TOP

جريدة المدى > عام > الحياة والحب فيها

الحياة والحب فيها

نشر في: 22 مايو, 2016: 12:01 ص

15المصابيح في العاصفةلا اكرهُ احداً. اكرهُ الكراهة.بشِعةٌ هي وبراطمها متهدّلة منفوخةٌلا تنظروا لها ليبقى طعامُكم شهياًوتظل ساعاتُكم بسلامها المريح.تلك نوعٌ من الموت قديمٌ لم ينقرضلا اريدكَ تدجّنهُ. سيفترسُكَ يوماً.رأيتُ قنفذاً جانب الحائط في المطر. ح

15

المصابيح في العاصفة
لا اكرهُ احداً. اكرهُ الكراهة.
بشِعةٌ هي وبراطمها متهدّلة منفوخةٌ
لا تنظروا لها ليبقى طعامُكم شهياً
وتظل ساعاتُكم بسلامها المريح.
تلك نوعٌ من الموت قديمٌ لم ينقرض
لا اريدكَ تدجّنهُ. سيفترسُكَ يوماً.
رأيتُ قنفذاً جانب الحائط في المطر. حزنتُ عليه.
بنا جميعا وبالحياة صُنِعَ كونٌ خاص
نريده يبقى.
الحياة، مثلُ امرأةٍ حكيم تحتفظ دائماً
بحلية نادرةٍ، الحياةُ تحتفظ دائماً
ببعض من جمالها ساعاتِ يكون النوءُ قبيحاً.
ذلك المزارع الفحْلُ على بساط صوفي نقشِ الريف،
يتناول خبزاً وفجلاً وهو
يبتسم، يضحك ملء شدقيه وهو يستمع لطفله.
أكملَ "طَبَقهُ" بشهية وارتاح لكلمة غمزٍ
من الزوجة الشهية تلك الساعة.
وانا اتناول خبزاً ساخناً ونبيذاً.
طبقاً صنعَتْهُ شهيتي، اضافت له
ليمونةً حلوةً ابنتي الفارعة المبتسمة للحياة
وثالث ينتظر وجبةً يمنُّ بها عليه بابُ السجن
ليكنْ، ليكنْ، نحن في كل الحالات نحيا!
نتشبّثُ بالحياة والحياةُ متشبثةٌ بنا
مثل عناق محبين يرفضون الفراق .
تذكرت صديقاً واجَهَ الرداءةَ المُسلَّحة
بقبضتيه، بجسده كله، لم يستطع
فانطفأَ مثل مصباح عظيم في عاصفه.
زمنٌ طويلٌ مضى ونحن نذكر أن مصباحاً
كان هنا، عرّضَ لياليَ طويلةً للهزيمة
لاصدقائنا، لرفاقنا، لإخوتنا الذين انطفأوا
وهم يدافعون عن الحياة، نقول:
فينا الوهجُ العظيمُ الذي فقدتمتوه.
ولنا الأصلُ الذي كنتم به مبتهجين
ونحن نقوم الآن بمهمّة اصلاحِ الجسور
وغدا نحمل الزهورَ الى قبوركم.
ولكي أُفرِحُكم اقول:
الانسانيةُ تحتفل كل يوم بإنجازاتها .
واننا اليوم نطيرُ من كوكبٍ الى كوكب
كم كان عملكم عظيما!

الحياة دائماً لنا
الارضُ لا تعدم رقعةً خضراء، في أردأ الجفافات والحرائق
هذه المنطقةُ، الرقعةُ، مهما صغرتْ تكسرُ الشُمول .
وتعيق كلمةَ "كل" من الوقوف بكبرياء .
وانا أجدُ في نفسي نداءً
يُبقيني مشرقاً مثل شعلة، زاخراً مثل جدول قويٍ بالطاقة
متشوّقاً يندفع في امتداد الخراب.
وذلك الشيخ أنهى صَلاتَه ولفَّ بساطَهُ
لا ليقف بانتظار منيّتِه،
هو يزيح الأيام العاجزةَ لتستعيد روحُه فرحَها
وهو يقلب التربةَ حول شجرته الصغيرة التي
اطلعت زهرةً جديدة.
مطمئنٌ هو سيقطف ويناول أحفاده المتزاحمين حوله.
الكوارثُ اعتادت التماسَّ بأرضنا وأرواحِنا وبالمكائن والأفكار.
لن تعوضنا الأرقامُ عما أورثَتْ من أسفٍ مرّ
ومن جراح قد تدوم طويلا.
نحن في الوحشة، في أيام الشراسة،
أيامِ الكلاب والأشداقِ الفاغرة،
أيام الكلمات المتورّمة والتي لا تصلح للحقائق،
نعيش بألم، بتنغيص دائم.
لكننا نعمل بحرارة،
ونكتب بجدارة وندير الماكنةَ بجدارة اكثر...،
الحياةُ ما تزال لنا!

في الغابة دائما خشبٌ محترق
لا أقول كنتِ سعيدة. أنتِ كنتِ تنظرين للسعادة من بُعد.
هذا هو الجذرُ الصعب. وهو الذي جعل الحرمانَ صفةً اولى.
لكن زوغانكِ كان صفةً أيضاً
والتنقَل من عاشقٍ لعاشقٍ كان صفةً،
والمهارةَ العجيبةَ في صناعة الأعذار، لم تكن آخرَ الصفات.
كنتُ اريد لشقائكِ أن يكون فاضلاً يليق بسلالة الباحثين عن الضوء،
وعن ممرٍّ، ولو عسير ، للشرف الإنساني.
كنتِ ضحيةً عاقلةً وضحيةً محترفَةَ حب.
لهذا، الخسارة مضاعفةٌ والمسافة الرمادّيةُ لاتُسِرُّ من يحبكِ.
أوجعتِ قلبي بقسوةٍ شريرة،
أوجعتهِ بالعاديّ، بالدونِ، باللا متوقَّع، بما أكره!
كيف أُزيلُ المرارةَ؟ هي تزداد حين أراكِ بكل هذا الجمال الباهر.
هي تزداد حين أتذكرّ صفاءكِ وروحَ الطير في الكلام.
أذكركِ وأذكر فجرَ آذار. وأذكرُكِ وأذكر
الكلامَ الأخيرَ واضطرابَ الصورة المُثلى.
ما استعدتِ ، بعدها عندي ألقَ البلور
ولا السرَّ الذي يُسقِطُ من يد الشاعر القلم ليظلَّ ينظر اليك.
تراجعتْ تلك الهالةُ الحافلة بنفاد الصبر.
بقي الفراغ المريض،
بقي الفقرُ المُهْمَل
بقيتُ من غير تلك الحبيبة ومن غير ذلك الحب.
الزهرة الوحيدةُ في الحديقة اختفتْ.
لا أحدَ أُفِكّرُ فيه في الليل
لا أحدَ أُقبّلُهُ سرّاً في النهار
لكنني وحتى الآن أعتزّ بألمي، أعتزُّ بتحمُّلِنا معاً الخسارة.
لكِ ما تستندين إليه.
ربما صورّتِ لنفسكِ ما يمكن الاستعانةُ به للرضا،
لتلك المسرّة التي تفتقدين.
اكثرتِ من الاعتذار . الأعذار وإن كانت صادقة،
هي باهتةٌ قليلاً وفراغاتُها واضحة.
للحقيقة ياعزيزتي صلابةُ الماس ولمعَانُه...،
الحبُّ مَعَرَّضٌ للإصابة وفي الغابة دائماً خشبٌ محترق!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

"مُخْتَارَات": <العِمَارَةُ عند "الآخر": تَصْمِيماً وتَعبِيرًاً> "كِينْزُو تَانْغَا"

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي

كلمة في أنطون تشيخوف بمناسبة مرور 165 عاما على ميلاده

مقالات ذات صلة

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا
عام

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا

ديفيد سبيغنهولتر*ترجمة: لطفية الدليميقريباً من منتصف نهار التاسع عشر من آب (أغسطس) عام 1949، وفي محيط من الضباب الكثيف، عندما كانت طائرة من طراز DC-3 العائدة لشركة الخطوط الجوية البريطانية في طريقها من بلفاست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram