نظمت لجنة المرأة في وزارة الثقافة حفلاً تأبينياً لإيقونة الكوميديا العراقية الراحلة أمل طه بحضور جمع من الفنانين والمثقفين ومحبي الفنانة وذلك يوم الأحد الفائت في دار النشر والثقافة الكردية.تضمن حفل التأبين الذي شاركت فيه دائرة العلا
نظمت لجنة المرأة في وزارة الثقافة حفلاً تأبينياً لإيقونة الكوميديا العراقية الراحلة أمل طه بحضور جمع من الفنانين والمثقفين ومحبي الفنانة وذلك يوم الأحد الفائت في دار النشر والثقافة الكردية.
تضمن حفل التأبين الذي شاركت فيه دائرة العلاقات الثقافية بإلقاء كلمات وشهادات عن الراحلة وعرض مقاطع من أعمالها الفنية وقصائد شعرية كتبت عنها وقراءة مراحل من محطات حياتها الزاخرة بالإبداع والتميز، وإيقاد الشموع وسط الورود التي احتضنت صورة الراحلة أمل.
وأكد وكيل وزارة الثقافة، والمشرف على لجنة المرأة فوزي الاتروشي في كلمته على فخر الشارع العراقي والفنانين عموما بما قدمته هذه الفنانة من إبداع وتواصل مع الفن والجمهور طيلة سنوات طويلة قبل أن يقعدها المرض في عام 2009 ويبعدها عن الناس للعلاج.
وأضاف: "كنت حريصاً مع عضوات لجنة المرأة على زيارتها في مشفاها وكنت أتنقل بها إلى مشافي أفضل برغم قلة الإمكانيات المادية لكنا كنا نحاول أن نكون بالقرب منها كونها قدمت الكثير للعائلة العراقية التي أحبتها ومازالت تحتفظ لها بذكريات".
ودعا الاتروشي إلى تفعيل صندوق التنمية الثقافية الذي سبق أن طالبت به وزارة الثقافة لدعم الفنانين والمثقفين وتأمين مستوى أفضل لمستقبلهم بدل تركهم يعانون الفاقة والمرض.
بدورها ، أكدت أفراح شوقي رئيسة لجنة المرأة أن من المحزن أن تقضي فنانة كبيرة مثل أمل طه سنواتها الأخيرة في دار المسنين الحكومية، وهي التي قدمت الكثير للفن العراقي وتستحق منه رعاية واهتماما أكثر، وهذا هو حال معظم الفنانين والمبدعين في البلد بغياب قانون يضمن حقوقهم ورعايتهم في بلدهم الذي قدموا له عصارة سنوات إبداعهم وشبابهم.
ولفتت إلى أن الراحلة أمل طه ستبقى في ذاكرة المشهد الفني العراقي بأعمالها وضحكاتها وقفشاتها ونقدها اللاذع في برامجها التي قدمتها وقد أسست في سبعينات وثمانينات القرن المنصرم مع زملائها محطات مميزة لفن الكوميديا الهادف، ولا تزال أدوارها في المسرحية الكوميدية (الخيط والعصفور) عبر شخصية جرادة ومسلسل (أيام الإجازة) وبرنامج (استراحة الظهيرة) و(نص ستاو) وغيرها من أعمال تسعد جمهورها لما تمتلكه من حضور وروح نكتة عالية، وتركت برحيلها إرثاً فنياً كبيراً.
ورحلت الفنانة أمل طه عن عمر ناهز الستين عاماً، وهي من مواليد 1956 وكانت قد تعرضت إلى جلطة دماغية منذ عام 2009 أصيبت على أثرها بالشلل النصفي في الجهة اليسرى من جسدها تسببت بانقطاعها عن التمثيل، وأطلقت على أثرها العديد من المبادرات عبر مواقع الكترونية لدعمها وتلقيها العلاج خارج العراق، لكن ذلك لم يحصل فكان أن استقر بها الحال في إحدى دور المسنين في العاصمة بغداد.
وتحدث الدكتور حسين علي هارف، زميل الراحلة أمل عن ذكرياته الفنية والعائلية معها، وأنها كانت بمثابة أم لأبنائه، وقد نذرت حياتها للفن وأعطته الكثير، لكنها لم تأخذ من بلدها وأصدقائها إلا النكران والجحود، لافتاً إلى أهمية أن تولي المؤسسات الحكومية اهتماماً أكبر بالفنان العراقي الذي يقدم الكثير لكنه في أسفل قائمة الاهتمام والرعاية.
وبحزن بالغ تحدث الفنان عزيز كريم خلال الجلسة عن الراحلة أمل طه التي رافقته في الكثير من الأعمال وخاصة تمثيلية (سينما) التي اشتهرت بين الناس في السبعينات، ووجه عتبه الكبير الى وزارة الثقافة التي أهملت الفنان والفن العراقي، وكشف أن شهر رمضان القادم ليس فيه عمل عراقي واحد لنقدمه للناس، بسبب الخزينة الخاوية للبلد.
وتحدث الدكتور ياسين السوداني مدير دار المسنين خلال جلسة التأبين عن بعض الذكريات التي رافقت وجود الفنانة أمل طه في الدار طيلة أكثر من ست سنوات، كانت فيها مميزة في الدار وتحظى برعاية ومكانة خاصة، ولها محبة في قلوب زميلاتها هناك، برغم عتب الراحلة على قلّة زيارات الفنانين لها. وطالب بدعم أكبر لدار المسنين كونها تفتقر لخدمات كثيرة ومن قِدم الدار بدون أي عمليات تأهيل لمبناها الذي بني في عام 1927 وهي آيلة للسقوط حالياً.