TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > بصمة الحقيقة: مهدي ماركة عراقية

بصمة الحقيقة: مهدي ماركة عراقية

نشر في: 25 يناير, 2010: 06:30 م

طه كمر في كل ميادين الحياة عندما تحدث مشكلة ما ستصبح حديث الشارع العراقي بكل تأكيد خصوصا في مجال الرياضة التي غالبا ما نلاحظ ان ابسط المشكلات التي تحدث في الوسط الرياضي نراها اصبحت حديث الشارع الرياضي لفترة وجيزة من الزمن حتى تأخذ مكانها مشكلة اخرى ليتناساها جمهورنا الكريم ويشغل نفسه بغيرها وهكذا ,
 فمنذ اسبوع تفجرت مشكلة في ملعب نادي الشرطة خلال مباراة اصحاب الارض وضيفهم فريق النجف ولم تكف الصحف والقنوات الفضائية من الحديث عن تلك المشكلة بل راح يتحدث عنها ويتناقل احداثها جمهورنا الكريم اينما تواجد ويعيد مجرياتها لكن للاسف من خلال سماعي ومتابعتي هذه القضية لم اسمع من اطراف الحديث سوى سلبيات هذه المباراة بتفاصيلها فلم تطرق اسماعي كلمة واحدة تقال بحق من حاولوا اخماد تلك المشكلة واطفاء فتيلها قبل ان تستفحل وتستعر نارها لتحرق الاخضر باليابس . أنا كنت احد المتواجدين على ارض الاحداث التي دارت فيها تلك المشكلة ومن خلال متابعتي احداثها وجدت ان هناك جنديا مجهولا عمل وراء الكواليس لايقاف نزيف مهاتراتها من قبل طرفيها اي جمهور الشرطة وجمهور النجف وقد شاهدته بأم عيني كيف وقف رادعا جمهور الشرطة ومؤنبا لهم على ما آلت اليه الامور بعد نهاية المباراة غير مبال للحجارة التي قذفت من قبل الجمهور والتي اصابته بعضها الا انه نذر نفسه قبل ان يتدخل افراد حماية الملاعب ليخمدوا تلك الفتنة محاولا تهدئة الموقف كي لا يتطور الى ما لاتحمد عقباه وخيرا فعل عندما أجهز على كل من حاول التعدي والتطاول بتأنيبه وتفانيه وكرمه وسخائه وغيرته التي عبر عنها خلال هذه المباراة وفي كل مباراة وكل مناسبة رياضية انه المشجع المعروف ( مهدي ) الذي عرفناه ماركة عراقية اصيلة بعد ان كان ماركة شرطاوية فمهدي جسد دور العراقي الغيور الحريص من خلال متابعته جميع الاحداث بالظروف الرياضية اينما كانت لا يأبه الظروف وتقلباتها حيث توقعنا ان ترسبات الزمن وما أملته علينا تراكماته من مشاكل واحداث ساخنة ممكن ان تغير مايتملّك ذلك الانسان من نهج تربوي وانتخى ليكون حمامة سلام تلوج باجنحتها ربوع عراقنا الحبيب من شماله الى جنوبه وتلوّح لنا بالحب والخير والوئام فتارة نشاهده في أربيل يصفق للعراق واخرى نراه في البصرة يهزج ويهتف باسم العراق ولم تمر مناسبة الا وكان وجوده يضفي نكهة وجمالية على جمالها واليوم نهض ( أبو علي ) ليمد جسور الرضا والمحبة بين الطرفين برغم صعوبة الموقف آنذاك لكنه عمل بكل حرص على تهدئة الموقف واستمر يقرب وجهات النظر وبذل مساعي خيرة من اجل الوصول الى الغاية التي من شأنها ان تعيد المياه الى مجاريها واستمر بجهوده الحثيثة حتى انه وقف ليرتب انسيابية سير المركبات بعد نهاية المباراة وتأمين الطريق من خلال وقوفه في طريق الخروج . وأخيرا اتمنى ان يضع المسؤولون في عراقنا الجديد هذا العراقي الغيور نصب اعينهم ويشملونه بعطفهم كي يشعر بعراقيته وانسانيته التي جسدها من خلال مواقفه التي تشهد له دائما فأمثاله قليلون في هذا الزمان . Taha_gumer@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram