اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > معزوفة البعث

معزوفة البعث

نشر في: 21 مايو, 2016: 06:00 م

قبل سنوات أيضاً، اتّهمَ رئيس الوزراء السابق نوري المالكي المتظاهرين بأنهم بعثيون وقاعديون (نسبة إلى تنظيم القاعدة)، أو أنهم محرّكون من البعث والقاعدة. لم يكن اتهاماً مستغرباً، فالمتظاهرون كانوا يحتجّون على فشل المالكي وحكومته في القيام بواجباتهما، ويطالبون باستقالتهما وتنفيذ برنامج لإصلاح النظام السياسي ومكافحة الفساد الإداري والمالي وإنعاش الاقتصاد الوطني المحتضّر وتوفير الخدمات العامة الأساس.
على أساس الاتّهام بالبعثية والقاعدية أفرط المالكي في استخدام القوة ضد المتظاهرين، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى ومعتقلين تعرّضوا للمعاملة القاسية. الاتّهام كان مُدبّراً وجاهزاً، فرئيس الوزراء السابق وجّهه قبل يوم من انطلاق المتظاهرين إلى ساحات التحرير في 25 شباط 2011، متحدّين قراره بفرض حظر التجوال في العاصمة. حتى الآن، بعد مرور أكثر من خمس سنوات، لم يستطع المالكي أن يقدّم أدنى دليل على صحّة اتّهامه، بل إنه تراجع عنه ضمنياً بإقراره علناً بعد يومين بشرعية ودستورية القسم الأعظم من المطالب التي طرحها المتظاهرون، وتعهّد بتحقيقها... ولم يفعل!
في وقت متأخر، الليلة قبل الماضية، عزف رئيس الوزراء حيدر العبادي، ومعه عدد من السياسيين المتنفذين في السلطة، معزوفة البعث نفسها، ظنّاً منهم أنهم بهذا يُبشّعون ما قام به متظاهرو الجمعة عندما تخطّوا أسوار المنطقة الخضراء واجتاحوا مكاتب الأمانة العامة لمجلس الوزراء. بالطبع فِعلة المتظاهرين ما كان لها مبرّر ولا لزوم، وليس من المحتمل أن تفيدهم في تحقيق الإصلاح، فضلاً عن أنّ مبدأ التجاوز على الممتلكات العامة والمقارّ الحكومية غير مقبول في كلّ الأحوال، فالمشكلة ليست مع جدران هذه المقارّ وطاولاتها وكراسيّها، إنما مع مستغلّيها.
لا أظنُّ أنّ في وسع السيد العبادي النجاح في ما فشل فيه سلفه فيُثبت لنا أنَّ "مندسّين بعثيين متحالفين مع الدواعش" هم من اقتحموا مكاتب الأمانة العامة لمجلس الوزراء وعبثوا بالمال العام أول من أمس .
يوم اتّهم المالكي متظاهري 2011  بالبعثية كان هو شخصياً يعتمد في إدارة سلطته التنفيذية على العديد من البعثيين الكبار(أعضاء فرقة فما فوق) الذين أعاد توظيفهم في أجهزة الدولة، بما فيها أخطرها، العسكرية والأمنية التي كانت بإمرته وتحت إشرافه المباشر بوصفه القائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية بالوكالة والمشرف على وزارة الدفاع. وكان هو شخصياً قد استثنى بعثيين كباراً آخرين من إجراءات المساءلة والعدالة ومن أحكام قانون مكافحة الإرهاب. معظم هؤلاء لم يزل في مواقعه تحت إمرة السيد العبادي في الحكومة والمؤسستين العسكرية والأمنية، فضلاً عن غيرهم من أعضاء مجلس النواب الذين ما كانوا سيخوضون الانتخابات ويفوزون لولا استثناءات المالكي.
إذا كانت معلومات السيد العبادي بوجود "مندسّين بعثيين" بين مقتحمي المنطقة الخضراء أول من أمس صحيحة، فهذا يعني أنّ وجود البعثيين بين المتظاهرين أمرٌ يستفزّه.. السؤال : لماذا لا يستفزّه بالدرجة نفسها وجود البعثيين داخل المنطقة الخضراء قريباً جداً من مكاتبه ومسكنه، وعلى رأس العديد من أجهزة الدولة المدنية والعسكرية وبين ثناياها؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 6

  1. بغداد

    استاذ عدنان حسين صح كلامك بسؤالك الذي يجب ان يوجه الى هذا الساقطة بالأساس حكومته حيدر مورفين العبادي الذي هو المسؤول عن هذه الجريمة البشعة وهو قتل المتظاهرين الثائرين على الفاسقين ولصوص المنطقة الغبراء الكرين زوو zoo حديقة الحيوانات الوحشية ومصاصي دماء ال

  2. د عادل على

    مانراه اليوم وما رايناه فى العراق مند تعيين السيد نورى المالكى كرئيس للوزراء هو العنف كطريقه للحكم واللدى ادى الى الفوضى واختراق القاعدة والداعش ومعهما البعث للمنطقه الغربيه وكركوك وديالى والقدرة على الاستمرار فى العمليات الارهابيه فى العاصمه ------ال

  3. علاء البياتي

    سيدي الكاتب انها نفس المعزوفه التي استخدمت ضد كل من قاوم الاحتلال الامريكي ..هذه المعزوفه حتى انت استخدمتها في كثير من كتاباتك ..انه الشعب سيدي الكاتب الذي يجب ان ينتفض ويثور ضد الظلم والطائفيه والقوميه المقيته التي تباركوها ان الشعب عليه اليوم واجب واحد

  4. بغداد

    استاذ عدنان حسين صح كلامك بسؤالك الذي يجب ان يوجه الى هذا الساقطة بالأساس حكومته حيدر مورفين العبادي الذي هو المسؤول عن هذه الجريمة البشعة وهو قتل المتظاهرين الثائرين على الفاسقين ولصوص المنطقة الغبراء الكرين زوو zoo حديقة الحيوانات الوحشية ومصاصي دماء ال

  5. د عادل على

    مانراه اليوم وما رايناه فى العراق مند تعيين السيد نورى المالكى كرئيس للوزراء هو العنف كطريقه للحكم واللدى ادى الى الفوضى واختراق القاعدة والداعش ومعهما البعث للمنطقه الغربيه وكركوك وديالى والقدرة على الاستمرار فى العمليات الارهابيه فى العاصمه ------ال

  6. علاء البياتي

    سيدي الكاتب انها نفس المعزوفه التي استخدمت ضد كل من قاوم الاحتلال الامريكي ..هذه المعزوفه حتى انت استخدمتها في كثير من كتاباتك ..انه الشعب سيدي الكاتب الذي يجب ان ينتفض ويثور ضد الظلم والطائفيه والقوميه المقيته التي تباركوها ان الشعب عليه اليوم واجب واحد

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram