TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بعران العبادي

بعران العبادي

نشر في: 21 مايو, 2016: 09:01 م

 

الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك أول زعيم عربي استخدم البعران لمواجهة التظاهرات الاحتجاجية ، لكنه فشل في الاحتفاظ بمنصبه ، تحقق شعار "الشعب يريد إسقاط النظام "،الاوساط الشعبية العراقية  مستاءة من أداء النخب السياسية المشاركة في  الحكومات  المتعاقبة  ، ماعادت تستطيع  تحمل رؤية  اصحاب  وجوه كالحة سيطرت على المشهد السياسي  بعد الغزو الاميركي  ،  لفشلهم في  إرساء قواعد دولة المؤسسات ،  فثبت بالدليل  القاطع عجزهم عن قيادة الستوتة.  
الوجوه الكالحة  سيطرت على مقدارت البلاد والعباد ، حتى وصل عدد الفقراء في العراق الى 8 ملايين شخص بحسب  المستشار الاقتصادي مظهر محمد صالح  في لقاء متلفز كاد يذرف الدموع  تعبيرا عن اسفه  لتراجع المستوى المعيشي  لشرائح واسعة من المجتمع ، تضررت  جراء تداعيات الازمة المالية وانعكاساتها الخطيرة على الاوضاع الاقتصادية ، مأساة العراقيين بكل فصولها ومشاهدها  ،  لم تحرك ضمائر كبار المسؤولين والساسة  احتفظوا بأقنعتهم للظهور بملامح نضرة  لاعتقادهم بانها تسر الناظرين من قواعدهم الشعبية ، مع استمرار عرض المشاهد اليومية للتراجيديا العراقية ، يتجاهل  قادة  الاحزاب ورؤساء الكتل  الرغبة الشعبية في توفير فرص العمل لملايين العاطلين ، صوت الشارع  العراقي اليوم تجاوز الاصطفاف المذهبي ، وحد المشاعر والتطلعات نحو دولة  مؤسسات  تعالج اخطاء السنوات  السابقة ، الشعب يريد اصلاح النظام ، يطالب بتوفير الخدمات الاساسية ، وهي حقوق طبيعية ، من يعترض عليها  يعطي دليلا واضحا على  ارتداء قناع كاذب، الفرصة الوحيدة للتخلي عن الاقنعة   واثبات تأييد الاصلاح بالوقوف مع الارادة الشعبية ،  مع الابتعاد عن  محاولات اثارة حرب جديدة للتغطية  على الفشل السياسي طيلة السنوات الماضية ،  نداء الى جميع الاطراف المشاركة في الحكومة ،  دعوا الشارع العراقي يقول كلمته بتظاهرات سلمية  راجعوا مواقفكم السابقة حفاظا على مستقبلكم السياسي .
 المنطقة  العربية ربما تكون الوحيدة في العالم شهدت اكثر من غيرها  حوادث اغتيال  شخصيات سياسية  وتنفيذ انقلابات عسكرية وعائلية ، المرحلة الجديدة  تزيح القديمة  بالسلاح والقتل  والحكم بالإعدام ، في  هذه الاوضاع  الساخنة  يضطر الحكام والمسؤولون والزعماء السياسيون  الى تحصين  امنهم الشخصي بأفواج عسكرية ، وارتداء الدروع لتفادي  التعرض لرصاصة يطلقها قناص من مكان مرتفع على موكب صاحب الفخامة ، أما  المنصة المخصصة   لإلقاء خطاب في العيد الوطني  فتكون محاطة بزجاج ضد الرصاص ، مع كل هذه التحوطات الامنية ، عزرائيل قادر على خطف أرواح من ورد اسمه في سجلاته سواء  كان ذا وجه كالح او يشبه الراحل رشدي أباظة .
 ماجرى  يوم الجمعة الماضي  اثناء قيام اشخاص باقتحام المنطقة الخضراء وسط العاصمة لايمنح للاجهزة الامنية حق استخدام الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين ، في كل دول العالم هناك  اساليب لمواجهة المحتجين ،للحفاظ على مؤسسات الدولة ، رئيس الوزراء حيدر العبادي بوصفه القائد العام للقوات المسلحة ، يبدو انه استجاب لمطالب الوجوه الكالحة  باستخدام القوة لتفريق المتظاهرين  ليبعث برسالة واضحة بأن الإصلاح آتٍ وليخسأ الخاسئون .  

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram