هل راودك أحدهم يوما بسؤال منطقي عويص الإجابة: لماذا تكتب؟
هلا سألوك: كيف ولماذا تتنفس؟!
وإذا كان لا بد من رد حاسم، فهو: لا أدري.
إنما هي حمأة تعتريك. شجاعة ما، تواتيك على حين غفلة او صحوة، وجع ممض لذيذ، لا يشبهه وجع ضرس او عين. يوقظك من عز نومتك، يلكزك بمهمازه إن كنت في تمام الصحو، دفق مشاكس طيع، يجرجرك ليهبط بك لأعمق وهدة. ويرتقي بمعيتك لأعلى شاهق. يدعوك ان تنظر.. لترى البحر في قطرة ندى، والمجرات في حزمة شعاع، والبراكين في جذوة نار، صوت غامض، يغريك بالتنصت والتصنت، تمتثل، مكرهاً او طائعاً تمتثل، فإذا النآمة هدير، والآهة صرخة، والهمسة بوح، حمأة لا تتركك قبل أن تذيقك ملح الدمع وطعم النشوة …
إنما، ما الذي يحملك ليلقيك في ذاك الأتون؟؟ لا، ليس الغنى، ليس الفقر والعوز، ليس الجوع او العطش، ليس التضور او التخمة، ليس الرفاه او الحرمان، ليس التعب او الراحة، ليس السقام او العافية، ليس الخوف الشرس ولا الطمأنينة، ليس، ليس، ليس. ما من عامل واحد يصح جوابا دون غيره، ولكنها كلها، مجتمعة ومنفردة، معا. قد تتلخص بكلمة او ببضع كلمات (( الحاجة)) حاجة الحي للشهيق والزفير، بدونهما، لا حياة.
الكتابة للكاتب المبدع تسبيحته، صلاته، ملاذه، سلوته وسلوانه، مهده، ارجوحته، يهرع لأحضانها كلما ساوره حزن او داهمه فرح. ما هي نزوة عابرة تنقضي بعد إشباع، ما هي عقب سيجارة تلقى في اقرب منفضة. إنها كالماء للسمكة، هل سمعتم عن سمكة حية تلبط في متاهة صحراء؟
في اغلب معاهد الصحافة المرموقة، يواجهونك بسؤال يبدو ساذجا وما هو بساذج:
لماذا إخترت ( الكتابة) —الصحافة الأدب— دون غيرها من الفروع؟. ورغم تنوع الإجابات ومفارقاتها، الا إن الجواب البليغ كان:: لا ادري!!
الكتابة المبدعة — خصوصا —تشبه الى حد كبير، رياضة اليوغا، لا بد ان تكون مسكونا بالرغبة العارمة، لتكتب.تتشبث بأهداب ال (،الف باء) صعودا وهبوطا. يمينا وشمالا، دنوا وإبتعادا، ثابتا تجلس، دون ان تبارحك نشوة التواجد على متن الأراجيح ….. يتبع.
بعض السطور مستلة او مستوحاة من بين دفتي كتاب عنوانه:إقرأ.
لماذا تكتب؟؟!.
[post-views]
نشر في: 29 مايو, 2016: 09:01 م