يؤكد الروائي علي لفته سعيد أن روايته الجديدة ( مثلث الموت) ليست رواية خارج الواقع وليست واقعية ، لأن نقل الواقع يقتل الإبداع لذا فإن هذه الرواية بقدر تعكزها على المحلية إلا أنها استغلت الواقع لنقله لكي يكون المتلقي عارفا بواقعه من جهة ومتأثرا بما لم
يؤكد الروائي علي لفته سعيد أن روايته الجديدة ( مثلث الموت) ليست رواية خارج الواقع وليست واقعية ، لأن نقل الواقع يقتل الإبداع لذا فإن هذه الرواية بقدر تعكزها على المحلية إلا أنها استغلت الواقع لنقله لكي يكون المتلقي عارفا بواقعه من جهة ومتأثرا بما لم يراه ورآه من خلال الرواية.
سعيد تحدث خلال الأمسية الاحتفائية التي أقامها له البيت الثقافي البابلي بمناسبة صدور روايته (مثلث الموت) وقدمها الناقد زهير الجبوري الذي قال فيها ان الروائي سعيد واحد من أهم الأسماء السردية العراقية الحاضرة واستطاع أن يحصد الجوائز المحلية والعربية.. واضاف انه يكتب بلوعة ويصور الأحداث بطريقة جميلة وهو يلامس الواقع في كتاباته إضافة إلى تميزه بأسلوب خاص ..احسب انه يتفرد به وقرأت له رواية ( الصورة الثالثة) وكتبت عنها نقدا. وهو يعد واحدا من أهم أدباء الجيل الثمانيني حيث كتب الشعر والقصة والرواية إضافة إلى ممارسته في كتابة النقد وله بعض المخطوطات التي سترى النور لاحقا.
وتحدث سعيد عن روايته فقال انها تأتي تطويرا لتحقيق صحفي كتبه في سنوات الحرب الاهلية ما بين أعوام 2005 و2007 في منطقة اللطيفية والتي كان معه فيها الشاعر الشهيد أحمد آدم والصحفي الشهيد نجم عبد خضير اللذين استشهدا في نفس المنطقة..واضاف انها ربما الرواية الأولى التي تتناول حياة شاعر شهيد ذهب ضحية الحرب الاهلية ..واشار الى ان موضوعة الرواية شغلته كثيرا وكانت تحاول ان تجيب على سؤال: لماذا يحصل في العراق الذي حصل ؟ لماذا كل هذا الموت والحرب والقتل والارهاب؟ واشار الى ان الموضوعة ارتبطت بالتحقيق من خلال محاولة اربعة صحفيين يبحثون بطريقة الاستقصاء عن الاسباب ولهذا فإن الواقع ارتبط بالمخيلة رغم ان الشخوص واقعيون وان اصحاب الجماعات المسلحة اكثر واقعية من العمل الصحفي. الا ان الرواية لم تتعكز على الواقع ولم تخرج منه أيضا لأن نقل الواقع كما هو سيفقد هوية الرواية والفن لا يعني نقل الواقع بحذافيره.. وبيّن ان الرواية العراقية لم تعد في مرحلة المخاض بل هي الان تعبر الحدود من الداخل الى الخارج وان هناك نقادا عربا يكتبون عن الرواية العراقية ، ولكن المشكلة تكمن في النقد العراقي الذي يذهب الى الاصدقاء او الاسماء ويبقى يراوح حتى على مشهدية كاتب لم يزل محاصرا بما انتجه في السبعينات وقبلها إلا انه حتى الان رغم عدم نشره لشيء جديد الا ان النقد يعده فاتحا..
وشهدت الأمسية تقديم قراءات نقدية بدأها الدكتور علي حسين يوسف بقوله : ان رواية "مثلث الموت" تأتي في سياق الحدث العراقي الذي يصطرع منذ ما يزيد عن ثلاثة عشر عاما. ويمكن من هذا الوجه عدّ الرواية وثيقة ادانة لمرحلة قاتمة مر بها البلد لكننا نجد قيما مضافة كثيرة في الرواية تمكن الكاتب بمهارته من توظيفها الى الحد الذي جعلنا نستشعر الحدث وكأنه يعيد نفسه مع كل قراءة .
فيما قرأ القاص حمودي الكناني ورقة قال فيها إن الروائي في روايته التي تشابكت فيها الاحداث جعلته يصف الخوف والصبر والعزم والتحمل الاستثنائي من اجل ان يتمكن من نقل الحقيقة التي يتوجب على الإعلامي فعلها من غير تحريف او تزييف او تهويل او ايهام.