عامر القيسينغمة جديدة تتصاعد من حمى الجو السياسي العراقي، بل المشهد العراقي برمته، فأينما ظهرت عقدة في مسيرة العملية السياسية حتى يطير السياسيون العراقيون شمالاً وجنوباً غرباً وشرقاً بحثاً عن اسناد في الموقف من القضية موضوع الخلاف،
واذا ما تأزم الموقف فان الطريق الى الأمم المتحدة أسهل من شربة ماء كما يقال! وعندما يستقر بهم المقام في بغداد تبدأ الشكاوى من تدخلات دول الجوار وغير الجوار بالشأن العراقي! وانتقلت العدوى الى الوسط الرياضي فهناك من يريد أن يلجأ الى المحافل الدولية بشكوى ضد مؤسسة رياضية عراقية. وأكثر مانخشاه ان تنتقل العدوى الى حياتنا الاجتماعية فما ان يتخاصم زوجان حتى يريا في الأمم المتحدة ملاذاً لحل خلافاتهما الزوجية على (الرايحة والجاية) ليتخلصا من الانحيازات المحتملة لأهلي الطرفين، وبذلك نريح أنفسنا من حل جذور مشاكلنا ونرميها بقضها وقضيضها في ساحة الآخرين الذين في غالب الأحيان، يجدونها فرصة تقدم لهم على طبق من ذهب للتدخل في تفصيلات حياتنا ما دمنا نرسل اليهم رسائل واضحة عن عجزنا في حلحلة وفك العقد التي تنشأ في سياق آلية العمل في كل مجالات الحياة. وفي التجاءاتنا هذه ننسى حتى حكمة (ماحك جلدك مثل ظفرك) والبديهي ان الذي يده في الماء غير الذي يده في النار، والأكثر بديهية ان احداً لايقدم حتى مجرد النصح بلا ثمن بما في ذلك الأمم المتحدة والأمريكان على حد سواء الذين تربطنا معهما اتفاقية أمنية يتوقف نجاح تطبيقها على مدى نجاح المشروع العراقي الجديد. سياسيون من كل الطبقة السياسية في العراق، يعتقد البعض منهم بأن عمقه الستراتيجي عند الأمريكان والبعض الآخر يراه في الايرانيين بينما يرى طرف ثالث ان العصا السحريّة بيد السعوديين وغير هذه الأطراف من يرى ان مصباح علاء الدين السحري مختبئ في دمشق. ويذهبون في ذلك الى حد النظر بعين على المواطن والأخرى خارج الحدود في المفترقات التي تحتاج الى اتخاذ قرارات صعبة. ندرك جيداً اننا لانمارس فعالياتنا المختلفة في الفضاء الخارجي وان تجربتنا بحاجة الى دعم ومساعدة الآخرين من الجوار ومن الهيئات الدولية، لكننا لانريدها على الطريقة التي تجري بها الآن،لاننا بدلاً من أن نذهب فرادى علينا ان نذهب اليهم بمشروع عراقي موحد ونطلب منهم المساعدة في تنفيذ مشروعنا الذي اتفقنا عليه وليست مشاريع الاستقواء التي تمارسها كل الأطراف مع الأسف الشديد، فيجد الآخرون فرصتهم للنفاذ والتنافذ وخلخلة حتى المشتركات التي لاخلاف عليها، برغم قلتها، من أجل تحقيق أهدافهم الخاصة باسم اهدافنا الوطنية!! وبالتكرار ستجد هذه الأطراف نفسها على الرغم من ممانعاتها، ان وجدت، أدوات لتحقيق اهداف الآخرين!على حين نبقى نحن اصحاب القضية الذين ندفع فواتير الصراعات السياسية وغير السياسية على الساحة العراقية مجرد ديكور للعملية السياسية الجارية في بلادنا ومجرد ملايين تتباهى بها طبقتنا السياسية في عواصم الدنيا وتنحصر مهمتنا في التوجه الى صناديق الاقتراع ودفع الحساب على طاولة الفرقاء السياسيين الذين يفتحون الأبواب على مصاريعها لرياح الآخرين!
وقفة :التجاءات ملتبسة!
نشر في: 25 يناير, 2010: 05:58 م