TOP

جريدة المدى > الملحق الاقتصادي > اقتصاديات: الماركات التجارية

اقتصاديات: الماركات التجارية

نشر في: 25 يناير, 2010: 05:17 م

 عباس الغالبيتعد الماركات عنصراً مهماً من عناصر المشهد التجاري ، ولعل اكثر المستهلكين مازالت ذاكرتهم تحتفظ بعلامات تجارية قديمة، الا انها تتميز بالجودة والكفاءة بالقياس الى ماركات سرعان مااندثرت بمرور الزمن . ومانريد الاشارة اليه الان ان الاسواق بفعل حالة الاغراق السلعي غير المسبوقة تميزت بآلاف الماركات التجارية الرديئة في مختلف البضائع والسلع ،
 وسنعرج عليها تباعاً في مقالات أخرى ، حيث سنركز الان على الماركات التي تحملها اللحوم الحمراء والبيضاء ذات الطبيعة الدينية تحديداً ، وكأن هذه الماركات أصبحت تسويقاً لها في وقت تعج الاسواق بانواع اخرى أكثر جودة منها . وفي ظل غياب البيئة القانونية التي تنظم عملية أصدار الماركات وتحديدها وعدم استخدام الرموز الدينية تحديداً نرى ان المشهد التجاري في حركة السوق فوضوياً وبحاجة الى اعادة نظر ، لان معايير الجودة والرصانة وهي الفيصل في تحديد أفضلية البضائع والسلع الموجودة في الاسواق التجارية ، أذا ماعرفنا ان ثمة قوانين اقتصادية صدرت مؤخراً لحماية المنتج المحلي وتنظيم عملية التبادل التجاري والضوابط الكمركية على الاستيرادات ، وهي تندرج في إطار دعم المنتجات المحلية وأقتناء المنتجات المستوردة الرصينة ذات الكفاءة والمعايير العالمية حيث كان يفترض ان تحدد الماركات التجارية بشكل دقيق في قانون ينظمها وتطوير وتحديث الضوابط الموجودة حالياً في قانون تسجيل الشركات الذي هو الاخر بحاجة الى عملية رقابة صارمة لتفعيل تنفيذه بشكل يضمن حقوق العمل الاختصاصي عموماً ، والتجاري على وجه الخصوص . وهي فرصة الان لإعادة النظر في ترتيب الماركات التجارية على وفق قانون متخصص من قبل وزارة التجارة سعياً لمنع عملية اختيار الماركات بشكل فوضوي ومزاجي من دون ضوابط معينة تحدد ملامحها التي تتناسب ومعايير الاسواق التجارية التي تعطي للماركات التجارية أهمية بالغة . ولان كثيرا من المتابعين يرون ان استخدام رموز معينة في الماركات التجارية هي نوع من التشبث بهوامش الربح السريع على حساب الجودة ، فأن الضرورة تستدعي طرح المنتجات على اختلاف انواعها على وفق حسابات الجودة التي تحقق الارباح والشهرة والطلب المتزايد من قبل المستهلكين ، وقد عد خبراء اقتصاديون آخرون ان هذه الظاهرة من سمات المشهد التجاري المرتبك الذي تغيب فيه المعايير المهنية والفنية التي تنظم العلاقات التجارية وحركية المنتج في الاسواق . ولذا نرى ان استخدام الماركات على وفق هذا المعطى تؤكد خللاً واضحاً في المنظومة التجارية وتعطي اطباعاً لدى المتتبعين. ان تداخل المنظومات التجارية مع البعد الديني للرموز المستخدمة اسمائهم في الماركات هي نوع من اللهاث وراء الربح السريع من دون مراعاة لقيم تجارية تعد غاية في الاهمية لسوق محلي يعج بالكثير من الماركات التي دخلته من مختلف بقاع العالم بشكل فوضوي يتطلب وقفة جادة من قبل المؤسسات الحكومية والاخرى من القطاع الخاص ذات العلاقة لترتيبه على وفق معايير منضبطة تتوخى الكفاءة والجودة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

  بغداد/ نوري صباح كما تتوالد الحكايات في ألف ليلة وليلة، الواحدة من جوف الأخرى، بالنسق ذاته، تتوالد الأزمات في العراق، ولا تشذ عن ذلك أزمة العقارات والسكن التي يقاسيها العراقيون منذ سنين عديدة، فليست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram