اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مجلس قيادة التحالف الوطنيّ

مجلس قيادة التحالف الوطنيّ

نشر في: 22 مايو, 2016: 06:53 م

أقرأ في كتاب حديث عن " مانديلا وأيامه في السجن " وأتذكر على مدى الصفحات الأربع مئة حكاية ساستنا الذين أوهمونا بأنهم عانوا أيضا الاضطهاد والتشرد وقسوة السجون وغياب العدل ، وخرجوا منها لكي يردّوا مظالم الناس ، فاذا بهم اول من يعلن الحرب على القانون والعدالة. لو أعدنا قراءة تاريخ  الشعوب جيدا ، لوجدنا أن السجين غالبا هو الذي ينتصر ، لكنه  نصر بلا احقاد وضغائن  ولجان اجتثاث  ، يخرج الالماني  لودفيغ إرهارد من سجون النازية  مصمما ان يلقي بالخطب  والشعارات في اقرب  حاوية نفايات  ، فالهدف الاساس ليس  التغنّي بجرائم هتلر ، وإنما إعادة بناء ألمانيا شبرا شبرا ، يقول لمراسل النيويورك تايمز ، وهو يتجول معه  فوق أنقاض المباني : " التحدي الآن هو كيف نربح الحرب التي خسرها هتلر" ، كانت الحرب بالنسبة له إعادة بناء  ألمانيا وجعلها قوة اقتصادية " . طوال حياته رفض إرهارد  ان يقف خطيبا ، فلا تزال خطب هتلر ومعاونيه تثير الاسى عند الناس ، يكتب في مؤلفه البديع " الرفاهية للجميع "  :  " إمّا أن نمضي  أيامنا في  العمل والبناء والاجتهاد  وحماية  مستقبل الناس  ، وإمّا أن نمضي  ايامنا  في البكاء على مامضى وشحذ سكاكين الحقد ،  ومقاتلة  كل شيء حتى ظلّنا "
الذين هزموا الخراب والظلم وأعادوا الامل لملايين الناس ، لم يكونوا خطباء مفوهين مثل إبراهيم الجعفري ، ولاقادة محصنين مثل نوري المالكي ، ولا أصحاب شعارات زائفة مثل أُسامة النجيفي ولا سراق لأموال المستضعفين مثل صالح المطلك وفلاح السوداني ، ولا أطفال لم بيلغوا سن الفطام السياسي مثل ملاس وعباس والكربولي ، كانوا ساسة  يحبّون شعوبهم اولا وثانيا وثالثا  .
وأعود الى كتاب مانديلا الذي حدثتكم عنه في السطور الاولى ، واكتشف من خلاله ان حارس السلّم الافريقي كان مغرما بشكسبير ومسرحياته  ويروي المؤلف ، ان مانديلا  قال له في حوار طويل  : " كنت اشعر دوما بأن شكسبير لديه دائما ما يقوله لي " ، حتى تأثره به كان أعمق وأبعد ، فالبيان الأول للمؤتمر الوطني الأفريقي في عام 1944 تضمن هذه الجملة من يوليوس قيصر ، " الخطأ ياعزيزي بروتس، ليس في النجوم بل في أنفسنا !
سيهزّ  البعض  منكم يده متعجبا من حديثي عن شكسبير وما نديلا ، ونحن  نعيش عصر بيانات التحالف الوطني ، التي ذكّرتنا ببيانات مجلس قيادة الثورة  ، فالمتظاهرون الذين  كان  التحالف يصفق لهم قبل اسابيع ، تحولوا الى  " جيوب نفاق بعثية تحاول غرز خناجر الغدر المسمومة في خواصر العمل الوطني الشريف " !لايهم ياسادة في كل عصر لابد أن يظهر عزة دوري جديد .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. بغداد

    الاستاذ علي حسين ان عزت نُسِخَ ولكن البسوه العمامة ومحابس وعباية انكليزية فاخرة لا دنيا ولا آخرة ؟! نعم اصبح مجلس قيادة الثورة لحزب الدعوة مشكل يا لوز الاشتراكي تحت قيادة القائد القرود والخنازير المتعددة الجنسيات ؟! شاهدوا كاسك يا وطن لغوار الطوشي الذي تن

  2. بغداد

    الاستاذ علي حسين ان عزت نُسِخَ ولكن البسوه العمامة ومحابس وعباية انكليزية فاخرة لا دنيا ولا آخرة ؟! نعم اصبح مجلس قيادة الثورة لحزب الدعوة مشكل يا لوز الاشتراكي تحت قيادة القائد القرود والخنازير المتعددة الجنسيات ؟! شاهدوا كاسك يا وطن لغوار الطوشي الذي تن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram