة ومجلس نواب مهزومينِ أخلاقيا ان يفعلا ؟ أتمنى ان تلاحظ جنابك ان عدد ضحايا الطائرة المصرية من الفرنسيين بلغ ثلاثة عشر ، أجبروا رئيس الجمهورية ومعه وزيرا الخارجية والداخلية ان يذهبوا ليلا ليطرقوا ابواب عوائل الضحايا لمواساتهم ، فيما اعلنت الحكومة حالة الطوارئ القصوى ، هذا هو الفرق بين نموذج يحترم الانسان ويقدر قيمة الحياة ، ونموذج يسخر من الضحايا ، بأن يطلق الرصاص على الأحياء الذين يطالبون بالإصلاح . أتمنى ان لا يعتقد البعض انني مع الاعتداء على مؤسسات الدولة ، لكني لا أريد أن يمضي العراقيون أعمارهم خائفين ، محنيّي الرؤوس، كل ما أريد وما أطمح إليه، شعب بكرامة ودولة ذات ضمير . لا أقبل أن تهان مؤسسات الدولة ، لكن ما نفع مؤسسات حكومية صممت لخدمة السياسيين وعوائلهم فقط ؟

فضّ التظاهرات بقوة السلاح ، خيار يفتقر إلى أيّ أساس أخلاقى أو سياسي، فالتظاهر حق كفلته القوانين ، ومن ثم يجب عدم النظر إلى المتظاهرين على أنهم أعداء ، بل مواطنون لديهم مطالب ويملؤهم غضب وقهر وذل ومهانة ، فيعبّرون عنها بالتظاهر والاحتجاج .

لقد جاءت مجزرة الامس لتثبت بالدليل القاطع اننا نعيش في ظل ساسة وجدوا في السلطة ضالتهم لامتطاء شعوبهم وصرفهم عن قضاياهم الحقيقية، فنراهم يحشّدون للقتال في منازلة سيطلق عليها التاريخ اسم "أُم المهازل "

سيخرج لنا غداً مَن سيملأون السماوات والأرض بتصريحات عن الوطنية ومصلحة البلاد ويباكون على القانون مثلما تباكوا على متظاهري البحرين والسعودية ، واعلنوا الحداد لان ألامن في اليمن استخدم العنف ضد جماعة الحوثي .

وفي أيّ حال، الحمد لله. مجرد قتيلين عراقيين في الطائرة المصرية ، وخمس مئة في شوارع العراق خلال أُسبوع ، والحسود لا يسود.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. د عادل على

    مدينة حمراء اسوارها خضراء--------سكانها عبيد------مفتاحها حديد--------قتل امرء فى غابة جريمة لا تغتفر ------وقتل شعب امن قضية فيها نظر----------العراقيون يدبحون بكميات خياليه مند الثامن من شباط-------السؤال من ادخل البعث كحكومه الى بغداد؟؟؟هل كان البع

  2. د عادل على

    البارحه ارسلت اليكم او الى عدنان حسين بعض الاسطر عن اغتيالات قام بها البعثيون فى 8 شباط لليساريين العراقيين ---الامريكان فى هتل هلتون فى ميونيخ طلبوا من البعثيين تصفية القيادات الشيوعيه والكوادر -العثييون اعلنوا جهلهم التام من هم القيادات ومن هم الكو

  3. د عادل على

    مدينة حمراء اسوارها خضراء--------سكانها عبيد------مفتاحها حديد--------قتل امرء فى غابة جريمة لا تغتفر ------وقتل شعب امن قضية فيها نظر----------العراقيون يدبحون بكميات خياليه مند الثامن من شباط-------السؤال من ادخل البعث كحكومه الى بغداد؟؟؟هل كان البع

  4. د عادل على

    البارحه ارسلت اليكم او الى عدنان حسين بعض الاسطر عن اغتيالات قام بها البعثيون فى 8 شباط لليساريين العراقيين ---الامريكان فى هتل هلتون فى ميونيخ طلبوا من البعثيين تصفية القيادات الشيوعيه والكوادر -العثييون اعلنوا جهلهم التام من هم القيادات ومن هم الكو

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram