TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لاحاجة بنا لـ " سلفياتكم "

لاحاجة بنا لـ " سلفياتكم "

نشر في: 24 مايو, 2016: 06:57 م

أعادت الهيئة المصرية للكتاب ترجمة  مذكرات  الجنرال مونتغمري  بعنوان جديد " يوميات ضابط حرب " وتتخذ مذكراته، بالنسبة الى القادة العسكريين ، أهمية خاصة. أما القرّاء من أمثالي  ممن معلوماتهم  الحربية لاتتجاوز " استعد واسترح " ، فان اهميتها تكمن كونها شهادة تاريخية يقدمها رجل خاض اعنف الحروب واشدها وخرج منتصرا منها .
في مذكراته الشيقة يروي مونتغمري ، أنه عارض بشدة  تدخّل تشرشل في مجريات معركة العلمين الشهيرة ، فرئيس وزراء بريطانيا ، وبعد ان وصلته  اخبار تؤكد  تقدم  قوات المحور بقيادة ثعلب الصحراء رومل ،  ارسل برقية عاجلة  اشار فيها الى بعض  النقاط التي يمكن للجيش البريطاني ،  استخدامها في إدارة المعركة ، فقد خيل لتشرشل  حينه أن لا شيء سوف يرفع من معنويات مونتغمري ، كمثل برقية  تساعده في ادارة المعركة   .
لكنّ رئيس الوزراء واجه قضيتين: الأولى هي أن الرسالة يجب ان ترسل بعلم مجلسي اللوردات والوزراء، إذ لا يحق لمسؤول سياسي ان يخاطب قائدا في المعركة ،  أما الثانية فقد كانت اكثر صعوبة وتعقيدا ، وهي موقف قادة الجيش الذين قدموا  احتجاجا ، يسألون فيه هل يجوز التدخل في عمل جنرال له تاريخ طويل وخبرة عسكرية؟. ولكن هذا ليس استجوابا، هكذا رد تشرشل، هذه نصائح، وأنا المسؤول أمام الشعب البريطاني عن سلامة القوات وأمن البلاد، لكن ياسيدي ممنوع على حكومة بريطانيا أن تستهين بمقاتل مثل مونتغمري. إذن ما الحل؟
يقترح مجلس اللوردات على تشرشل ان يرسل رسالة ترضية يعتذر فيها عن بعض العبارات التي ربما أُسيء فهمها، وقد رفض منتغمري الامر، وارسل برقية عاجلة يقول  ، أنا مشغول بما يفكر به العدو لا بما يريده تشرشل.
خطر لي ان أكتب لكم من جديد عن سيرة مونتغمري التي صدّعت رؤوسكم من قبل ،  وأنا أتابع  امس  مهرجان " السلفيات" المقام في مركز عمليات الفلوجة ، بالتأكيد شاهدتم الصور مثلي ، مسؤول سابق يتفحص الخرائط الحربية ويشير بإصبعه الى المجهول ، آخر يستبدل جبته ببدلة مرقطة ، فيما العبادي لم يجد افضل من لباس الفرقة الذهبية ، فيما توارت صور الجنود والضباط الذين يقدمون حياتهم ثمناً لاستردار الارض والامن .
قبل أسابيع أصدرت رئاسة مجلس النواب المصري قراراً يمنع النواب من
الخوض  في احاديث   اعلامية  عن السياسة المالية للحكومة  ، وحذرت المخالفين  من احالتهم  إلى لجنة القيم في المجلس تمهيدا لمعاقبتهم ، لان الامر يضر بالاقتصاد القومى!
هل تريدون ان تستمتعوا بفاصل كوميدي آخر ، الكاتب السعودي " الليبرالي " جمال خاشقجي يغرّد في تويتر : داعش يحتل مدينة ، الجيش العراقي يحررها بدعم أميركي أعمى لتهجير أهلها  " ياسيد خاشقجي احتفظ بنصائحك الذهبية لنفسك وعسى أن تستطيع  طرد  القوات الأمريكية " العمياء " من السعودية !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. بغداد

    يا استاذ علي حسين انا أعيدها مرة اخرى واطلب منكم من جميع كتاب جريدة المدى ان تجمعوا جميع ما نشرتموه على مر السنيين من مقالات على صفحات هذه الجريدة الثقافية الراقية في كتاب من عدة اجزاء ذخراً للأجيال على ارض العراق لأن ما تكتبوه كل يوم ماعدا يوم الجمعة هو

  2. أبو أثير

    صور السياسيين الذين ظهروا في ألأيام ألأولى لتحرير الفلوجة ... بدأ من رجال العمائم الدينية الى متحذلقي القيادة الميدانية أضافة الى وجود القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الوزراء ... ما هي ألا دعاية أعلانية للتسويق ألأعلامي .... ليس ألا .. وهو مؤشر خطر تتب

  3. بغداد

    يا استاذ علي حسين انا أعيدها مرة اخرى واطلب منكم من جميع كتاب جريدة المدى ان تجمعوا جميع ما نشرتموه على مر السنيين من مقالات على صفحات هذه الجريدة الثقافية الراقية في كتاب من عدة اجزاء ذخراً للأجيال على ارض العراق لأن ما تكتبوه كل يوم ماعدا يوم الجمعة هو

  4. أبو أثير

    صور السياسيين الذين ظهروا في ألأيام ألأولى لتحرير الفلوجة ... بدأ من رجال العمائم الدينية الى متحذلقي القيادة الميدانية أضافة الى وجود القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الوزراء ... ما هي ألا دعاية أعلانية للتسويق ألأعلامي .... ليس ألا .. وهو مؤشر خطر تتب

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناديل: يكتب كي لا يموت العالَم

 لطفية الدليمي في حياة كلّ كاتب صامت، لا يجيدُ أفانين الضجيج الصاخب، ثمّة تلك اللحظة المتفجّرة والمصطخبة بالأفكار التي يسعى لتدوينها. الكتابة مقاومة للعدم، وهي نوع من العصيان الهادئ على قسوة العالم، وعلى...
لطفية الدليمي

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram