عبد الزهرة المنشداويليس كل من عهد اليه بواجب رسمي يلتزم بتنفيذه كما يتوجب الالتزام. هناك من يجعل الوظيفة العامة بابا (للرزق) غير المشروع ويستغلها لمصلحته الشخصية الى اقصى حدود الاستغلال من خلال فرض سطوته على المواطنين البسطاء على وجه الخصوص .
فهو على سبيل المثال يؤخر ويبحث عن الحجج والذرائع لكي يجعل المواطن يضطر الى استخدام الواسطة او الرشوة في سبيل قضاء مصلحته. هذا الاسلوب والطريقة المرفوضة اصلا لدى موظف الخدمة في مؤسساتنا الرسمية، لاينطبق بصورة عامة على الجميع بل تجد هناك من يبذل اقصى الجهود ويتعاون مع المواطن صاحب المصلحة لكي ينجز معاملته او طلباته من منطلق انساني او اخلاقي او مهني،فهو يعلم في قرارة نفسه انه مكلف بأداء واجب تدفع له الدولة اجرا شهريا يجب ان يفيه حقه لذلك تراه من المتعاطفين مع من يقصده في انجاز معاملة لطالب وظيفة او لديه معاملة تقاعدية يحتاج الى بعض الكتب والتاييد الرسمي. لدينا نوعان من موظفي الخدمة في وزاراتنا، موظف يعمل بحس الواجب، وموظف يعمل بحس المصلحة الشخصية على حساب الاخرين. كذلك هو الامر للجندي والشرطي في وزارتي الدفاع والداخلية في تنفيذ الواجبات المنوطة بهما والحفاظ على امن المواطن. احدهما يعتبر الواجب عد الساعات المكلف في قضائها في الدورية او نقطة التفتيش وكذلك استغلال قوة الوزارة في فرض هيمنته على المواطن بحق مشروع او بغير حق . وبالعكس منه هناك اخر يقضي ساعات الواجب في ترقب وملاحظة ولديه الحس الامني اللازم في الشك بمن كان قد بيت الاذى للمواطن. نسبة من يعون الواجب الوظيفي او العسكري كما مفترض لكي يقدموا الخدمة للمواطنين تقل كثيرا عن الذين يعتبرونها تشريفا وميزة يمكن الاستفادة منها للمصلحة الشخصية. المشكلة تكمن في التمييز بين هؤلاء وهؤلاء ، لكي يثاب من قام بواجبه على الوجه الاكمل ويعاقب من أساء التصرف وأهمل ما مكلف به،ليتفرغ الى أمور بعيدة عن المهام التي عهدت اليه من اجل انجازها . هذا الامر لا يتم الا من خلال تفعيل رقابة نشيطة تدقق وتحاسب. في الوزارة او المؤسسة على المدير المسؤول ان يخصص وقتا بسيطا للاطلاع على أداء موظفيه ومن ثم يكون على تماس مباشر مع المواطن ليسمع منه عما يعانيه او المشكلة التي تعيق انجاز مصالحه لدى موظفيه .كذلك هو الامر بالنسبة لوزارتي الداخلية والدفاع فهاتان الوزارتان يتوجب عليهما مراقبة منتسبيها في الشارع من خلال نقاط التفتيش من اجل تقويم الاداء والتعامل المطلوب مع المواطن أثناء الاستفسار منه او الشك في نياته وهو امر من صلب عملهما ولكن بأسلوب لا ينفر منه الآخر.
شبابيك: ثواب وعقاب
نشر في: 25 يناير, 2010: 06:07 م