بعد 11 عاما على رحيل مرلون براندو، قام المخرج البريطاني ستيفن رايلي ومن خلال تسجيلات صوتية كثيرة بصناعة سيناريو لفيلم (اسمع يا مارلون) عن السيرة الشخصية والفنية لعبقري الاداء على الاطلاق. فيلم وثائقي من مارلون وعن مارلون يختلف كونه يتضمن لقطات حقيقية بصوته ان كانت مشاهد من افلامه او تسجيلات خاصة توثق بعضاً من تفاصيل حياته. ستيفن رايلي يصنع فيلما شبيها بمارلون الذي ملأ دنيا السينما وشغل المتخصصين فيها على مدى خمسين عاما. العبقري المتمرد، الحالم، الفيلسوف، السياسي وايضا الشخصية الاشكالية. ومن بين ما توفر له من تسجيلات وصور، لم يعتمد المخرج برايلي التسلسل الزمني في سرد حياة براندو، كما لم يعتمد سيرة تقليدية لهذا النجم، فقد حاول وعن طريق المونتاج ان يقدم كشفا بانوراميا لحياته .. طفولته، ثم التحاقه لدراسة التمثيل، ودخوله للسينما. وايضا عند الاحداث الشخصية التي مرت به ، كل ذلك مرتبط بموضوعات افلامه وحديثه عنها، وهي الطريقة التي اعتمدها المخرج بشكل ذكي جعل الفيلم يغوص في التفاصيل حد اشهار الكثير من خفايا النجم الكبير.يبدأ الفيلم وبراندو يتحدث بصورته الرقيقة قائلاً "تم ترقيم رأسي في الكومبيوتر ، ابتسمت، واظهرت الحزن .. لقد جعلوها رقمية.. ربما ستكون اغنية التم الاخيرة". وكأنه يقول ان المستقبل للممثل الرقمي "ربما هذه تشيّد احتضارنا جميعا".ثم يبدأ مع لقطة مصنوعة تتعلق بانذار من عمل تخريبي في بيت براندو.. اختار المخرج مشاهد عدد من افلامه، والاختيار هنا كان مقصودا لانه مرتبط بجانب مهم من حياته.. فهو عندما يتحدث عن تمرده على مواصلة الدراسة في المدرسة العسكرية التي رغب والده فيها.. فانه ينقل مشاهد من فيلم (ثورة على السفينة بونتي) او تحديدا في مشاهد مواجهة براندو لضابط السفينة" وعندما يتحدث عن علاقته الملتبسة مع والده تكون مع مشهد العراب وتحديدا عندما يربت على كتف ابنه البكر ال باتشينو.ويأخذ فيلم (التمرد على سفينة بوتني) مساحة كبيرة من سيرة براندو في الفيلم خصوصا في مواقع تصوير الفيلم حيث جزيرة تاهيتي التي سيمتلك جزيرة فيها.ومن تسجيلات خاصة نتعرف على جانب مهم في سيرة هذا الفنان، وهي جانب شخصي يتعلق بالاحداث والمأساة التي مر بها، علاقته بوالديه اللذين انفصلا بشكل مبكرمن عمره، قساوة الوالد، وإدمان الام والذي سبب شرخا في حياته، تم سجن ابنه كريستيانو بسبب جريمة قتل صديق اخته التي بدورها ستنتحر.هذه الاحداث يمر عليها الفيلم بشكل مؤثر ودائما بصوت مارلون نفسه..مواقعه السياسية في مناصرة السود والهنود الحمر.. ومساهمته في انهاء التمييز العنصري والفلم الاجتماعي بالاشتراك مع حركة الحقوق المدنية.يلتقط المخرج من هذه التسجيلات الطويلة ما يمنح الفيلم صورة تكاد كاملة عن براندو.. دخوله الى نيويورك "بجوارب مثقوبة .. وعقل مثقوب" وهو يتحسس المدينة وحيواتها ثم دخوله الى مدرسة التمثيل وحديثه عن خبيرة الاداء ستيلا ادلر التي كان لها دور كبير في تشكيل موهبته التي رفعته الى واحد من افضل ثلاثة ممثلين في تاريخ السينما على الاطلاق.
وتسمع من براندو حديثه عن النجم وصناعته، مثلما يتحدث نيته اعتزال التمثيل الذي صار (مثل التجارة).. (نحن نكذب من اجل المال.. هذا هو التمثيل).وفي 100 ورقة مع سيرة براندو الشخصية والفنية نقف عند الصفة الابرز تمرده.. ويتحدث براندو عن محاولاته في الظفر بدور (فيتو كورليوني ) في فيلم العراب في وقت كان المنتجين برفضونه.. وايضا في حديثه عن المخرج برتولوتشي الذي (سرق روحه).تمرده تمثل في ان تصعد فتاة هندية المسرح لتستلم جائزة الاوسكار وتقرأ كلماته التي تدين اضطهاد هوليوود لسكان امريكا الاصليين.
يستعيد (ستيفن رايلي ) في 100 براندو ليذكرنا اننا فقدنا في السينما ممثل عظيم، لا يمكن ان يقارن به ممثلا..
براندو وثائقيا
[post-views]
نشر في: 25 مايو, 2016: 09:01 م
يحدث الآن
مجلة بريطانية تدعو للتحرك ضد قانون الأحوال الشخصية: خطوة كبيرة الى الوراء
استشهاد مدير مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك شرقي لبنان
استنفار أمني والحكومة العراقية تتحرك لتجنيب البلاد للهجمات "الإسرائيلية"
الـ"F16" تستهدف ارهابيين اثنين في وادي زغيتون بكركوك
التخطيط تحدد موعد إعلان النتائج الأولية للتعداد السكاني
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...