TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > التخطيطُ لما بعدَ داعش مِن أسلحة هزيمته في المعركة

التخطيطُ لما بعدَ داعش مِن أسلحة هزيمته في المعركة

نشر في: 25 مايو, 2016: 07:10 م

هزائم داعش في جبهات مقاتلته تُعيد الاعتبار للجيش وسائر القوات المسلحة، وهو ما من شأنه تخفيف حِدّة الاحتقان السياسي، إذا ما استدركت القيادة السياسية أخطاءها، وشرعت باتخاذ تدابير وخطوات عاجلة تتلازم مع الانتصارات العسكرية لتصحيح الإخفاقات الحكومية على صعيد مشروع الإصلاح وتنقية الأجواء السياسية المتدهورة. ويكفي للتأكيد على هذا التلازم العضوي وضرورته لتكريس الانتصار، الفصل عند رسم الخطط الستراتيجية وتطبيقاتها التكتيكية بين الجبهات العسكرية والاقتصادية والأمنية والسياسية للدول في ظروف الحرب، وفي ظروف السلم والبناء ايضاً.
وهذا ما كان يجري التأكيد عليه دون توقف منذ السنة الأولى من عمر عراق ما بعد صدام حسين، وتزداد المطالبة به في المنعطفات التي تتّسع فيها مخاطر الإرهاب وشبح الانزلاق في مستنقع الحرب الأهلية. ولا يمكن تفسير التهاون في أخذ ذلك بالاعتبار من قبل الطبقة السياسية الحاكمة بالغفلة أو السذاجة السياسية، مع أنهما من صفاتها وتعبيراتها في السلطة، بل يأتي هذا التهاون كدلالة أكيدة على مراهنتها الخاطئة على أنَّ ضمان مصالحها وتوجهاتها، المحددة بـ"التقيّة"، للمستقبل الذي تفكر به للدولة العراقية، يتحقق عبر هذا التفكك القائم في الوضع، وما قد يتمخض عنه من تداعيات.
ويتبيّن ترجيح هذا الافتراض من "السياسة التقسيمية" التي اعتُمِدت وأشيعت قيمها وممارساتها في المجتمع، وأدت الى تمزيق نسيج المجتمع العراقي وتعميق الشكوك المتبادلة وعدم الثقة بين مكوناته، انتهاءً بتسليم ثلث مساحة العراق وسكانه من المكوّن السنّي إلى قطعان داعش الإرهابي التكفيري. وصارت مصادرة إرادة هذا المكوّن في مناطقه المستباحة "كفّارته" وضريبة انتمائه الوطني للعراق الجديد. لكنَّ هذه الكفّارة، لن تتحول، دون موجِبات، الى تميمة طاردةٍ لداعش، إذا لم تتّعظ الطبقة الشيعية الحاكمة وتعي أنَّ عليها التخلّي كليّاً عن سياساتها وممارساتها "التنفيرية" الإقصائية التي انتهجتها متوهّمة أنها بذلك تحقق " تسيّدها" والانفراد في بسط نفوذها وسيطرتها على مقاليد الحكم على "الدولة العراقية الموحدة"!
عليها أن لا تتوهم وتجرّ البلاد الى مغامرات دموية جديدة، فشرط "واحدية العراق" واحدٌ لا سبيل لتغييره، هو تفكيك بيئة انتعاش وعودة داعش وأخواتها وتعبيراتها الجديدة، وتكريس قاعدة المواطنة والمشاركة بين المكوّنات وإرساء أُسس دولة اتحادية ديمقراطية متعددة الأعراق والطوائف والأديان. وعلى الطبقة السياسية الشيعية والعبادي أن يباشرا هذا النهج، لأنّ فيه الانتصار الحقيقي على داعش وعلى الأوهام التي قادتنا إلى المستنقع الذي هوينا فيه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram