يثير ترؤس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجلسة الأولى، التي عقدتها الحكومة الجديدة في أنقرة، مفاجأة سياسية؛ خصوصا أن رئيس الحكومة الجديد بن علي يلديريم كان يجب أن يترأس هو الجلسة؛ الامر حفز النقاش في المجتمع التركي حول دور رئيس الحكومة وا
يثير ترؤس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجلسة الأولى، التي عقدتها الحكومة الجديدة في أنقرة، مفاجأة سياسية؛ خصوصا أن رئيس الحكومة الجديد بن علي يلديريم كان يجب أن يترأس هو الجلسة؛ الامر حفز النقاش في المجتمع التركي حول دور رئيس الحكومة وازدياد صلاحيات رئيس الدولة.
وعلقت صحيفة “حريت” التركية على هذا الأمر بالقول: إن “هذا أول تأكيد على أن دور يلديريم كرئيس للحكومة لن يكون كبيرا “. ذلك، على الرغم من أنه أعلن أن حكومته ستركز اهتمامها على زيادة عدد الأصدقاء وتقليص عدد الأعداء”.والموقف في تركيا من رئيس الحكومة الجديدة متضارب جدا:فبعضهم يشير إلى أن يلديريم هو قبل كل شيء صنيعة أردوغان، وهذا يعني أن يلديريم سيدعمه حتى في مسائل حساسة لتركيا، مثل قضايا إصلاح الدستور باتجاه تعزيز دور رئيس الدولة، والقضية الكردية، والرقابة على حرية التعبير.وبعضٌ آخر يعترف بأنه تكنوقراطي ذو خبرة كبيرة، وأنه سيعمل على ازدهار اقتصاد البلاد.وكثيرون يبدون إعجابهم برئيس الوزراء ذي الستين عاما، الذي تحول بفضل كده وعناده من ابن مزارع إلى أحد ساسة البلاد البارزين.ويلديريم ولد في عائلة مزارع تركي كثيرة الأولاد، لم تكن تهتم بالسياسة. وكان في شبابه يساعد والده في عمله، وفي الوقت نفسه، لم يتخل قط عن دراسته.
وبعد إنهائه الدراسة في الجامعة التقنية للعلوم البحرية، عمل بنجاح في تنظيم النقل بالعبارات في اسطنبول، حيث تم لقاؤه مع أردوغان الذي كان حينها عمدة المدينة، والذي شكل نقطة تحول في مصير يلديريم، المشهور الآن بأنه من أنصار الرئيس الحالي المخلصين؛ وهذا ليس غريبا. فالسياسيان تربطهما 15 عاما من الصداقة، وهما كانا من مؤسسي “حزب العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا منذ عام 2002.
غير أن يلديريم لم ينج من فضائح الفساد. ففي عام 2013 برزت شكوك بضلوعه في مخططات فساد. حينها قامت الشرطة بحملات تفتيش منازل مسؤولين كبار في تركيا خلال التحقيق بقضية سوء استخدام المال العام، حيث كان يلديريم على رأس القائمة. ولكن التحقيق لم يأخذ مجراه الطبيعي، وأُغلقت القضية بعد إجراء تعديل وزاري.بيد أن تصريحات يلديريم تثير القيل والقال.
فمثلا اتُهم بدعم مسألة الفصل بين الجنسين وانتهاك حقوق المرأة؛ حين قال إن “الشبان والفتيات الذين يجلسون جنبا إلى جنب في حديقة الجامعة، يسلكون طريقا خاطئة”.
كما أنه دعم تشديد الرقابة على وسائل الإعلام.وبعد أن عين رئيسا للوزراء بدأت الصحف تسميه “سكرتير” الرئيس، والذي ستكون مهمته إدخال تعديلات على دستور البلاد لمصلحة أردوغان. ويلديريم نفسه لا يخفي أن الأولوية في مهماته ستكون للتحول إلى النظام الرئاسي، وهذا ما صرح به خلال حملة الانتخابات البرلمانية. واعلن يلديريم أيضا أن من مهماته تطبيع العلاقات مع روسيا وإيران والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.وأشار كذلك إلى أن تركيا ستسعى للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي، بغض النظر عن الخلافات القائمة.وإضافة إلى ذلك، فهو يدعم جهود المنظمة الدولية بشأن تسوية المشكلة القبرصية.أما كم من هذه الوعود ستنفَّذ؟… هذا ما سيكشفه المستقبل.